شباب «الثقافة والبناء}.. أعوام من الإغاثة

ريبورتاج 2021/02/16
...

  سرور العلي

 
يقوم الناشط مهدي اللامي بزيارات دورية مع أعضاء فريقه لمختلف مناطق مدينة ميسان، ويشارك مع المنظمات التطوعية الأخرى من حين لآخر، لإغاثة الأسر المتعففة وشريحة الأيتام والفقراء. واللامي الذي ينحدر من مدينة العمارة، والحاصل على بكالوريوس في الإدارة والاقتصاد، تمكن من إنشاء منظمة خيرية لتقديم المزيد من الدعم الانساني والحملات التطوعية. وعن كيفية انطلاق المنظمة تحدث اللامي المؤسس لها قائلاً:"انطلقت فكرة التأسيس عام 2013، إذ تولدت الفكرة لدي بتشكيل تجمع شبابي، فاقترحت في بداية الأمر الفكرة على بعض الأصدقاء المقربين من أصحاب التفكير المشترك، وكوننا ناشطين، حبذوا الفكرة وتحمسوا لها، فانطلقنا  وعددنا سبعة أشخاص لتقديم المساعدة، وإغاثة أسرة متعففة واعالتها كل شهر، أو معالجة مرضى.
أهداف
اما عن الهدف من المنظمة فأضاف اللامي "الهدف منها هو ايجاد جيل شبابي واع، قادر على تحمل المسؤولية، وفي الوقت نفسه تقديم الدعم ولو كان بسيطا لأفراد مجتمعنا، واستغلال الطاقات بالأعمال التطوعية، خاصة أن اغلبهم يفتقدون إلى من يدعمهم، فقمنا بعدة برامج وورش وندوات تطويرية، لاسيما ونحن اليوم لدينا نسبة مرتفعة من الشباب في البلاد، فيمكننا استغلال طاقاتهم وبالإمكانيات المتوفرة، ونتطلع إلى أن تكون المنظمة فعالة في الساحة العراقية، لتخدم المجتمع العراقي بصورة عامة، وميسان بصورة خاصة".
 
تمويل
وتابع اللامي "دعم المنظمة هو ذاتي يعتمد على الاشتراك الشهري للأعضاء المتبرعين، وبعضهم موظفون يسهمون بذلك الدعم، وكل فرد وفقاًلإمكانياته، وهذه مسألة ارهقتنا كثيرا، وسببت لنا إحراجا كبيرا، ونطمح إلى تمويل يضمن حريتنا، ولا يؤثر في عملنا، وعسى أن نسد رمق بعض الأسر، بإنشاء مشاريع أو توفير سكن لائق لها".
 
أنشطة
وواصل اللامي:"انشأنا شركة "ثقافة السياحة للاهوار"، وهي عبارة عن مجاميع تذهب لزيارة الاهوار بالتنسيق مع الشركات الأخرى الموجودة في بقية المحافظات، ومن خلال أرباح الشركة يتم دعم وتمويل المنظمة، وهي ليست أرباحا شخصية، بل لدعم الحالات الإنسانية، والقيام بالنشاطات الثقافية، والأعمال وحملات التوعية، ما ساعدنا على النهوض بالمنظمة، كذلك افتتحنا مشروع "تكسي ميسان"، وهو أيضا لتمويل المنظمة، ونسعى لفتح المزيد من المشاريع، والمنظمة مسجلة رسميا في الأمانة العامة لمجلس الوزراء بدائرة المنظمات غير الحكومية".
 
نجاح افتراضي
وعن مساهمة منصات الانترنت في نجاح عمل المنظمة أم لا، بين اللامي"اسهمت مواقع التواصل الاجتماعي من خلال صفحات الأعضاء، والحساب الخاص بالمنظمة بشكل جيد ومحفز لنا، ومن خلال المتابعين للانضمام لنا، وتقديم التبرعات التي تخدم المجتمع، و نشر أعمال المنظمة وأهدافها، ومختلف نشاطاتها، خاصة ان معظم افراد المجتمع اليوم كثيرو التواصل على هذه المواقع، ولعبت دورا في إيصال أصوات المحتاجين، ومناشداتهم كالترويج لمشروع ما، أو نشر حالة إنسانية حرجة، أو طلب توفير سكن، أو اقامة حملة تطوعية". 
 
