عادل العامل
تفتقر الاسرة العراقية لوقت طويل وبوجه عام إلى ثقافة صحية علمية، توفر لأفراد الأسرة منذ الصّغر المعرفة الصحيحة بأسباب الأمراض والمتاعب الصحية الشائعة وبالكيفية التي تجنبهم الاصابة بها،
وذلك بالتأكيد ناجم عن الجهل والتخلف والبؤس والاضطراب السياسي والاجتماعي، الذي أطبق على
المجتمع العراقي عموما طوال تاريخه الحديث، فلم تعد الأسرة تهتم لأمورها الصحية بقدر انشغالها بتدبير وسائل عيشها والاستمرار في البقاء على قيد الحياة في أحسن الأحوال، فكان نتيجةً لذلك هشاشة البنية التحتية الصحية البدنية والنفسية لأفراد الأسرة وكثرة تعرضهم للاصابة بالعلل والأمراض المختلقة، حتى ضاقت بهم المستشفيات والعيادات الطبية وأصبحوا عبئاً على أنفسهم وعلى حصةالصحة العامة من اقتصاد البلد، وهو ما زاد أحوال المستشفيات سوءاً على سوء
وأضعف إمكانات تلبية متطلبات الرعاية الصحية.
وكان بالإمكان ألا يحصل ذلك بهذا الشكل السيّئ، بطبيعة الحال، لوكانت الأسرة العراقية على درجة طيبة من الوعي والمعرفة الصحية وكان أفرادها على علم بأن عدم تنظيف الأسنان يومياً على سبيل المثال، يتسبب في تسوسها مستقبلاً ومعاناة أوجاع فظيعة بسبب ذلك،وان التعرض للبرد يؤدي إلى الاصابة بالزكام أو الانفلونزا، وربما أسوأ من هذا، وأن الاكثار من تناول مواد غذائية معينة يمكن أن يصيب المرء بأمراض خطيرة كارتفاع ضغط الدم أو السكري أو السمنة المفرطة.
ويتطلب نشوء ثقافة سليمة فعالة
لدى الأسرة، جملة من الأمور الأساسية، منها الاهتمام الثابت من التعليم الابتدائي ووسائل الاعلام المختلفة وحملات
التوعية الصحية بشكل مكثف
ومتجدد، بتوعية الأسرة والإيجابيات المهمة جداً المترتبة على ثقافة أسرية اجتماعية حيوية، منها على سبيل
المثال:
• تمتع أفراد المجتمع بصحة سليمة تنعكس إيجابياً على قدراتهم الفكرية والبدنية.
• تخفيف الضغط البشري
على المؤسسات الصحية المتنوعة
وارتفاع مستواها الفني والبيئي والعلاجي.
• انخفاض نفقات الدولة المخصصة للصحة العامة وتوجيه الزائد منها نحو تطوير جوانب أخرى من حياة الأسرة والمجتمع.