توجهٌ خلاق

اسرة ومجتمع 2021/03/01
...

سعاد البياتي 
 
المشاريع الصغيرة التي يمكن أنْ تعمل فيها النساء في وقتنا الحالي أصبحت ظاهرة مرغوبة ومنتشرة في معظم المحال والمدن، لتنوع أفكارها أولاً ولأنَّ من يعمل فيها ربات بيوت ومثقفات يجدن في هذه المشاريع دخلاً مادياً جيداً، رغم أنَّ معظمهن من حملة الشهادات اللواتي لم تتوفر لهن وظيفة مناسبة.
فكم من مشاريع تجارية نسائية في القطاعات كافة وفي مختلف المناطق والمدن انطلقت بأفكار متواضعة للحصول على مورد رزق، لتصبح في ما بعد مشاريع صغيرة ناجحة للنساء وتدر مورداً مادياً للأسرة.
فهناك عددٌ كبيرٌ من السيدات يتمتعن بمواهب وهوايات بسيطة من الممكن أنْ تتحول الى عمل تجاري ناجح، وبإمكانيات مادية متواضعة، ولعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً مهماً وبارزاً في ترويج الأفكار ودعم المشاريع وزيادة الإقبال عليها من خلال عرضها بطريقة لائقة وجذابة لتعزز هذا التوجه الخلاق ليكون مصدر رزق مثالياً للمرأة، ولأجل دعم نسائنا ممن باتت توجاتهم داعمة رئيسة للمعيشة، علينا أنْ نأخذ بهذه المبادرات ونشجعها، وبالرغم من أنَّ هذه المشاريع النسوية الصغيرة والمنزلية لا تملك عصا سحرية لتغيير أحوال الأسر بين عشية وضحاها، إلا أنها تأتي كستراتيجيَّة مهمة للاعتماد على الذات، خاصة أنها أداة متاحة بين اليدين لاستخدامها رغم تواضعها في البدايات إلا أنها تمثل اليد العليا بديلاً ليد المساعدات أو الصدقات مهما كانت ومهما كان مصدرها، وفتح المجالات لخلق فرص التشغيل الذاتي للنساء وتكون مدخلاً للتخفيف من حدة الفقر والعنف الواقع على المرأة.
ولاحظنا أنَّ المشاريع النسائيَّة الصغيرة، تعتمد في أغلبها على مهارات وقدرات ومواهب النساء وخاصة في قطاع الخياطة والنسيج مثل العمل في التطريز بأنواعه المختلفة وصناعة الدمى والألعاب والاكسسوارات والرسم على الفخار والخزف والبورسلان والزجاج وبيع الملابس والخياطة وتصميم الأزياء وصناعة السجاد، وفي قطاع الصناعات الغذائية وعمل الحلويات والمأكولات الشعبيَّة.
ولا يسعنا إلا أنْ ندعمَ التجارب الصغيرة لنسائنا ونفتح لهن أبواب الدعاء لأنهن يمثلن قيمة عليا في مجتمع يسود فيه العنف الفكري ازاء كل نجاح وحالة يمكن أنْ تكون فيها سيدة بارزة ومهمة في مجتمعها الذكوري.