غربة وتر

ثقافة شعبية 2021/02/06
...

 ماجد عودة
كم كان صانعاً للجمال صاحب العود هذا، وهو يغني للحياة؛ ليرسم لنا بوتر عوده الموجوع فرحاً، مصطنعاً ليعيد الينا حلم الذكريات وهو يتمتم بصوته الشجي، ليوقظ دموع الامهات النائحات، فكان هو الغريب، الذي نستدل عليه من عمق جرحه الغائر عبر همهمات خريطته اللحنية، التي ترجمها بلبل الجنوب الفنان كريم منصور وهو يقول: "غريب انا.. غريب انا.. واهلي نسوني يابوية" من قال لك اننا نسيناك يا ابا عمار، ثم من هي تلك المرة التي اسميتها (اسعيدة)؟ هل هي حبيبتك المفقودة؟ ام هي خساراتك المتلاحقة التي ابتدات بالولد البكر، ومن ثم الشريكة التي لعبت انت دورها في الحياة، لتعوض اولادك غيابها القسري ام هي من؟ هل يمكن ان تكون هي روحك التي عاشت مرغمة غربتها الابدية تلك وانت تناجيها، غريبة الروح يسعيدة.. غريبة وساكنه البيدة.
وهل يمكن للموت ان يبوح بسره ويقدم لنا اعتذاره فيعيد الينا من احببناهم؟ وكم هو ملعون  ذلك المرض، الذي افاض بروحك الى حيث عالمها الاخر، وهل يمكن ان نسامح من تسبب في غياب من غاب عنا، من دون وداع فما زالت ذاكرة محبيك طرية باغانيك كلما حل الوجع فيهم  وهم يرددون: "كلما اكول امسامحك.. واتامل اتعود.. ولفي وادور صالحك.. شيردك اردود".
وانا اقول كذلك ( شيردك اردود ) ياعودة فاضل ايها الشاعر والملحن والمطرب الذي عشقناه انساناً وفناناً كبيراً.. رحمك الله.