ناجح المعموري ثراء المعرفة وإبداع متواصل

ثقافة 2019/02/01
...

 شكر حاجم الصالحي
ما العجب في ذلك؟ أن تصدر ثلاثة كتب العام (2018) تتناول منجز باحث عراقي مثابر ترافقه منذ بواكير التكون الاولى والجذور الغضّة الى آخر إصدار له، والباحث هو ناجح المعموري الذي أثرى بنتاجه المعرفي المميز ذائقتنا وبلور مفاهيمنا في الرؤية الى أساطير وتراث شرقنا العريق, والكتب الثلاثة هي: ناجح المعموري .. الاسطورة ريح وهو الثمر لكاتب هذه السطور، والثاني: أساطير ناجح المعموري للشاعر والمترجم حسين نهابه, والكتاب الثالث: ناجح المعموري غواية الأسطورة وسحر الكلام للباحث الجاد أحمد الناجي, واللافت للانتباه أنّ هذه الكتب صدرت في فترات زمنية متقاربة, وفي ثلاثتها جهد واضح ونبش في تفاصيل حياتية أسهمت في تكوين ناجح المعموري معرفياً, وتسأل نفسك: هل حظي مبدع عراقي آخر غير المعموري بهذا الاهتمام والدراسة 
المنتجة؟
، وهل تجد في هذا الاحتفاء ما يؤسس لتقليد جديد في مشهدنا الثقافي؟، نعم إنّه خطوة في المسار الذي يليق بمبدعي وطننا ورموزه وقاماته الثقافية المديدة.. كم كنت أتمنى ان يبادر أحد نقادنا المبرزين الى فحص ما أنتجه المعموري بأدوات نقدية ممنهجة, فقول الناقد غير قول المعجب الشاعر أو الباحث أو المترجم
, وان كان ما فعله الثلاثة يقع في دائرة المسؤولية الأخلاقية وهو فوق كل هذا وذاك جزء من المحبة والوفاء والابتهاج بمبدع كبير حقق حضوره المميز في المحافل العراقية والعربية, وما زال لا يكف عن البحث والحفر في منجزات الانسان العراقي عبر الكشف عن أساطيره ومعتقداته في بلاد ما بين النهرين وما جاورها, ومن هنا أدعو مؤسساتنا الثقافية الى الانتباه الى هذا المنجز الرائع الذي أبهجنا به المعموري, والسعي لإقامة ما يضيء تجربته الثرية, ولنغادر بمحبة ما تعارفنا عليه من (أنّ مغنّية الحي لا تطرب) ففي الحي/المشهد عشرات الاضافات النوعية التي تستحق الإشادة والاضاءة والتثمين، وما ناجح المعموري إلّا أحد قممنا الشامخة الذي يجب ان نفتخر به مفكراً وباحثاً استثنائياً متفرّداً في حقل اشتغاله المعرفي .. ولا عجب في ما أقول و أدعو إليه فمازلنا نتطلّع الى قراءة المزيد من أبحاثه المبتكرة والمشاكسة التي تتفرد بقراءاتها وتوصلاتها، ولكي لا نحرم هذا الجيل وما يأتي من الاجيال من معطيات المعموري وخزائن معرفته لنعمل جميعاً على الاحتفاء بالمنجز المتحقق لكي نؤسّس لما نريد من تقاليد ثقافية تسمّي الاشياء بمسمياتها اللائقة وتضع الأمور في نصابها 
القويم.