{ملتقى الرافدين للحوار} يبحث أهم القضايا الراهنة في العراق
العراق
2019/02/04
+A
-A
بغداد / الصباح / مهند عبد الوهاب
أكد رئيس الجمهورية برهم صالح، أن العراق بؤرة التغيير في الشرق الأوسط وان استقراره هو استقرار للمنطقة بأجمعها، داعياً القوى السياسية الى دعم تنفيذ البرنامج الحكومي، فيما أكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي أن المجلس سيعمل على تشريع القوانين التي تمس حياة المواطن، جاء ذلك خلال افتتاح الملتقى الدولي الأول أمس الاثنين الذي ينظمه "مركز الرافدين للحوار" في بغداد بمشاركة النخب السياسية العراقية وعشرات الشخصيات العربية والأجنبية من 22 دولة.
وقال صالح في الجلسة الافتتاحية لملتقى الرافدين الأول المنعقد في بغداد: "نعيش في عالم حافل بالمتغيرات، وإن اللقاء في بغداد أمر مهم في ظل التحديات والازمات محليا واقليميا، حيث وقف العراق وهو يخوض منذ 2003 حربا كبيرة بمواجهة القاعدة وداعش، بعد أن قدمنا انهارا من الدماء والخسائر المادية وانتصرنا بدعم الجميع من دول الجوار والتحالف الدولي".
أكد رئيس الجمهورية برهم صالح، أن العراق بؤرة التغيير في الشرق الأوسط وان استقراره هو استقرار للمنطقة بأجمعها، داعياً القوى السياسية الى دعم تنفيذ البرنامج الحكومي، فيما أكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي أن المجلس سيعمل على تشريع القوانين التي تمس حياة المواطن، جاء ذلك خلال افتتاح الملتقى الدولي الأول أمس الاثنين الذي ينظمه "مركز الرافدين للحوار" في بغداد بمشاركة النخب السياسية العراقية وعشرات الشخصيات العربية والأجنبية من 22 دولة.
وقال صالح في الجلسة الافتتاحية لملتقى الرافدين الأول المنعقد في بغداد: "نعيش في عالم حافل بالمتغيرات، وإن اللقاء في بغداد أمر مهم في ظل التحديات والازمات محليا واقليميا، حيث وقف العراق وهو يخوض منذ 2003 حربا كبيرة بمواجهة القاعدة وداعش، بعد أن قدمنا انهارا من الدماء والخسائر المادية وانتصرنا بدعم الجميع من دول الجوار والتحالف الدولي".
وأضاف، ان "تشكيل الحكومة في العراق نقطة مهمة ليس في العراق فقط وانما للمنطقة، فالعراق نقطة ارتكاز مهمة للمنطقة"، مبينا أن "الشروع في الاصلاحات في البلاد بمختلف الجوانب عبر انهاء الازمات واعادة النظام السياسي واصلاحه لتعزيز الثقة مع الشعب، يتطلب اصلاحات حقيقية في جميع المجالات"، وأكد، أن "البرنامج الحكومي لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي يتطلع الى إصلاحات اقتصادية بنيوية والاستفادة من موارد العراق"، مشيراً إلى أن "إصلاح النظام السياسي يتطلب اصلاحات في نظام الحوكمة".
وتابع: "ما نراه في البصرة وباقي المحافظات، عملية تطلع نحو مستقبل افضل في ظل الامكانات المتاحة عبر توفير الحكومة للخدمات وتنفيذ البرنامج الحكومي"، مبينا ان "الاصلاح الداخلي يتطلب بيئة اقليمية مستقرة، والعراق كان مسرح لأزمات اقليمية دفع العراق فيه الثمن".
وأكد صالح، "لقد غاب العراق في وقت سابق عن دوره المؤثر وآن الاوان للمنطقة أن تعي ان استقرار العراق أمر مهم للمنطقة،واذا لم نعالج مكامن الارهاب لن تستقر المنطقة"، مبينا "اننا نريد العراق ان يتحول من ساحة صراع لساحة تلاقي".
رؤية برلمانية
رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، أكد خلال الملتقى، أنه "لا يمكن إدارة المؤسسات بالوكالة"، مبيناً"اننا سنعمل على تشريع القوانين التي تمس حياة المواطن".
