تراجع الدعم الغربي لدكتاتور أوغندا موسيفيني

بانوراما 2021/02/14
...

عبدي لطيف 
ترجمة: خالد قاسم
اتصف موسم الانتخابات في أوغندا بالدموية والاضطراب، إذ قتل عشرات الأشخاص ووضع مرشح المعارضة قيد الاحتجاز المنزلي، بينما فاز الرئيس يوري موسيفيني بفترة رئاسية سادسة أمدها خمس سنوات. لكن وزارة الخارجية الأميركية تقول انها تنظر بفرض سلسلة اجراءات ضد موسيفيني، والذي كان منذ توليه السلطة في العام 1986 من بين أكبر المستفيدين الأفارقة من المساعدات الأميركية ونال مليارات الدولارات حتى مع فرضه قبضة حديدية على بلاده.
قمع موسيفيني، 76 سنة، أصوات المعارضة منذ سنوات وشابت حملته الانتخابية الأخيرة أعمال ترهيب لمرشحي المعارضة وموظفيهم، وخصوصا “بوبي واين «مغني البوب الذي تحول الى نائب برلماني وبرز ليصبح أقوى منافسي الرئيس. وهزّت أعمال العنف أوغندا خلال الحملة ويؤكد مراقبو الاقتراع وشخصيات معارضة أن التزوير الانتخابي أسهم بإعادة انتخاب موسيفيني.
عبرت دول أخرى أيضا عن قلقها من الأحداث التي أعقبت الانتخابات الأوغندية، وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي أن المنظمة “قلقة للغاية من المضايقات المستمرة للجهات السياسية وأجزاء من المجتمع المدني، وسوف يبقى منتبها للوضع على الأرض«.
يقال إن موسيفيني يلتقي باستمرار مع دبلوماسيين أجانب في الأيام الأخيرة، مع تزايد المخاوف من طريقة إجراء الانتخابات، وعدم تلقيه التهاني الرسمية من عدة شركاء أفارقة وغربيين حتى كتابة هذا التقرير، حتى أن الرئاسة الكينية ألغت منشورا على فيسبوك يهنئ موسيفيني بعد تعرضها لانتقادات واسعة.
 
منفعة متبادلة
منعت السلطات الصحفيين والمراقبين المستقلين من متابعة الإجراءات قبل وخلال وبعد التصويت، ورفضت الحكومة منح ترخيص لمعظم مراقبي البعثة الأميركية في أوغندا، اضافة الى اغلاق شبكة الانترنت بعموم مناطق البلاد مما قيد تدفق المعلومات.
طوقت السلطات منزل واين مع بدء ظهور النتائج، ولم تسمح له بالخروج ومنعت السفير الأميركي من زيارته. وانسحبت قوات الأمن من منزله لاحقا بعد قرار من المحكمة، لكنها استمرت بإغلاق الطرق القريبة وأحاطت مقر حزبه. ويؤكد واين، 38 سنة واسمه الحقيقي روبرت كياغولاني، أن الانتخابات مزورة لصالح موسيفيني وقدّم أدلة للمحكمة اعتراضا على النتائج.
تلقى موسيفيني طيلة عشرات السنين دعما ماليا ودبلوماسيا من أميركا ودول غربية أخرى، وروّج لنظامه بأنه ضامن للاستقرار ليس في أوغندا فقط ولكن بالمناطق المحيطة ضمن وسط وشرق أفريقيا.
لكن أوغندا أرسلت تحت حكمه قوات خارج حدودها للمشاركة في نزاعات بدول مجاورة، ومع أن موسيفيني رحب بلاجئين كثيرين من جنوب السودان لكن باحثين مستقلين ذكروا أن حكومته وفرت أسلحة سرا أستخدمت لشن الحرب هناك، متسببا بمقتل نحو 400 ألف شخص.
تقدم الولايات المتحدة وحدها سنويا أكثر من 970 مليون دولار لأوغندا، بهدف دعم الجيش والتعليم والزراعة، اضافة لعلاج فيروس الإيدز لصالح مليون مصاب أوغندي.
تعاونت أوغندا بالمقابل مع أميركا في العمل لقمع الارهاب ونشر نحو 6200 جندي لمهمة الإتحاد الأفريقي في الصومال خلال الحرب ضد حركة الشباب المرتبطة بالقاعدة. وعمل آلاف الأوغنديين حراسا للقواعد الأميركية في العراق وأفغانستان، وأعدت أوغندا إحدى أفضل الدول باستقبال اللاجئين، إذ يعطى اللاجئ قطعة أرض ورخصة عمل وحرية التحرك.
يقول أحد الباحثين المستقلين أن استمرار موسيفيني بتقديم الخدمات للغرب وتلقي الدعم من مؤسسات مالية مثل البنك الدولي قد أتاح لحكومته الاستفادة من تلك الموارد والصور الايجابية لتقويض المبادئ نفسها التي يدافع عنها وتطبيق أجندته الخاصة.
واجه موسيفيني انتقادات داخلية بسبب مضايقته المعارضة وإطلاق قواته الأمنية ضد المدنيين 
وظهور موجات من الفضائح، إذ اختلس مسؤولون ملايين الدولارات من أموال الدولة الى جانب تقارير 
عن مساعدات تنمية نقلت الى الجيش.
يضاف الى كل ذلك إلغاء موسيفيني في 2005 عدد الفترات الرئاسية ليتسنى له البقاء بالسلطة، وتوقيعه عام 2018 قانونا يلغي الحد الأعلى لسنّ الرئيس عند 75 سنة.