دائرة المخلفات ترمي10 آلاف طن من النفايات يومياً في بغداد

ريبورتاج 2021/02/09
...

 ســها الشيخلــي 
 
مع زيادة عدد سكان العاصمة بغداد من الضروري معالجة النفايات التي يرميها هذا العدد من السكان باقامة معامل لتدويرها وتخليص العاصمة من الروائح الكريهة وحفظ صحة وسلامة المواطنين، اضافة الى ما تخلفه هذه النفايات من تشويه لصورة الاحياء والشوارع، اذ يجب اضفاء طابع حضاري عليها  باعداد حدائق عامة بدلا عنها ليفوح منها اريج الزهور بدلا من الروائح الكريهة ومناظر القطط والكلاب السائبة وهي ترعى في تلك الاكوام العشوائية، ومع وجود (15) دائرة بلدية تقوم بجمع النفايات، الا ان المواطن لم ير بعد معامل (شغالة) لتدوير النفايات المتراكمة.

وكانت لامانة بغداد خطط لانعاش فكرة اقامة هذه المعامل بعد فرزها، لتشغيل الايدي العاملة التي تعاني من البطالة، وكانت لنا زيارة الى دائرة (المخلفات الصلبة والبيئة) للاطلاع على هذا المشروع واسباب تأخر انجازه. 
 
أربعة معامل ولكن
رئيس الكيميائيين الاقدم احمد عبد الاله، معاون المدير العام لدائرة المخلفات الصلبة والبيئة قال لـ"الصباح" لقد: "تأسست دائرتنا عام 2004 من اجل الاهتمام بالبيئة ضمن الدوائر المعنية، ومن ضمن مهامها فرز النفايات وتدويرها لان في بغداد لوحدها ترمى (10) آلاف طن نفايات يوميا، وشرعنا بفكرة انشاء وتصميم (4) معامل مقسمة الى اثنين في جانب الكرخ ومثلها في  الرصافة لفرز النفايات، وحسب الرصيد المالي تمت الموافقة على انشاء معملين منها، الاول في شمال الكرخ في منطقة التاجيات، والثاني في شمال الرصافة في منطقة بوب الشام، وباشرت شركات (القطاع الخاص) التي رست عليها المقاولة بالعمل، وتم استيراد المواد الخاصة بالفرز وهي الان موجودة في مخازن الزوراء، وجرى بناء الاسيجة وبعض الهياكل المعدنية".
 
تلكؤ المشاريع
واضاف "لكن بعد عام 2014 وهبوط اسعار النفط وتدهور الاقتصاد العالمي، اكثر المشاريع التي عدت غير مهمة او اهميتها ليست عالية تم سحب اموالها لاستخدامها في نفقات اخرى، فتوقفت اعمال الفرز، اما التدوير فهو يأتي بعد الفرز وهناك مواد تدور واخرى لا تدور ويتم وضع مثلث على المواد القابلة للتدوير، ذلك لان مواد البلاستيك والنايلون ليست كلها تدور، فغالبا الزجاج يدور وكذلك المعادن والورق، وهناك مواد تدور من دون صناعة وهي (الالكترونيات) وقد تم فرز اكثر مــــــــــــن 60 % من المواد وان معمل الكرخ يأخذ نفايات الكرخ والرصافة كذلك، اذ ان مقدار النفايات في العاصمة هو 9 - 10 آلاف طن يوميا وعالميا كل فرد يرمي نفايات مقدارها (كيلو وربع الكيلوغرام)، وهذا يحدده الوضع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للمواطن، مع العلم نحن في هذا الوضع الاقتصادي ولدينا تبذير في الطعام وفي زمن العقوبات الاقتصادية لم تكن النفايات بهذه الكميات وكذلك هناك زيادة في النفوس، وان هذه المعامل تستهلك اكثر من نصف النفايات المتوفرة، كما ان الفرز والتدوير يحتاجان الى ايد عاملة كثيرة وكل عامل يفرز مادة خاصة به، لذا تكون الخطوط  متنوعة المواد". 
 
الطمر الصحي
وبين "لدينا  مكان طمر واحد في كل من جانبي الكرخ والرصافة، جانب الكرخ في النباعي وفي الرصافة في النهروان، ولا نفتح طمراً الا بمراقبة وزارة البيئة، فمثلا الطمر الصحي في النهروان يبعد (11) كم مربع عن آخر نقطة في النهروان، ولدينا طمر صحي في البوعيثة، لكنه ما زال تحت الانشاء، وهذه المراكز ضخمة وكبيرة، وداخل الاحياء السكنية لا توجد مراكز طمر بالرغم من شكوى البعض من وجودها، ولكن في بعض الاحياء التي تشهد التجاوزات يقوم بعض السكان باستحداث اماكن عشوائية للطمر الصحي وهذا لا يجوز مطلقا وهو تصرف فردي".
وعن قلة الكابسات في اغلب احياء العاصمة رد عبد الاله "انها موجودة، ولكن بعض الدوائر لديها كابسات ايجار وبعض الدوائر تلجأ الى تشغيل الشفل واللوري كبديل عنها، اما سبب قلة الحاويات في اغلب الشوارع والاحياء فهو قلة التخصيصات، وان رفع النفايات عندنا مجاني في الوقت الذي تستوفي البلديات في باقي الدول اجورا لخدمة رفع النفايات، وتكون اجورها كبيرة ولا تحضر سيارة رفع النفايات الا ليوم واحد في الاسبوع وهناك غرامات للمخالفين". 
 
انتعاش الاقتصاد
من جانبه قال لـ"الصباح" مسؤول شعبة معامل تدوير النفايات في دائرة المخلفات الصلبة والبيئة المهندس صلاح مهدي لقد: "انشأت امانة بغداد معملين في 2008، الاول في الرصافة والثاني في الكرخ، وباشرت الشركة بالاعمال التنفيذية للمشروع حتى وصل الى مراحل متقدمة وبنسبة 75 % لكن العمل توقف لاسباب مالية واستمر التوقف حتى الان مع ان هذين المعملين مهمان جدا لرفع النفايات وفرزها، وهناك داخل المعامل خلية طمر صحي بعد فرز المواد للتخلص من بقايا مواد النفايات التي لا يحتاجها العمل، والطاقة الانتاجية لكل معمل هي (الف طن) يوميا بعد عملية الفرز، والمواد التي تفرز هي (الحديد، الزجاج، الكارتون، المواد العضوية) والاخيرة تكون اسمدة، وهناك ساحات كبيرة داخل المعمل ويتم تجميع المواد وتقطع وتخلط ثم تعرض الى اشعة الشمس لفترة ايام لتكون اسمدة، والمعمل لم ينتج بعد هذه المواد المذكورة وسيكون انتاج الاسمدة كبيرا وسيكون الفرز يدويا فيه، وبذلك ستكون الايدي العاملة كبيرة، فاهمية هذه المعامل انها تخلصنا من النفايات بصورة صحيحة وتعطينا مواد خاماً تدخل في عدة صناعات نحن بحاجة اليها كمواد اولية، اضافة الى انها ستنعش القطاع الخاص".