ثاني أكبر حديقة في الشرق الأوسط {هواري شار}.. بيت لكل مواطن
ريبورتاج
2021/01/26
+A
-A
السليمانية: عذراء جمعة
بدهشة عديمي التصديق تتوسع مقلتاك ما أن تدخل حدودها، فجانبا الطريق المؤدي اليها يجعلانك تتيقن بأن ما تصبو اليه هو الجمال، وهنالك ستجد البوابة التي اذا ما دخلتها، تكون درعاً ومتنفساً لتلاشي الهموم والتعب، فتدخلها وتتنفس الصعداء، لأنها من صنع تراب وطنك، فالعراق يحتوي على الجمال ويميزه في كل بقعة بارضه.
تدلك الاشجار والنباتات الخضراء عليها، كما الجبال التي احاطتها، فهي من كبرى الحدائق في الشرق الاوسط، ورغم انتظارها لاكتمال مراحلها الجمالية، الا انها حققت شروط الابداع في التصميم لتكون ايقونة جميلة تسر الناظرين، انها حديقة "هواري شار".
بدهشة عديمي التصديق تتوسع مقلتاك ما أن تدخل حدودها، فجانبا الطريق المؤدي اليها يجعلانك تتيقن بأن ما تصبو اليه هو الجمال، وهنالك ستجد البوابة التي اذا ما دخلتها، تكون درعاً ومتنفساً لتلاشي الهموم والتعب، فتدخلها وتتنفس الصعداء، لأنها من صنع تراب وطنك، فالعراق يحتوي على الجمال ويميزه في كل بقعة بارضه.
تدلك الاشجار والنباتات الخضراء عليها، كما الجبال التي احاطتها، فهي من كبرى الحدائق في الشرق الاوسط، ورغم انتظارها لاكتمال مراحلها الجمالية، الا انها حققت شروط الابداع في التصميم لتكون ايقونة جميلة تسر الناظرين، انها حديقة "هواري شار".
وضع حجر الاساس لحديقة "هواري شار" رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح في عام 2004 عندما كان رئيساً للوزراء في اقليم كردستان من خلال غرسه اول نبتة فيها، اذ انها متنفس للاسر في السليمانية والسائحين اليها، وتعد ثاني اكبر حديقة في الشرق الاوسط والاولى على مستوى العراق من حيث المساحة، و تقع على بعد 10 كيلو مترات شمالي غربي مدينة السليمانية.
لماذا "هواري شار"؟
عندما طرحت الفكرة لزيادة المساحة الخضراء في مدينة السليمانية وقع الاختيار على الوادي العريان لكونه يقع في اطراف المدينة السكنية وهو منطقة خالية من الزراعة، ليتحول اسمه الى منطقة "هواري شار" باللغة الكردية والتي تعني باللغة العربية منزل المدينة، اي انها بيت لكل مواطن حتى يحافظ عليها، و تكون مكاناً ترفيهياً لسكان المدينة وزوارها.
وقال مدير حديقة "هواري شار" المهندس ريبين جميل محمد في تصريح خاص لـ"الصباح" لقد تم وضع حجر الاساس للمشروع على مرحلتين، الاولى بدأت منذ العام 2004 وانتهت في العام 2006 اذ توقف العمل به ومن ثم بدأت المرحلة الثانية من العام 2010 ولغاية 2016، اذ تم افتتاحه رغم التوقف الذي تعرض له بسبب الازمة المالية، الا أن الاصرار على انجازه جعله يرى النور، منوهاً بأن مساحة المشروع الكلية تبلغ 4 آلاف دونم اي حوالي 10 ملايين متر مربع، اذ صممه عدد من المهندسين والخبراء والمستشارين الزراعيين المحليين، ليكون اكبر مكان ترفيهي بيئي وطبيعي للاسر ومجاني، مشيراً الى أن تكلفته الاجمالية بلغت 80 مليار دينار وجميع الايدي العاملة فيه كانت محلية، علاوة على مشاركة الشركة التركية في بعض الجوانب لانجاز المشروع.
مميزات خاصة
واضاف "ساعدت المساحة الكبيرة التي ميزت المشروع، ليكون متكاملا في التصميم والتنفيذ، اذ يحتوي على طرق للمشاة ليسيروا بكل يسر رغم المرتفعات الموجودة في المنطقة، فضلا عن طرق لسير المركبات، اذ بالامكان التجول في كل الحديقة بالسيارة، ليتم الاستمتاع بالمنظر الخلاب والطبيعة الربانية التي تحيطها الجبال من كل مكان"، موضحا "انه تم تصميم نظام الري باسلوب التقطير ليتم سقي الاشجار والزهور والنباتات الدائمة الخضرة التي تملأ الحديقة والتي بلغت 800 الف شجرة بكل يسر، وتم تأسيس نظام الانارة فيها وفقا للطرق الحديثة وبالاسلوب الترشيدي الاقتصادي لتنير الحديقة ليلا، وكأنها لوحة فنية لحكمة تنفيذها، بالاضافة الى النافورات المتنوعة في تصاميمها والشلالات الاصطناعية وتنوع مكانها لتضيف رونقا آخر للمشروع"، منبها الى "وجود العديد من المطاعم والمقاهي ومحال العصائر والمرطبات والالعاب الخاصة بالاطفال لقضاء اوقات ممتعة فيها".