وقال الحلبوسي في جلسة حوارية عن "دور السلطة التشريعية في بناء دولة المؤسسات": إن "متطلبات المرحلة كبيرة وتتطلب معالجة في القوانين والتشريعات وكذلك علاقة الدولة بالمواطن، كما تتطلب مزيدا من الجهود بين الحكومة والبرلمان"، مبينا "نحن جزء من مؤسسة مجلس النواب، اذ منذ المرحلة الماضية يعاني المجلس كما المؤسسات الاخرى من الملف الاداري وفي الملف التشريعي، فهو ممثل من جميع الاحزاب ما قد يسبب بعض الاحتكاك ".
وأضاف ان "مجلس النواب حريص على نوع التشريعات وليس العدد وسنعمل على تشريع قوانين تمس حياة المواطن"، وأكد أنه "لا يمكن أن تدار مؤسسات الدولة بالوكالة، اذ يوجد هناك تعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية"، لافتا الى انه "لغاية الآن لم يأت أي قانون من الجهة التنفيذية بشقيها رئاسة الجمهورية أو الحكومة لتشريعها داخل مجلس النواب"، مبينا ان "هناك قوانين منذ الدورة السابقة وتمت اعادتها الى الحكومة لإعادة صياغتها وفق برنامجها الحكومي"، وأكد أن "مجلس النواب تجاوز الكثير من التحديات والمعوقات خلال فصله التشريعي الاول". وتابع رئيس مجلس النواب،أن "العراق خرج من معركة قدم فيها خسائر كبيرة في الارواح والبنى التحتية"،عاداً قانون الموازنة العامة لعام 2019 "من أفضل الموازنات وسيعمل على تحريك عجلة الاقتصاد".
وقال الحلبوسي عقب الجلسة في تصريح خاص لـ "الصباح": إن "الملتقى ايجابي ويعبر عن جلسات عصف فكري وذهني لطبيعة المشاكل وكيفية ايجاد الحلول لها في المراحل المقبلة، ومثل هذه المؤتمرات مهمة وايجابية حتى نرسم الخطوات القادمة للبلد".
وأشار إلى أن "الجلسة الحوارية تناولت طبيعة عمل المؤسسة التشريعية بدوريها التشريعي والرقابي وكيفية تشريع قوانين ذات طبيعة تلامس حياة المواطنين، فضلا عن مراقبة هذه القوانين وزيادة الدور الرقابي للمؤسسة التشريعية".
جلسات حوارية
إلى ذلك، بينت الجلسة الحوارية الثانية في ملتقى الرافدين، التي حملت عنوان "الشرق الاوسط.. أرض الصراع وقبلة السياسة العالمية"، أن غياب التنسيق أدى إلى نشوب توترات وأزمات في البلدان.
وشارك في الجلسة: صباح الساعدي من العراق وأمير عبد اللهيان من إيران، ومن السعودية عبد العزيز صقر ومن الامارات الباحثة ابتسام الكتبي ومحمد اشتيه مبعوث الرئيس الفلسطيني، وأجمع المتحدثون بالجلسة على أن "غياب التنسيق الاقليمي ادى الى وصول الازمات في المنطقة الى هذا المستوى من انتشار الارهاب والتدخلات السلبية من خارجها".
وأكد المشاركون في الجلسة، أن "غياب التنسيق أدى الى نشوب توترات وأزمات بين دولها"، مشيرين إلى أن "الحل الامثل للازمات ومنع التدخلات الخارجية وخاصة التدخلات الاميركية تتطلب التعاون والتنسيق المستمر بين دول المنطقة من أجل الامن والاستقرار لشعوبها".
كما عقدت عدة جلسات في اليوم الأول للملتقى، حيث شارك وزراء النفط والتخطيط والكهرباء ثامر الغضبان ونوري الدليمي ولؤي الخطيب ومحافظ البنك المركزي العراقي علي العلاق وماجد الساعدي رئيس مجلس الأعمال العراقي في جلسة بعنوان (الاستثمار في الأعمال والطاقة: حبل النجاة للاقتصاد العراقي).
وقال رئيس مجلس الأعمال العراقي ماجد الساعدي، انه "لا بد من دور فاعل في اعادة اعمار العراق، ويجب تحديد الجهات التي تمول مشاريع اعادة الاعمار، خاصة أن الميزانية اغلبها تشغيلية رواتب وغيرها".
