وزير الثقافة يكشف خطط وزارته لحماية الممتلكات والأبنية التراثيَّة

ثقافة 2019/02/05
...

 
بغداد / الصباح
أعلن وزير الثقافة الدكتور عبد الامير الحمداني عن تحرك تقوده الوزارة حاليا لحصر الابنية والبيوت ذات المميزات التراثية والتاريخية بهدف حمايتها من العبث والاهمال والتشويه. 
جاء ذلك في ندوة حواريّة عقدها المجلس بمقره الكائن في شارع فلسطين مع الوزير مساء الاحد ٣ كانون الثاني ٢٠١٩ وأدارها الزميل الكاتب والباحث توفيق التميمي.  اول المتكلمين كان وزير الثقافة د.عبدالامير الحمداني الذي قدّم نبذة مختصرة عن المهام الملقاة على عاتق الوزارة اليوم في تنشيط وتنمية الحراك الثقافي العراقي ومد جسور التعاون المثمر مع كافة المنظمات والاتحادات الثقافية وعموم المثقفين والاستماع لهم ودراسة مقترحاتهم وافكارهم التي تصب في الصالح العام لخدمة بلدنا وتعزيز الهوية الوطنية لدى كافة مكونات المجتمع العراقي مع الاعتزاز بتراث وتاريخ وخصوصية اي منها.. مؤكدا ان التركيز على الشخصية العراقية يعد واحدة من ركائز فلسفتنا في ادارة وزارة الثقافة وتسويق الأنموذج المشرق لهذه الشخصية للعالم عبر وسائل الثقافة والاتصال، والنهوض بواقع الثقافة ومستلزماتها الجمالية في المسرح والسينما والفنون التشكيلية .
كما طالب ان يكون الاهتمام منصبا على تفعيل قانون الاثار (رقم 50 لسنة 2002) لحمايتها من السرقة والعبث والتشويه مهما كانت تحفظاتنا عليه؛ لأن الاثار والتراث والموروث الحضاري انما تمثل الوجه الناصع لكل الشعوب ومنها شعبنا العراقي صاحب الارث الباذخ في سفر الحضارة الانسانية منذ اقدم العصور. 
ورحّب الحمداني بالمقترح الذي طرحه الاعلامي المخضرم والموظف القديم في امانة بغداد الباحث الفلكلوري عادل العرداوي الذي يهدف إلى عقد مؤتمر واسع لمناقشة الواقع الاثاري والتراثي لمدينة بغداد وحمايته من التشويه والاندثار، وكذلك تأسيس مجلس او هيئة عليا لحماية إرث بغداد من الضياع تشارك فيه جميع الوزارات ومؤسسات الدولة المعنية بالعاصمة بغداد؛ لفك حالة التشابك وغياب التنسيق بينها وانهاء ظاهرة التنصل عن مسؤولية ذلك الارث الوطني السائدة اليوم.
وطلب العرداوي ايضا  من الوزير اعادة النظر بموضوع اصدار مجلة (التراث الشعبي) التي باشرت صدورها العام 1963، وتعد اليوم من اقدم المجلات التراثية في العراق بل في العالم العربي باعتبارها مجلة رصينة ومتخصصة في مجال التراث الشعبي العراقي مادمنا نبحث الان عن الحلول والمعالجات لحماية الموروث الحضاري والمعماري لبغداد ومدن البلاد الاخرى. 
ثم أعطى الدكتور الحمداني فسحة من الوقت للصديق سعد ممثل هيئة التراث والاثار ليبيّن أبرز الاشكالات القانونية والادارية التي تعوق مشروع حماية الدور التراثية واقتراح الحلول الممكنة لها .
 
مداخلات
بعدها فتح باب النقاش للمشاركين في الندوة، إذ أسهم فيه كل من المعماري الدكتور موفق الطائي الذي قدّم ورقة عمل للخروج من ازمة تهديم الدور التراثية ورسم خارطة طريق للنهوض بها من جديد على ضوء الامكانات المتاحة وتفعيل القوانين المطلوبة. كما قدمت الدكتورة شذى العامري في مداخلتها معلومات مهمة حول ضم الدور ذات القيمة الاعتبارية كدور الفنانين والرموز الابداعية الى خارطة الدور التراثية رغم انتفاء الصفة المعمارية عنها. اما الاستاذ واعية الشيخ جلال الحنفي فقد تطرق للتشوهات المعمارية العشوائية بمسجد الخلفاء التراثي، والمهندس عبد الكريم الدباغ الذي قدم ارقاما بدور العبادة والمراقد التي تتآكل بفعل الزمن والاهمال. كما تحدث كل من د.تحية الخطيب، والدكتور عبد الله شاتي، وكاظم هلال البدري وبكر الراوي  واحمد السامي والتربوية بتول والدكتور فالح حسن القريشي وصادق الحاج جاسم الربيعي ومحمد البدري وعبدالهادي صادق.