سعاد البياتي
التجارب المريرة للمطلقات الصغيرات دائما تكون ضوءا أحمر، لا يمكن اجتيازه بسهولة، تجارب غير ناضجة في عالم فوضوي يشوبه اختلال التوازن في القيم والاساسيات الحياتية، التي فقدت في السنوات الاخيرة معناها وصارت هوامش، يتمسك بها العديد من الازواج والزوجات بحثا «عن ارتباطات غير متوازنة تفتقد للأسس السليمة في البناء الاسري، تعلمناها منذ الصغر وباتت جزءا» من يومياتنا المليئة بالعبر والالتزام في اختيار الحياة الزوجية الملائمة للظروف والتقاليد!
الا أن هناك من اخترق ذلك واسترخص الدموع الفتية ومضى يدمر في انسانية النفس البشرية، التي ما لبثت إن فتحت أذرعها الناعمة الى الحياة، ليستمر في تلويث المشاعر الرقيقة، ولان هذه التجارب ملأت أروقة المحاكم وادراج المكاتب القانونية وبعضها كانت أليمة، اذ تنتهي في الغالب بأبغض الحلال، هنا تزداد فصول المأساة لهذه الفئة من الاعمار، حينما يحملن لقب «مطلقة» وهذا اللقب المخيف يزعزع كيانها الانساني، والذي افضى الى استرخاص الرباط المقدس بمجرد مرور رياح
خفيفة وتعثرات مقصودة او غير مقصودة، لا يتسع الفكر الغض في استيعابها وفك خيوط عقدها البسيطة، وبمجرد الهروب يعني تسليم المشكلة لبضع اوراق، ستتطاير في الهواء وتتعلق
في فضاء ملوث ومحمل بأمراض العناد والرفض لكل الحلول والمحاولات، لاستعادة الأجواء الحميمية الغارقة في متاهات الكلمات الجارحة، لكل انثى أصرت على الطلاق وطالبت بشدة بتحمل اللقب البغيض.
كتبت هذا العمود اثناء زيارتي الى صديقتي القانونية في
محكمة الاحوال الشخصية، اذ ذهلت من الأرقام التي تحملها سجلاتها من اسماء واعمار طالبي الطلاق، ومن المشكلات البسيطة
وغيرها ممن يمكن تلافيها بسهولة، ومن سلوكيات الأهل في سكب الوقود على الحطب اثناء المرافعات،
مما يفاقم من القضية ويعقد خيوطها أكثر، انه جيل تحكمه الأهواء والتكنولوجيا ورفاق السوء، لينتج زواجا غير متكافئ من جوانبه كافة، وعلى اهل الزوجين التريث في تزويج ابنائهم ولا تأخذهم العاطفة الموهومة، ومن ثم حصاد ثمرات زرعهم البائسة.