من أجل زجهم في سوق العمل ..إعداديَّة السياحة في السليمانيَّة تصقل مواهب الملاكات الوسطيَّة

ريبورتاج 2021/03/25
...

   عذراء جمعة
 

نفذت الرغبة بأذرعها المفتوحة لتستقبل الاجيال، فقد لاحت لهم آمالهم عند تلك الوسيلة، ورغم الاهداف البعيدة اتضح لهم الممكن من قبل ملاك من المتخصصين في مجال التعليم، يهيئ لهم ما يلزمهم للخوض في معترك المهن والحرف، وليكونوا ماسكي الايدي في مسعاهم نحو مستقبل لا عناء فيه، هكذا وجدناهم في اعدادية السياحة.

 تأسست اعدادية السياحة في السليمانية خلال العام الدراسي 2015-2014 والهدف منها أن يكون هذا التخصص مكملا للتخصصات المهنية مثل اعداديات الصناعة والتجارة، والزراعة، والتي قبل هذا الوقت لم تكن موجودة على مستوى الاقليم وهي مبادرة من قبل وزارة التربية بدعم من وزارة السياحة والبلديات من اجل تهيئة الملاك الوسطي وتزويد المجال السياحي، لان الاعداديات المهنية هي من ترفد سوق العمل.
وقالت مديرة اعدادية السياحة المهنية في السليمانية سلمى حسن ابراهيم في تصريح لـ"الصباح" ان "السياحة تفتقر الى الملاكات الوسطية وللاسف الهيئات السياحية تستند على خبرات خارجية، اذ يجلبون "الشيفات" واصحاب التدبير الفندقي من خارج البلاد وهذا يشكل عبئا ماليا على اصحاب العمل"، منبهة الى أن "مدرستنا تخرج الطلاب مهيئين لسوق العمل وجاهزين للعمل في الفنادق او المطاعم، وهناك عدد من الشروط الواجب توفرها في الطالب والتي حددتها وزارة التربية وبنقاش دقيق مع هيئة السياحة والمنظمات السياحية، فضلا عن أن يكون ذا شكل مقبول ولا توجد لديه اي اعاقة او عاهة ولديه رغبة للعمل في هذا المجال، ولا يقل معدله  عن 65 بالمئة، بالاضافة الى خضوع الطالب لاختبار مستوى اللغات، اذ من المفترض أن يتقن اللغات الثلاث، العربية والانكليزية والكردية، و يتكلم المفردات الاساسية فيها، والمقابلة والامتحان يحدد موعدهما من قبل الوزارة، وتقوم بهما المديرية العامة للسياحة وبقية الاعضاء من المدرسين في المدرسة، اذ توجه مجموعة من الاسئلة للطلبة ومن يجتازها يتم قبوله ".
 
لغات وسياحة
واشارت ابراهيم الى أن "العدد محدد للقبول من الوزارة، ومدة الدراسة ثلاث سنوات، وتكون نظرية وعملية واغلب المناهج تخصصية في مجال السياحة، وتدرس على مدى الثلاث سنوات، دروس الضيافة والمكتب الامامي، بالاضافة الى اللغات، اما اللغة العربية فتكون متشابهة مع بقية فروع الدراسة المهنية، لكن اللغة الانكليزية تخصصية في مجال السياحة".
ولفتت الى أن "يوم الاثنين من كل اسبوع مخصص للجانب العملي، اذ نختار موقعا سياحيا او فندقا او مطعم خمسة نجوم، بعد اخذ الموافقة منهم نرسل الطلبة للمكان للتعرف عمليا على دروسهم للصفوف الاول والثاني لانهم بحاجة لها، علاوة على قاعة العملي الموجودة في المدرسة التي تتكون من المطبخ ومكان الضيافة، التي يتعلم فيها الطلبة الكثير من الامور السياحية".
مبينة "الى الآن تم تخرج اربع دفعات من المدرسة، والمنهج قديم ويفضل أن يكون محدثا ومواكبا للتطورات والتحولات التي طرأت في عالم السياحة، ليكون الطالب على دراية تامة بها، وان التخصيصات المالية لا تفي بالغرض لان الطالب في درس العملي يحتاج الى مصاريف مالية، وهذه ابرز الصعوبات التي تواجه الطلبة، اذ كان وضعنا  عند تأسيس المدرسة افضل من الان بكثير، لان  الطلبة الان هم من يتحملون اجور النقل الى الاماكن السياحية، في حين انها مدرسة حكومية ويجب أن تتولى هي شأن ذلك".
 