المسرح الروماني
ما أن تتوسع خطواتك في هذا الصرح الضخم، حتى يخيل لك انك قد دخلت في مدينة روما وبالتحديد المسرح الروماني، فالبناء البيضوي والمدرجات التي لا يهمك أن تنشغل بعدها، عوضا عن الاستمتاع بالمنظر، فاذا اغمضت عينيك قد تسمع صرخات الجمهور نحو حلبة العرض، وترسم مخيلتك راقصات الباليه وهن يتحركن كما البجعات، واشعار اليونانيين وهي تلتصق بالمدرجات، والموسيقى التي تختلط بالاوبرا، ولكن هذه المرة بنكهة عراقية.
واشار محمد الى أن السليمانية عاصمة الثقافة و لا بد أن يكون لها صرح ثقافي يليق بهذا اللقب فتم تصميم المسرح الروماني داخل المشروع وعلى مساحة خمسة دونمات اي ما يعادل 10 ملايين متر مربع، لافتا الى ان تكلفته بلغت ستة مليارات دينار، ليتسع لخمسة آلاف شخص، مؤكدا ان تصميمه هو نفس تصميم المسرح الروماني الاصلي ونفذ من قبل المهندسين المحليين والايدي العاملة المحلية، منوهاً بأنه بحق مكان ثقافي يليق باحتضان مختلف الفعاليات الفنية والمسرحية والثقافية، علاوة على ذلك يحتوي المشروع على معرض فني ثابت فيه"كاليري" لاقامة المعارض الفنية فيه، لافتا الى ان وجود المسرح وسط هذا المرفأ الترفيهي اضاف له الكثير وزاد من اقبال الزوار عليه من ابناء المدينة والسائحين القاصدين لها.
مئات العمال
وبين أن هناك عددا من المهندسين يعملون في المشروع، لادامته واضافة التصاميم الجديدة للحدائق وبعض الاركان فيه والمتابعة اليومية له، فضلاً عن المئات من الايدي العاملة التابعة لبلدية السليمانية التي تعمل على تنظيف الحديقة وادامتها واستمرار غرس الاشجار وسقيها"، مؤكدا ان "المساحة الشاسعة التي تميز بها المشروع جعلت منه واجهة يومية يقصدها الشباب لممارسة رياضة الركض عند الفجر، مشيرا الى ان الحدائق الخضراء جعلت الكثير من الشباب يقيمون حفلات زفافهم فيها، بالاضافة الى انه عند حلول شهر رمضان المبارك تقام فيه مآدب الافطار الجماعية للفقراء والايتام، علاوة على اقامة الندوات والمؤتمرات في الاركان المخصصة لذلك فيه واجراء البحوث العلمية على الاشجار والنباتات الموجودة فيه من قبل طلبة الدراسات العليا.
المرحلة الاستثمارية الثالثة
ولفت محمد الى أن المرحلة الثالثة من المشروع لم تنفذ الى الان وهي المرحلة الاستثمارية، لاقامة الفنادق فيه والملاعب الرياضية وحديقة الحيوانات والعاب للاطفال والالعاب المائية، بسبب الازمة المالية التي حالت دون البدء بها والتي من الممكن ان تضفي على المشروع الكثير من جوانب الترفيه، منبها الى انها من الممكن أن تشكل ايرادا كبيرا للسياحة، خاصة ان زوار الحديقة كثيرون، مؤكدا انه يدخل اليها يوميا 2000 شخص في مختلف المواسم في الصيف والشتاء والربيع والخريف، كون الحديقة في كل موسم تتصف بمواصفات معينة تبرز فيها جمالها الطبيعي لكن يبقى الموسم الافضل لاستقبالهم هو الصيف، موضحا ان المساحة الخضراء تزداد في المشروع سنة بعد اخرى لامتدادها.
مساحات خضراء
وبالرغم من الاهداف التي حققها انجاز الحديقة، الا ان هناك هدفا اسمى يتشارك فيه الجميع، الا وهو زيادة المساحات الخضراء في السليمانية، فمن النباتات التي زرعت على جانبي الطريق، الى النخيل والاشجار التي انتشرت بصورة ملفتة داخل الحديقة، اذ تحتوي على اكثر من 300 نوع من الشتلات والورود وعلى طول مساحتها البالغة 440 دونما، ما يجعل منها نظاماً بيئياً متكاملاً، اذ لابد من الاهتمام بها، لأنه من مسؤولية الجميع.