دور الإذاعة والتلفزيون في تعزيز الوحدة الوطنيَّة

الصفحة الاخيرة 2019/02/02
...

بيروت / غفران المشهداني
لا يختلف إثنان على انَّ وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، لها دور أساس في ترسيخ الوحدة الوطنية بين مكونات الشعب، بتنوع طوائفه وأديانه، وهي تؤثر بشكل سريع على فرص التعايش السلمي، وتسهم في تأصيل القيم الوطنية لدى شرائح المجتمع.
فما دور الإذاعة والتلفزيون في تعزيز الوحدة الوطنية من وجهة نظر الإعلامية العراقية اليوم؟
هوية
قالت معدة ومقدمة البرامج صابرين الشيخ، من قناة آسيا: “يكتسب دور الاعلام العراقي في الوحدة الوطنية خاصة الاذاعة والتلفزيون في العراق بعد 2003، أهمية من أوجه عدة، فبقدر حجم المتغير السياسي وتداعياته الداخلية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا باتجاه تغيير أنماط الحياة، المكونة أصلًا من تركيبة إثنية وقومية ومذهبية، حاولت الاستفادة من هذا المتغير إعلاميا في التأكيد على هوياتها الخاصة، كمكون ضمن النسيج الاجتماعي العراقي، فالعرب الشيعة والسنة والكرد والمسيحيون والإزيديون والشبك والصابئة المندائيون كلٌ يريد الظفر بانتماء عراقي واحد، تحت هاجس الآية القرآنية الكريمة: (إن الله يحب ان تقاتلوا صفا) مضيفة: “وهي فرصة تاريخية لتأصيل وتثبيت هوياتهم الثقافية أو القومية، على حساب تفتيت هوية المواطنة ضمن وحدة المجتمع العراقي، حتى وإن كانت هويات ثانوية طائفية”.
وتتساءل الاعلامية الشيخ: “هل حقق المنتج الثقافي والإعلامي والصحفي خصوصا في العراق بعد 2003 بتعدديته هذه دوره في عملية التنمية الشاملة أو في ديمقراطية الاتصال على مستوى المقروئية وحرية التعرض أو التعبير
، أو مدى إمكانية إعداد وتهيئة الكوادر الإعلامية القادرة على تشكيل الصورة الذهنية للمواطن العراقي وفاعليته الحياتية وتفاعله مع المتغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية كأحدى أولويات الخطاب في الإعلام 
الدولي؟”
 
سلم
في حين تؤكد عبير العزاوي.. مقدمة برامج تلفزيونية: “للإعلام المرئي والمسموع دور كبير ومهم في اشاعة السلم المجتمعي والتعايش بين مكونات المجتمع المتنوعة، من خلال الرسالة التي يتناولها والقضايا المطروحة مثلا عندما نطرح قضية معينة لمعالجتها نتناولها بسلبياتها وايجابياتها ونحاول وضع الحلول الممكنة والمتاحة للحد من تضخمها ومن ثم التوصل مع الجهات المعنية للقضاء على الازمة اي ان لانسكب الزيت على النار بحجة تحويل القضايا الى رأي عام وتبطين رسائل خفية تثير النزاعات وتهدد السلم والتعايش كما تفعل بعض الاقلام والاعلاميين المأجورين” منوهةً: “ولأننا بلد خرج من حروب وحصار ودخل فترة صعبة في احتقان طائفي وإرهاب.. شعب مرهق نفسيا يحتاج طمأنينة، ربما شرارة تؤجج الموقف وفرحة تحقق سلاما ووئاما، وهذا ما نراه في كرة القدم، بعد كل فوز للمنتخب، يتوحد الجميع تحت راية الوطن؛ لذا نحتاج النظر بعين العقل والطرح بموضوعية ومناقشة المادة مع العقلاء واصحاب الشأن من محللين ومختصين قبل طرحها على الجو”.
 
فقدان
أما الإعلامية والشاعرة حذام يوسف، فنظرتها تشاؤمية نوعا ما لدور الإعلام العربي فتشير: “المؤسسات الاعلامية في العراق وفي عموم الدول العربية.. لا تتمتع بالاستقلالية التي يبحث عنها الإعلامي، بنشر ما يؤمن به؛ فأغلب المؤسسات الإعلامية فقدت دورها في البحث والمعرفة والتوعية
، وركزت على خطاب يساير منظومة سياسية او سلطة تشرف بشكل مباشر على تلك المؤسسات، وصار الإعلامي والصحفي مجرد موظف ينتظر راتبه كل نهاية شهر” مضيفة: “السلم الأهلي والتعايش بين مكونات المجتمع، تتبناه منظمات مدنية، حققت هدفها في ردم الهوة بين هذه المكونات، واستطاعت ان تدمجها في نشاطات ثقافية 
واجتماعية”.