احتواء المشكلات الأسريّة

اسرة ومجتمع 2021/01/29
...

قاسم موزان
 
ليست هناك أسرة على الاطلاق تخلو من المشكلات، سواء كانت هذه الأسرة على قدر كبير من التعليم او ذات تعليم متواضع، الا أن  المشكلات والأزمات الآنية  
تختلف من بيت الى آخر، وحسب حجم المشكلة وتفاصيلها المتشعبة، لاسيما ان الاسر المختلفة ليس ببعيدة عن المحيط الاجتماعي، فإنها تؤثر وتتأثر بمعطيات الواقع المرهون بالتباسات كثيرة، وعليها أن تدرك عن وعي ان تعليق المشكلة، من دون 
حل يعني بقاء الاضطراب سيد الموقف 
وتسود في اثنائها العلاقات المتشنجة بين افرادها، وتتلاشى اواصر المحبة والوفاق فيها، ويحل محلها النفور والصدود وعدم تقبل الآخر والتراشق 
اللفظي احيانا، ما يتسبب في تفاقم المشكلة على نحو مقلق،  واتساع رقعتها على  نطاق واسع، خصوصا لدى دخول اطراف اخرى من خارج الأسرة، ما يعني تعقيد المشكلة وعودتها الى المربع الاول، خصوصا المشكلات الزوجية، التي يمكن وصول الحل اليها بالتفاهم، 
هناك خطوات مهمة لتلافي المشكلات الاسرية، للحيولة دون ايجاد الحلول الناجعة لها من هذه الخطوات، اختيار الوقت المناسب لطرح المشكلة وأسبابها، 
من دون التوغل عميقا في المفردات الصغيرة، فضلا عن تحديد نوع الأزمة الآنية، وخلق اجواء 
من المحبة والألفة مع تبادل التحية، وهذا يخفف بأجمعها  من حدة الاضطراب النفسي  والرغبة 
الجادة في الحل، والابتعاد نهائيا عن حالات الانفعال والعصبية المبالغ فيها، والقاء العتاب على هذا الطرف او ذاك لكسب الاخرين الى جانبه حسب اعتقاده، ولعل الاصغاء باهتمام جزء مهم يسهم، الى حد كبير في احتواء المشكلات وتحجيمها ويبتعد شبح التفكك الاسري، وهذا له عواقب وخيمة تنذر بانهيارات سريعة  بما لا يحمد عقباه على جميع 
المستويات.
إن ايجاد حلول المشكلات بصورة فاعلة 
ويرضي الاطراف بصدقها وموضوعها  وباسلوب حضاري واع، يعيد ترتيب الاسرة على اسس متينة لا يمكن اختراقها، لاسيما انها الجزء الاساس في تشكيل المجتمع وعمادها الحقيقي، ومن دونها يتصدع البناء الحضاري له وتسود الفوضى وانعدام الثقة.