ورش
أقامت المنظمة الكثير من الورش التنموية والتوعوية الخاصة بجائحة كورونا، وورشة تصميم الغرافيك التي تضمنت نصائح وإرشادات لاحتراف مجال التصميم، وتعلم الفوتوشوب، كذلك الندوات التثقيفية، وتطوير قدرات الشباب، وبرامج حول النزاهة في الجامعات العراقية، وإقامة محاضرات مجانية للطلبة، بالإضافة إلى المشاريع الموسمية، كتقديم كسوة العيد والملابس في الصيف والشتاء، وحملات الختان ومبادرات شهر محرم، وقامت المنظمة بالعديد من الأنشطة والمبادرات الإنسانية والثقافية ومنها بناء الدور للفقراء ومعالجة المرضى، وتوزيع السلال الغذائية بين فترة وأخرى، وبرامج الإغاثة والأعمال التطوعية وفتح المشاريع الصغيرة للمحتاجين، والمساعدة بتأسيس الماء والمجاري والصحيات.
وتطورت المنظمة من خلال النشاطات النوعية للمجتمع، إذ أكد اللامي"من خلالها كسبنا متبرعين جدداً، وحصلنا على تكريم أفضل منظمة لعام 2017 من مبادرة تقييم المنظمات ومجلس المحافظة".
 
تحديات
وأوضح اللامي أهم التحديات التي واجهتهم:"هناك تحديات واجهتنا في بداية العمل، ومازالت وهي التمويل الذاتي، فاليوم كل منظمة تحتاج للتنسيق مع الدوائر الحكومية، كالتربية والصحة، للوصول إلى الهدف المنشود، وهو خدمة الناس لكن تمكنا من التغلب على هذه الصعاب، وتم تعاون اغلب الدوائر معنا، ونسعى لفتح آفاق تعاون مع الجهات الداعمة لنا". 
 
برامج
ولفت اللامي إلى أن المنظمة لديها حزمة من البرامج الإنسانية والثقافية، والخطط والفعاليات، والمبادرات التي تستهدف النهوض بواقع الشباب والمجتمع، وحصل اللامي على شهادةTOT، والشهادات الإعلامية، وعمل مقدمالبرنامج "آفاق شبابية" في إذاعة الابرار، وكان عمره آنذاك لم يتجاوز الأربعة عشر عاما، ويدرس الماجستير الآن.
واقامت المنظمة برنامجاً سنوياً في مراكز المفقودين في مدينة كربلاء بالتعاون مع العتبة العباسية المقدسة في شعبة العلاقات الجامعية، لإرشاد التائهين والمفقودين، وعمل الباجات التعريفية للأطفال، وحصلت بذلك على درع الإنسانية. 
 
مواقف
صادف أعضاء المنظمة الكثير من المواقف الإنسانية المؤلمة، التي يرثى لها ومنها للأسر المهجرة والمعدومة الدخل، والمرضى الذين بحاجة إلى عمليات داخل وخارج البلد، واستدرك اللامي "بفضل الله والخيرين تمكنا من تقديم الخدمة لهم، ونحن بحاجة إلى برامج نواكب بها الزمن، وتخدم الجيل الجديد". 
 
طموحات
يطمح أعضاء المنظمة إلى أن تكون منظمة فاعلة وهادفة، لخدمة المجتمع وتقديم مشاريع للشباب والعاطلين عن العمل، وأن يكون لديهم دعم لإعالة عدد اكبر من شرائح المجتمع، وتمتلك المنظمة عددا كبيرا من الأعضاء الجيدين والمتمكنين، وينقسمون إلى اعضاء دائمين ملزمين شهريا بالتبرعات وحضور اجتماعات المنظمة، وأعضاء متطوعين.  
وعن ردود أفعال الآخرين حول المنظمة، بين اللامي "ردود الناس طيبة تجاه منظمتنا، لكونها مستقلة ولا تنتمي الى  إي جهة سياسية أو دينية أو حزبية، هدفنا الأول هو خدمة المجتمع من دون مقابل". 
 
تكريم
تم تكريم أعضاء المنظمة من قبل هيئة الحشد الشعبي، لدعم حملاتهم الإنسانية في مكافحة وباء كورونا، وجاء هذا التكريم خلال احتفال نظمته الهيئة لتكريم عدد من المؤسسات الحكومية، والمنظمات والفرق التطوعية والإعلامية والناشطين، وتم تكريمهم بشهادات تقديرية من قبل جمعية نهج الوفاء الاجتماعية خلال زيارتها لمقر المنظمة، ولجهودهم المبذولة واعمالهم الخيرية في خدمة أهالي ميسانحصلوا على درع العطاء من مبادرة دعم وتحفيز الجهود.
 
