نسبة الجريمة (صفر)

اما عن الأمان الذي يتمتع به البيلاروسي في بلاده والناتج عن احترامه وتطبيقه للقوانين وما يحصل عليه من خدمات صحية وتعليمية وغيرها، فيقول القنصل الفخري البيلاروسي في بغداد ماجد القيسي "ان نسبة الجريمة وبحسب الإحصائيات الرسمية تبلغ صفراً بالمئة وتعود أسباب غياب الجريمة لصرامة القوانين واعتياد الناس على تطبيقها وعدم التجاوز عليها لأي سبب كان، ففي بيلاروسيا التي تحتل في تقييم موسوعة غينيس للأرقام القياسية موقع انظف بلد في العالم تكاد لا تسمع صوت منبه السيارة، ولا تجد من يعبر الشارع الا من مناطق العبور، مشيرا الى أن الخدمات التي يحصل عليها المواطن والمقيم  متكاملة، خصوصا في مجال التربية والتعليم والصحة ومثال ذلك أن الطفل حتى عمر الثلاث سنوات يتمتع بحقوق الراتب ومن ثم يحصل على تعليم مجاني من الروضة حتى التخرج في الجامعة مصحوباً بخدمات صحية مجانية". 

 

الخطوط العراقيَّة من دون غيرها

ويضيف القيسي "ان الجهود التي بذلها الى جانب تعاون إدارة الخطوط الجوية العراقية، مكنته من أن توافق الجهات ذات العلاقة في الحكومة البيلاروسية على السماح للخطوط الجوية العراقية من دون غيرها من الخطوط الجوية العربية في مطار العاصمة (منسك) وهذا بحد ذاته انجاز كبير، الامر الذي جعل الخطوط الجوية العراقية تحظى باحتفالية سنوية تقام في بيلاروسيا بمناسبة ذكرى تأسيسها عرفانًا بدورها الريادي وتعزيزًا لما حققته منفردة على المستوى العربي في بيلاروسيا".

 

بوابة أوروبا

لطالما اتخذ السائح العراقي من بيلاروسيا (روسيا البيضاء) وجهة للهجرة الى أوروبا، اذ تحدها كل من ( بولندا وروسيا ولاتفيا وليتوانيا وأوكرانيا) الامر الذي يجعلها بوابة رغم بعض التحديات، ويقول اسعد البصري (عراقي) "اتيت الى بيلاروسيا لأقيم لمدة شهر بعدها يسهل عليّ الحصول على فيزا الاتحاد الأوروبي أو حتى كندا وأميركا وأستراليا، مضيفا لولا شدة البرودة في هذا البلد الجميل لأقمت فيه، ولكن الثلوج الكثيفة تقلل من فرص العمل والاستمتاع بالحياة". 

بينما يقول همام عبد الرحمن (عراقي مقيم) "لقد مضى على وجودي في بيلاروسيا ثلاث سنوات ولا افكر بتركها والسفر الى بلد آخر، لأني تعودت على الحياة هنا ورزقني الله تعالى بطفلين، مشيرا الى أن مشقة عمله كسائق اجرة وسط الثلوج والبرودة الشديدة حرمته من الاستمتاع بالحياة". 

 

استقطاب السياح

كثيرون هم السياح العرب الذين يتعرفون على بيلاروسيا عن طريق قنوات اليوتيوب ومنها قناة الآنسة اوليانا مديرة شركة اولابيل للسياحة، اذ تعرفك هذه الفتاة على الكثير من جوانب الحياة في بيلاروسيا وأبرزها قوانين البلاد، في حديث معها قالت مديرة قناة "بطاطس بيلاروسيا" اوليانا "لم أتوقع ان بلدي جميل بهذا الشكل قبل أن ادخل عالم السياحة واطلع على الكثير من المعالم السياحية الغائبة عني سابقا، لذا وجدت من المناسب العمل في مجال السياحة خصوصا اني درست في جامعة اللغات (اللغة العربية) وصرت اتحدث هذه اللغة الجميلة بشكل جيد"، واضافت "ان الأسباب التي تقف وراء تزايد أعداد السياح العرب ومنهم العراقيون تكمن في جمالية المواقع السياحية وطيب المعاملة من البيلاروسيين الذين يحترمون ضيوفهم، خصوصا عندما يكون هذا الضيف ملتزما بالقوانين والعادات ويتمتع بسلوك السائح المثقف ولا يخالف الأنظمة والتعليمات الدارجة في بيلاروسيا، مشيرة الى انها عندما وجدت الاهتمام البالغ من السياح بالسفر الى بيلاروسيا، دخلت عالم الترويج للسياحة في بلدها لتكتشف معهم أوجها جديدة للجمال في هذا البلد الثلجي والغني بالمناظر الطبيعية والمواقع التاريخية والصروح الثقافية، وبسبب هذا دخلت عالم السياحة من اوسع ابوابه.

 

مقومات سياحيَّة

ولان المقومات السياحية المتكاملة تزيد من عدد السياح في اي بلد يعطي للسياحة حقها لتكون رافدا اقتصاديا وثقافيا له، فان المقومات السياحية في بيلاروسيا تكاد أن تكون متكاملة من مختلف جوانبها، ويقول حسين الراوي (خبير سياحة عراقي) "ان من ابرز الأسباب التي جعلت هذا البلد يحقق مستوى متزايدا في أعداد السياح امتلاكه لجميع المؤهلات السياحية، ومنها تحقيق الأمان للسائح، والخدمات الفندقية الجيدة، والمواقع السياحية الملائمة، والمناظر الطبيعية الخلابة، وشركات الترويج ذات الخبرة العالية، وتذليل المعوقات أمام السائح، وغيرها من مقومات السياحة، لذا فان الذي يزور بيلاروسيا لن يتوانى عن زيارتها مرة أخرى عندما تسنح له الفرصة وأنا خير مثال على الذين تأثروا بها وكرروا زيارتهم لها"، مضيفا "ان العديد من البلدان التي زرتها وجدت انها تعتمد بشكل مباشر في اقتصادها على السياحة لعدم امتلاكها لموارد أخرى تستحق الذكر، لذلك عززت من دورها السياحي وباتت محط أنظار السياح".

 

أبرز معالمها السياحيَّة

تعد بيلاروسيا من بين اجمل البلدان الأوروبية لاحتوائها على العديد من الغابات والبحيرات والحدائق الكبيرة، ومن ابرز معالمها السياحية حديقة منسك والبحيرات المحيطة بها، ومبنى السيرك وقلعة بير وحصن بريست ومتنزه جوركي ودار الفنون وغيرها من معالم سياحية ذات بعد تاريخي وطبيعي وفني، ولها مكانتها في عالم السياحة، ويجد فيها السائح العربي او الأجنبي مبتغاه.