للعراق الموقع الريادي في العديد من القضايا الواضحة، خاصة مع دول الجوار، منها تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية.

كان للتجارة الخارجية دور بارز مع دول الجوار، ما يعزز عمق العلاقة الدولية والتعامل وفق الاعراف الانسانية مع شعوب تلك الدول، وكان لا بد من وضع اسس العلاقة موضع التخطيط والتنفيذ حتى يصار الى تحقيق التقارب العراقي مع دول الجوار، ومن ثم دول العالم الاخرى لتحقيق مسالك التعاون الخلاق وتبادل المنافع الاقتصادية. 

إن القيام بالاجراءات التي تدعم حجم التبادل الاقتصادي مع العراق سيؤدي الى ازالة جميع الاختلافات الموضوعة لتسويق المنتج الوطني والعربي، ما سيتيح اتساع السوق امام سلعنا المحلية لغرض التصدير، وستمكنها الاعفاءات الجمركية المتقابلة من تعزيز منافستها للمثيل المستورد من مناشئ اخرى، ومن ثم ستؤدي الى تنمية الصادرات. 

كما أن اتساع فرص التسويق لسلعنا في الاسواق العربية ودول الجوار سيؤدي الى تحريك قطاعاتنا الانتاجية وتطويرها وتدعيم قدراتها التكنولوجية، بما يؤدي الى تنويع الانتاج وتحسين الجودة وخفض الكلفة والاسعار الى ان تصل الى السوق، وهو ما يؤهلها الى الانطلاق للاسواق العالمية. 

من المهم تكييف النمط الاستهلاكي للمواطن العراقي والعربي، وتفصيلاته السلعية وتحديد المؤثرات التي تلعب دورا بارزا بذلك، وانعكاسها على القطاعات الانتاجية لدراستها والتكيف عليها، لان تحقيق متطلبات المستهلك سيؤدي الى توسيع حجم استهلاكه الذي سيؤدي الى زيادة الطلب ومن ثم زيادة الاستيراد منها بما ينمي قطاعنا التصديري وتسويقه وفق اصوله الحديثة التي يراعي من خلالها منفعة المستهلك وخدمته. كما من الضروري، بعد دراسة نمط المستهلك، معرفة هيكل الاستيرادات السلعية المستوردة من خلال تلك الاسواق وتحليل البيانات وتحديد مرونة (العرض والطلب) وامكانيات الانتاج وحجم الاستهلاك وقدرات التوزيع وظروف الاسعار واتجاهها وشروط الاستيراد والرسوم الجمركية والمعلومات الاخرى التي تساعد في وضع الخطط لتنمية صادراتنا على مستوى دول الجوار والدول العربية.

إن العمل على تطوير القدرة لاسواق دول العالم النامية والمتطورة من سلعنا التصديرية من خلال الاداء على دراسة تلك الاسواق بالشكل الوارد مما اشرنا له، وعكس نتائج تلك الدراسات على الخطط التجارية المعقودة بين العراق وبين تلك الدول، سيؤدي الى وضع خطة تصديرية مع هذه الدول تركز على اساس علمي متمثل بواقع حاجاتنا السلعية، وان وضع مثل هذه الدراسات سيؤدي الى رفع معدلات تنفيذها ما يوسع تنمية صادراتنا الوطنية.