الوثيقة مؤرخة في 10 أيار 1994. وهي كتاب من جهاز المخابرات العراقي آنذاك، مرفقة فيه نتائج اللجنة التحقيقيَّة الى المديريَّة الثانية، وفيه توجيه رئيس جهاز المخابرات آنذاك وهو: مانع عبد الرشيد التكريتي. الذي عين خلفاً لصابر عبد العزيز التكريتي.
الكتاب يحمل الرقم (2373/ 1/ م1). وجاء فيه:
نرفق لكم طياً هامش السيد مدير جهاز المخابرات المحترم بتاريخ 7/ 5/ 1994، بخصوص إشراف سيادته على عمل مشروع الغافقي. (بمستوى شعبة), وسيتم من قبلنا معالجة بقية التأشيرات والهوامش.
الوثيقة تقص تفاصيل عمل لجنة تحقيقيَّة تشكلت من أجل فهم أسباب تعطل تنفيذ واجبات مشروع الغافقي، وهو مشروع لصناعة العبوات الناسفة والقنابل الموقوتة التي يستخدمها عناصر جهاز المخابرات لتنفيذ أعمالهم وواجباتهم بالاغتيال حول العالم، كما تقول الوثيقة.
وتبدأ الوثيقة بالتالي:
في بداية حرب 1991 تشكلت لجنة العمل الفدائي حيث زوّدت بعبوات ناسفة متفجرة على أمل استخدامها في تدمير بعض الأهداف المعادية في مناطق مختلفة من دول العالم. وتمت ملاحظة ما يلي:
• مجموع الواجبات التي تم تنفيذها كانت أربعة، اثنان أنجزا كما كان مخططاً
لهما.
• الثالث كان مخططاً له تدمير مقر إقامة السفير الأميركي في جاكارتا لكن العبوة لم تنفجر.
• والرابع كان مخططاً له استهداف مكاتب الخطوط الجويَّة الأميركية في الفلبين، لكنَّ العبوة انفجرت أثناء تركيبها، ما أدى الى استشهاد ضابط وجرح آخرين من منتسبي جهازنا. لم تتمكن اللجنة التحقيقيَّة وقتها من معرفة أسباب حدوث الانفجار غير المسيطر عليه.
• بقية العبوات والتي يزيد عددها على مئة عبوة تم إيصالها الى دولٍ مختلفة من العالم ومن دون مشكلات، عدا خمس عبوات أرسلت الى مصر بواسطة خمسة فدائيين، ألقي القبض عليهم جميعاً في مطار القاهرة فور وصولهم.
• إنَّ جزءا من هذه الموضوعات كانت مدار بحث اللجنة المشكلة بموجب الأمر الإداري (كذا)، في 26/ 4/ 1994.
• إنَّ م1، وم4، وم16، وم14 كانت ممثلة فيها وإنَّ ممثل م14(العمليات الخاصة)، بين بأنهم حصلوا على تقرير المخابرات الأميركية يصف به العبوات المتفجرة المستخدمة من قبل جهازنا وصفاً فنياً دقيقاً (أوزانها، تركيبها، مكوناتها، الخ). وهذا يعني احتمال تسرب المعلومات وقد يعزى الى اتساع دائرة الاطلاع وضعف إجراءات السلامة الأمنيَّة (على حد تعبير وصف ممثل م14- قصاصة رقم 3.
• م4 تعتقد بموجب إعلامها (كذا) في 2/ 1/ 1994، بأنَّ سبب الانفجار غير المسيطر عليه كان بسبب خلل في جهاز التوقيت المصنع من قبل م 16. (دائرة المستشار الفني). وقصاصة رقم 4.
• تنفيذاً لموافقة السيد المدير العام المؤرخة في 21/ 3/ 1993 تم تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول سبب الإخفاقات في تنفيذ العمليات الخارجية. وهي:
• انفجار عبوة لحظة تركيبها وأدت الى استشهاد أحد المصادر بتاريخ 16/ 3/ 1993.
• بتاريخ 18/ 7/ 1992 انفجرت حقيبة ملغومة على أحد المصادر واعتبر السبب بأنه قام بالعبث بها.
• بتاريخ 27/ 12/ 1992، انفجرت عبوة بحوزة أحد عناصر مجاهدي خلق لحظة توقيتها.
• بتاريخ 14/ 1/ 1993، انفجرت عبوة موقوتة على مصادرنا أدت الى استشهاد اثنين منهم أثناء عبورهم الهور (احوازيين).
• تم تشخيص 13 حالة إخفاق بعدم انفجار العبوة نهائياً، بالاضافة الى سيارة ملغومة ونتيجة التحقيق بينت وجود خلل في الصاعق.
• وجود حالات إخفاق أخرى باستخدام المواد السمية لم تؤد الى وفاة أحد الأهداف رغم مرور سنتين على استخدامه. كذلك فشل واجب وزارة الداخلية حول تسفير أحد الأهداف رغم انه استخدم كامل الجرعة السمية وما زال على قيد الحياة بكامل وضعه الطبيعي. قصاصة رقم 5.
• لم تتمكن اللجنة المنوهة أعلاه من تشخيص المسؤولية بشكل مباشر لكن قدمت بعض الاقتراحات منها:
• ربط مشروع الغافقي م/ 16 الشعبة الثانية بأمانة سر الجهاز. لتلافي السلبيات والإخفاقات في تنفيذ الواجبات الخاصة، وتقليل دائرة الاطلاع إنْ أمكن.