الوهم النفسي وراء الاستخدام الخاطئ للكمامة

اسرة ومجتمع 2021/02/05
...

 بغداد: قاسم موزان

عتمة جائحة كورونا مازالت تخيم على مفردات الحياة الاساسية مع تطور الموقف الوبائي لها، الذي  ينذر بخطر مقبل من موجة ثانية اكثر خطورة من سابقتها، الكثيرون مازالوا يتعاملون مع ارتداء الكمامة، وكأنها مجرد قطعة صغيرة توضع على الحنك او فوق الرأس، واحيانا يمسكون بخيطها ويسيرون  بها، هذه المشاهد اليومية المؤلمة اصبحت مألوفة في الأماكن العامة او الخاصة، بالرغم من التحذريرات الصحية.

الى ذلك قال د. حازم خضير الخفاجي اختصاص المفاصل، يشكل لبس الكمامة ووضعها على الحنك اسفل الأنف خطرا أكثر من عدم لبسها اصلا، لأنها قد ينتج عنه ملامسة السطح العلوي للكمامة وهو الأكثر تلوث في معظم الأحيان، وايضا وضع الكمامة باليد والسير بها يجعلها بتماس مباشر بما في محيطنا من أشياء ملوثة وشعور بالثقة العالية نفسيا بأننا محميون، فيجعل منا لا نهتم لأي تباعد مطلوب، وهناك أمور مهمة، يجب مراعاتها مثل عدم لبس الكمامة بالشكل المعكوس وعدم رش الكمامة بالمعقمات ،لأنه يجعل منها أكثر نفوذية وعدم لبس الكمامة لفترة أكثر من ثلاث ساعات أو دفعها باللسان لغرض تعديلها مما يجعلها رطبة وتسهّل دخول الفيروس.
 
قواعد ارتدائها
يحذر الاطباء والعاملون في المؤسسات الصحية من الطريقة الخاطئة في ارتداء الكمامة، كوضعها على الرأس او انزالها اسفل الذقن، اذ تجعل هذه الطريقة الخاطئة الشخص عرضة للاصابة بفيروس كورونا او تسببه في عدوى الاخرين، خاصة في الاماكن المغلقة والمزدحمة؛ هذا ما وضحته  د. نهى عبد الله دكتوراه في العلوم النفسية والارشاد النفسي والتوجيه التربوي، مضيفة أن هناك قواعد لارتداء الكمامة، وعلى الشخص أن يعرف أن انزالها على الذقن او رفعها على الرأس او حملها باليد ماهو في الحقيقة الا أمر سيئ له ولمن حوله، وقد لوحظ أن انزال الكمامة تحت الذقن أثناء الكلام وإعادتها الى الوجه مرة اخرى وهو خطأ يقع فيه الكثير، اذ يحدث هنا ان الشخص يتأثر بالفيروس وكأنه لم يرتدها اصلا، اضافة الى ان وضعها تحت الذقن او رفعها على الرأس يضاعف احتمالية التقاط العدوى، اذ تعد اليد ملوثة ولايمكن الحفاظ عليها معقمة 100 %خارج البيت، وعليه فان لمسها وتحريكها يجعلان الفيروس اقرب الى الجهاز التنفسي.
 
الوهم النفسي
د. هبة مجيد سبوت (دكتوراه اجتماع) كثيرا ما نسمع بوجود أشخاص لمجرد زيارتهم للمستشفى تخف أعراض مرضهم، حتى من دون تلقى اي علاج او معاينة من الطبيب، وهذا ما يسمى بالوهم النفسي، حيث يعاني المصاب بالوهم النفسي من وهم و تخيلات توحي له بأنه مصاب بالعديد من الأمراض وان المستشفى هي المكان الوحيد الذي سينقذه.  الامر تماما مع من يرتدون الكمامة بطريقة خاطئة فمنهم من يضعها على الفك وآخر على الرأس، بذلك يشعرون بأنهم يحمون أنفسهم من الإصابة بالفايروس "وان كان بطريقة خاطئة إلى أن ذلك يشعرهم بالأمان والوقاية.
 
أخطاء
بين الكاتب نبيل ابراهيم الزركوشي أن الهدف من ارتداء الكمامة هو  للمحافظة على الجهاز التنفسي من الإصابة، والوقاية من انتقال العدوى عبر العطاس او الرذاذ الخارج من فم المصابين اثناء التحدث معهم، ومن الطرق الشائعة غير الصحيحة لارتداء الكمامة هو سحبها أسفل الانف او انزالها دون الانف والفم، والصاقها بالحنك لعدة أسباب منها هو عدم الاعتياد على ارتداء قناع للوقاية او الاحساس بالحر والتعرق او ضيق في التنفس الناتج من طول الفترة، التي يرتدي فيها الشخص الكمامة،  وكذلك الذين يتضايقون من تجمع بخار التنفس وتكاثفه على زجاج نظاراتهم، فيمنعهم من الرؤية بصورة واضحة او اثناء التحدث بالهاتف الخلوي، ظناً من عدم وصول الصوت بشكل واضح للشخص المتصل، لذا فان ارتداء الكمامة بهذه الصورة غير الصحيحة  يعطي نتائج عكسية في الكثير من الأحيان، فبدلا 
منأن تكون حامية للجهاز التنفسي ستكون مصدرا للإصابة، اذ ما علمنا ان الرقبة مركز تجمع الفيروسات والميكروبات والغبار، لأنها في الكثير من الاحيان 
تكون مكشوفة ومعرضة لالتقاطها من الجو، خصوصا لدى  الرجال، ولفت الزركوشي الى ان  انزال الكمامة باليد وارجاعها الى الانف والفم مرة أخرى، 
هو بحد ذاته أمر خاطئ لأن اليد قد تكون لامست أسطحا ملوثة بالفيروس، لذا الالتزام التام بقواعد واصول ارتداء 
الكمامة اثناء التواجد في الأماكن المزدحمة، هما فقط اللذان يكونان كفيلين بعدم الإصابة بالمرض وأبعد الله  الجميع عن المرض.