صقل المواهب
واشارت ابراهيم الى أن "نسبة ضئيلة جدا من خرجينا دخلوا الى سوق العمل، ولدينا مطالبة بكتاب رسمي الى وزارة التربية بأن تحدد وتفرض هي وهيئة السياحة والبلديات أن يخصص اصحاب الاعمال السياحية جزءا من تعييناتهم لخريجي مدرستنا، وان يكون شرطا لتجديد اجازة عملهم لتعيين جزء من خريجيها"
لافتة الى "وجود طلبة متميزين يمتلكون جميع مواصفات العمل الناجح في المجال السياحي ويتم التركيز عليهم لصقل موهبتهم اكثر".
الجغرافية السياحية
وحدد مدرس الجغرافية السياحية ريكان فيصل الاطار الذي تحتويه مادته التي تتناول جغرافية الاماكن السياحية وطبيعتها، وتشمل مناطق وسط وجنوب وشمال العراق السياحية، منوها الى "انها مادة حية وان بلادنا غنية بالاماكن السياحية وفيها مناظر خلابة نهتم بها، وان المادة فيها طابع مميز لدى الطالب ويتقبلها بسهولة، لكونها مرتبطة بالواقع والمجال السياحي، وفيها الجانبان النظري والعملي"
مشيرا الى "التركيز على الخلفية لكل الاماكن السياحية، لانها مميزة ومختلفة وتشكل للطالب آفاقاً واسعة، فضلا عن اقامة السفرات للتعرف عن قرب على جغرافية المنطقة، بالاضافة الى عرض الافلام لتوسيع قدراتهم وتوجد فعاليات من خلال عرض فيديوهات تواكب التطورات في المجال السياحي".
 
الآثار السياحية
وبينت مدرسة مادة الآثار السياحية شيراز عبد الوهاب أن "درسها يتناول الآثار السياحية الموجودة في العراق، ومنها الآثار القديمة الموجودة من العصور القديمة في اور و اريدو، والوركاء"، منوهة  " ندرس الآثار في وسط وشمال وجنوب العراق، ومن ثم ندرس الآثار في المرحلة العصرية، وهو فصل تشويقي، لانه يتحدث عن الاماكن الآثارية في جميع محافظات العراق والمعروفة عند اغلب الطلبة، وان الكتاب موسع كثيرا، ويفضل أن يكون مركزا على جوانب مهمة ليجذب الطلبة بشكل اوسع، ولا يكون مملا لهم".
 
اللغة الكردية
واوضح مدرس مادة اللغة الكردية مسعود سعدي ان "مادته مشتركة بين جميع تخصصات المدارس المهنية والفرعين الادبي والعلمي، وتشمل الادب والقواعد، وهي مادة مهمة جدا ورغم صعوبتها الا اننا نتمكن من ايصالها الى الطلبة من خلال النزول الى مستواهم، لأن اتقانها مهم في عملهم الذي يعتمد على اللغة والاداء من اجل جذب الزبائن".
 
الرغبة أولاً
لم يكن يعلم طالب المرحلة الاخيرة هيوا فريدون عبد القادر انه عند دخوله الى اعدادية السياحة حسب رغبته أن الدراسة فيها ستزيد من رغبته اكثر، وتمكنه من تنمية موهبته بشكل اكبر، منوها بأن "المناهج جيدة جدا ومواكبة للواقع السياحي، فضلا عن ان الدروس العملية مهمة جدا وتمكننا من تحديد نقاط الضعف، وتجعل الدراسة مكتملة".
مشيرا الى أن "وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت مكنتني من جمع المعلومات في مجال تخصصي، لأكون اكثر تطورا وتقدما، ولا بد أن نتحمل جميعا مسؤولية تطور المجال السياحي ونكون على استعداد تام لذلك".
 
مستقبل جميل
وقال طالب المرحلة الاولى عبدالله فيصل انه اختار الدراسة في اعدادية السياحة عن رغبة تامة، لان المستقبل فيها جميل ومتنوع، ويتم التعامل فيه مع مختلف شرائح المجتمع، لافتا الى ان "الدروس العملية قريبة الى الواقع، ونستمتع بها لانها تجعلنا نسير على الطريق الصحيح، وتؤهلنا الى سوق العمل، وهي كافية سواء التي ندرسها في قاعة المدرسة او خلال السفرات الميدانية الى المواقع والاماكن السياحية".
 
حلم كبير
وبينت طالبة المرحلة الثانية بيستان جمال أن سبب اختيارها اعدادية السياحة، من اجل تحقيق حلمها الكبير، وهو أن يكون لديها فندق وتديره وتطبق فيه كل التعليمات التي تعلمتها في المدرسة ليكون عملها ناجحا ومتميزا، مضيفة "ان الدروس التي نتلقاها في المدرسة كافية وملائمة واهمها الدروس العملية التي تجعلنا اكثر استيعابا، وانها تعمل على تلقي دروس اضافية في اتقان اللغات الثلاث، لتكون مؤهلة للعمل بشكل متكامل".