فضاءات الترجمة في النص المسرحي

ثقافة 2019/02/02
...

هناء العبودي
 
ضيّف بيت المسرح في اتحاد الأدباء والكتاب الدكتورة علياء عبد الحسين  في محاضرة بعنوان (فضاءات الترجمة في النص المسرحي العراقي) ، على قاعة الجواهري المصادف 30/1/2019، أدار الجلسة دكتور علاء كريم .
ابتدأت الباحثة بالحديث عن النص المسرحي الذي وصفته بالنص المفتوح وان مهمة المترجم خلق خيال لهذا النص، وان اجمل واهم النصوص التي يكتبها الكاتب هي التي تكون بعيدا عن الجمهور بمعنى انه يكتب ما يدور بخاطره وداخله، اي بمعنى نص من غير نص، وهو الذي يفتح ذلك الخيال للمتلقي.
 
واقع المسرح العراقي الآن
تحدثت الباحثة علياء (دكتوراه في الأدب الانكليزي المسرح العالمي من جامعة شفيلد المملكة المتحدة البريطانية) عن واقع المسرح العراقي حاليا اثناء رحلتها في عالم الترجمة ضمن مشروعها بأنّها كانت مبهورة به وبذلك الكم الهائل من النصوص، واكدت ان المسرح العراقي يبشّر بخير ولكن الأمر متروك للمسرحيين، فالمسرح هو تقليد ومحاكاة للواقع، ومادام المسرح العراقي بخير فلا بدَّ من تشجيع الكاتب المسرحي، والأهم من ذلك فالبلد يحتاج الى دور عرض بعد التدمير الذي اصابها، وتغيير طرق كتاباته لأنّ من المعروف عن المسرح العراقي منذ الأربعينيات والخمسينيات وصولا الى السبعينيات بأنه كان لصيقاً بالجانب السياسي والذي تحول بدوره الى مسرح الفرجة بشتى الطرق، فالمسرح يحتاج الى قيادة مثقفة واعية قادرة على صنع الإبداع واعادة هيكلة الفضاء المسرحي عن طريق المثقفين والأكاديميين وتحريره من تلك القيود بعد ان كان مسيّساً فهو يحتاج الى دعم وتخطيط.
ومن خلال متطلبات مشروع البحث قامت الباحثة بترجمة أكثر من عشرين نصا مسرحيا عراقيا مهما يترجم لأول مرة الى الانكليزية، وتم نشر ثلاثة منها في مجلة عالمية الكترونية في نيويورك بأميركا. وتضمنت أربعا اخرى منها ضمن ملحق أطروحتها. 
 
تاريخ المسرح
وعن تاريخ المسرح تحدثت بأن تاريخ المسرح العراقي واضح يدرس في معاهد وكليات الفنون الجميلة ولديه تاريخ حافل بمنجزاته التاريخية، ولعل مسرحية "في انتظار غودو" التي ترجمها جبرا ابراهيم جبرا الى العربية ومثلها سامي عبد الحميد خير مثال على ذلك، واكدت بأن تاريخ المسرح بدأ في العصر العباسي في العراق فكان هناك المدّاحون والعيّارون الذين انتشروا في تلك الفترة فجذور المسرح عريقة في العراق، والترجمة كذلك.
بعدها اختتمت الجلسة بمداخلات قيمة عن المسرح وتاريخه واصوله وقواعده بعد ان غصت قاعة الجواهري بجمهور الحاضرين اضفت عليها البهجة متمنين للباحثة الاستمرار بالبحث والدراسات المعمقة  في المسرح العالمي الحديث والمعاصر لاسيما المسرح السياسي وبالأخص ما تناول منها العراق والشرق الاوسط واعلاء اسم العراق في المحافل الدولية.