وأشار الساعدي إلى أن "الاستثمار الخارجي هو الذي يمكنه تغطية نفقات اعادة الاعمار خارج ميزانية الدولة وهذا يجب ان يدعم من قبل الحكومة"، مضيفا "لا يوجد مستثمر لبلد مثل العراق في ظل التعقيدات من دون وجود بنية تحتية، كما ان اعمدة الاستثمار هي البنوك وفي اغلب استثماراتنا الخارجية نقترض من البنوك العالمية"، وقال: "نتمنى بعد ازالة الكتل الكونكريتية في بغداد ازالة الكتل الكونكريتية امام الاستثمار".
كما عقدت جلسة حوارية بعنوان "حكم القانون والحوكمة في العراق: التطبيق وآفاق التعزيز"، بمشاركة كل من نائب رئيس مجلس النواب حسن الكعبي والدكتور صلاح نوري رئيس ديوان الرقابة المالية وخوان فرناندو عضو البرلمان الاوروبي والقاضي جاسم العميري رئيس جهاز الاشراف القضائي والدكتور كاوه حسن نائب رئيس معهد "ايست ويست" وأدار الجلسة الدكتور بلال وهاب الزميل البحثي في معهد واشنطن.
ضيوف وشخصيات
إلى ذلك، لفت وزير الثقافة عبد الامير الحمداني، إلى أن "الملتقى يقدم فرصة طيبة ومتميزة من الحوار الدولي"، آملا أن "يخرج هذا الملتقى بالعديد من المخرجات الجوهرية المهمة التي تنعكس على الارتقاء بالواقع
العراقي".
وأضاف الوزير الحمداني في تصريح خص به "الصباح"، أن "الملتقى سيطور طبيعة العلاقات بين العراق والدول الأخرى، من خلال الشخصيات المهمة التي ستضيف الكثير للشأن العراقي"، مبيناً أن "الحكومة منفتحة على عقد اتفاقيات جديدة من أجل رسم سياسة البلد بشكل ايجابي ومتطور".
بدوره بين أمين عام حركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، أن "الملتقى يعد خطوة ايجابية واشارة مهمة تنطلق من خلالها رسائل الاطمئنان والامان من قبل القوى السياسية، بأن العراق قادر على إدارة المؤتمرات المهمة التي تعنى بشؤونه داخل العاصمة
بغداد".
وأكد الخزعلي في تصريح خص به "الصباح "، أن "مشاركتنا ومشاركة جميع المختصين في الشأن العراقي في الملتقى تدعم الانفتاح على كافة الآراء وستنعكس إيجابا على المجتمع العراقي".
من جانبه، بين السفير الاسباني لدى العراق خوان خوسيه اسكوبار، أن "الملتقى واحد من أهم الملتقيات التي تقام في بغداد وتجمع شخصيات سياسية بارزة"، مشيرا الى أن "الملتقى سيفرز انطلاق علاقات جديدة بين بلدينا على مختلف الاصعدة الاقتصادية والثقافية والسياسية".
وأشار السفير الاسباني في تصريح خص به "الصباح"، إلى أن "ملك اسبانيا فليب السادس خلال زيارته مؤخراً إلى بغداد ناقش مع الرئيس العراقي برهم صالح، آفاق التعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة"، موضحاً أن "هناك 500 جندي اسباني في العراق يساهمون في تدريب القوات العسكرية العراقية على مدى اربع سنوات، ومن المؤمل أن ننقل التعاون من الصعيدين السياسي والعسكري الى الصعيد الاقتصادي"، مؤكداً أن "العديد من الشركات الاسبانية لديها اهتمام كبير للعمل في العراق وإعادة إعمار مدنه".
وبين أن "اسبانيا تمارس الكثير من السبل من أجل تقوية علاقاتها الثقافية مع العراق وهناك العديد من الفرق الاسبانية جاءت الى العراق لتقديم العروض الموسيقية الصيف الماضي في بغداد والسليمانية وعدة اماكن اخرى من العراق، وهو ما ينقل صور عن أن الحياة عادت طبيعية في بغداد، اضافة الى أن من بين المخططات المستقبلية هو افتتاح المعهد الثقافي الاسباني".