مشاركات
شارك أعضاء المنظمة في الدورة التدريبية التي أقامها ملتقى القمر الثقافي التابع لقسم الشؤون الفكرية في العتبة العباسية المقدسة، والتي استمرت لمدة ثلاثة أيام في كربلاء المقدسة، وبمشاركة مجموعة من شباب ميسان تجاوز عددهم 40 مشاركاً.
وشاركت المنظمة في المؤتمر السنوي لحقوق الإنسان الذي عقدته مديرية حقوق الإنسان بالتعاون مع قيادة الشرطة، وبحضور عدد من منظمات المجتمع المدني، ووجهاء محافظة ميسان، ومديري أقسام الشرطة، وناقش الحاضرون مواضيع مهمة ومنها، حقوق الإنسان في الجانب الأمني، والاقتراحات والمعوقات لتذليلها، وإيجاد الحلول الايجابية، وكذلك دراسة ومتابعة الواجبات المثبتة من قبل مديرية حقوق الإنسان من جانب التعامل مع المتهمين الموقوفين، والبنايات المخصصة لهم كالسجون وأماكن التوقيف، واستقبال الشكاوى، وتلبية الاستغاثات الإنسانية المتعلقة بالواقع الأمني وغيرها.
كما شاركت المنظمة في الورشة التي نفذتها هيئة النزاهة دائرة العلاقات مع المنظمات غير الحكومية، وبرعاية البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في العراق UNDP، للتعريف بالستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، والعمل عليها في المحافظات، وبإشراك منظمات المجتمع المدني في مكافحة الفساد في عملية تكاملية بين المؤسسات الحكومية وغير الحكومية من خلال دورها في الرصد والتوثيق، وكتابة التقارير ومراقبة تطبيق الستراتيجية الوطنية على ارض الواقع، والتي أقيمت في قاعة فندق بابل ببغداد.
 
حملات
أقيم المعرض التعريفي لاعمال ونشاطات المنظمة في المدينة الترفيهية، ضمن فعاليات كرنفال "أنا أحب ميسان السنوي"، إذ تم التعريف بأنشطة وفعاليات المنظمة وما تقدمه للمجتمع.
وقامت المنظمة بحملة استبيان لبعض الأطباء في جميع التخصصات في ميسان لفحص وعمل التحاليل، ومعالجة المرضى مجانا في العيادات الخاصة، وهي حملة مستمرة منذ أربع سنوات لإرسال الحالات المرضية من أسر الشهداء والفقراء والأيتام إلى العيادات الخاصة، والمختبرات مجانا، وفق كارت تعريفي من المنظمة يحمله المريض.
وبادرت المنظمةبحملة تعقيم وتعفير أثناء فيروس كورونا، شملت المحال والأسواق والأماكن العامة، وتقديم الخدمة للأهالي بالإشراف ميدانيا على المنحة الحكومية للأسر المستحقة الدعم بسبب الفيروس، وفرض الحجر الصحي والمنزلي،اذ يقوم الأهالي بإرسال معلوماتهم، ويذهب لهم أعضاء المنظمة، ونظموا حملة للتوعية بمخاطر تعاطي المخدرات بالتنسيق مع مديرية مرور ميسان، وذلك عبر توزيع الملصقات التوعوية.
 
وظيفتي أمانة
من جهته أوضح مجتبى محمد أحد أعضاء المنظمة "كان لنا تعاون وتنسيق مع هيئة النزاهة العامة في ميسان وبغداد لتنفيذ برنامج "وظيفتي أمانة"، وبرنامج "نساء متحدات ضد الفساد"، واستطعنا اشراك ما يقارب 30 منظمة وفريقاً تطوعياً في البرنامج، لمدة شهر كامل، لإقامة الورش والندوات وحملات التوعية الميدانية في المدارس، والجامعات والأسواق والتجمعات والأماكن العامة، وفي ختام البرنامج قمنا بمهرجان ختامي للحملة في جامعة ميسان، و كان دعم وتمويل الحملات والبرنامج من المشاركين في الحملة".
وختم مهدي اللامي حديثه قائلا:"آمل أن افتتح مركزاً تشغيلياً، يخدم الشباب في عموم مدينة ميسان".