عبد الجبار العتابي  

عشق بليغ حمدي (1931 - 1993) التلحين وعمره لم يتجاوز العشر سنوات ،وكان يخجل من اخوانه ووالديه ويسمعهم الحانه على انها ألحان ملحنين مشهورين ، وفي عام 1955 تقدم لاحد امتحانات الاذاعة لاختيار اصوات جديدة ، وغنى امام اللجنة اغنية بعنوان (ليه لا) أعتمدته اللجنة مطربا ،ولحن لنفسه وغنى في الحفلات العامة اكثر من عشر اغان قبل ان يصبح ملحنا ، هذه الفكرة التي ظلت تراوده دائما ، ونصحه بعضهم بأن يترك فكرة التلحين ويتفرغ للغناء بحجة انه لا يصلح للتلحين ، لكنه لم يستجب لهذه النصيحة واستمر في محاولاته حتى قدم ألحانه لعدد من المطربين ونجحت هذه الالحان وبعدها توالت الالحان لكبار الفنانين .

لا يعلم  البعض ان الفنان بليغ حمدي كتب الكثير من كلمات الاغاني التي لحنها واختار لنفسه اسما مستعارا هو (ابن النيل) وتم تسجيل هذا الاسم في جمعية المؤلفين والملحنين في باريس .

ومن اسراره ايضا.. انه كان يفرح بكل جملة لحنية جديدة ويُسعَد باكتشاف صوت جديد ويطير فرحا بلحن تردده الملايين من المحيط الى الخليج ،كان ينام في اليوم اربع ساعات فقط،وكان يفاجئ الاصدقاء وهو جالس معهم بأن يطلب عودا او ورقة ليكتب عليها خاطرة موسيقية ألحت عليه بقوة ،ولا يريد ان يتركها ، كان يفعل ذلك وهو في الطائرة ويسطرها كنوتة موسيقية ،ويكتب فيها جملا لحنية ، والمقربون منه يعرفون انه أحب الموسيقى وعشق الغناء ،ويتميز بقدرة جبارة على العمل تصل الى 24 ساعة متصلة في بعض الاحيان ، كان يعمل في كل الاوقات وهو نصف نائم ،وهو يأكل ،وهو يمشي، وفي اصعب الظروف، كان دائما في حالة عمل مستمر وقلق لا ينتهي وبحث دائم .

ويؤكد المقربون انه الملحن الوحيد الذي كان يعمل في الحان عديدة في وقت واحد ،وهذا شيء نادر جدا، كان يأتيه الخاطر اللحني فيسجله فوراً على شريط ،وفي الوقت نفسه يكتب النوتة في لحن اخر ويترك كل هذا ويمسك عوده ويسمع الاصدقاء صياغات لحنية عديدة لكلمات مختلفة.   تزوج بليغ حمدي من الفنانة وردة الجزائرية في شهر اذار  من عام 1973 ،عندما عقد قرانه عليها في منزل والدته التي كانت تلازم الفراش، وحضر عقد القران عبد الحليم حافظ ومحمد رشدي .