لا توجد قواعد ثابتة للتعبير عن حبِّ الأبناء لأمهاتهم في عيدهن الذي يوافق 21 آذار الجاري، فيتبارى الأبناء في التعبير عن حبهم للأم وتقديم الشكر والعرفان لهذه المرأة العظيمة التي كانت مصدر سعادة لهم، وقد تفي بالغرض زهرة القرنفل الورديَّة أو كعكة لذيذة أو تقديم إطار لصورة تجمع الابن بأمه مرفق بها إهداء رقيق.
فكيف تحتفل الإعلامية العربية بعيد امها؟ سألت بعضهن وكانت هذه إجاباتهن في سياق التقرير التالي.
بيت الأسرة
قالت أمل الشربيني، صحفية وكاتبة مصرية عن طقوسها في حديثها لـ«الصباح»: «أنا الحفيدة الأولى لجدتي من أمي، ولذلك كنت أدخر من مصروفي اليومي لأشتري هديتين في عيد الأم بكل عام، واحدة لأمي وأخرى لجدتي وأحرص على أن تكون الهدية دائما مرفقة ببطاقة معايدة أكتب فيها بنفسي وتحتفظ أمي بكل تلك البطاقات على مدار السنوات منذ أن اشتريت لها هديتي الأولى حين كنت في الصف الأول الابتدائي، وحتى الآن، كلما جاءت ذكرى عيد الأم، أذهب إليها وأقرأ تلك البطاقات القديمة، وأحس أنني أتعرف على نفسي من خلالها».
مبينةً: «لأمي أحد عشر أخاً وأختاً، والطقوس تبدأ بالاجتماع في بيت الاسرة الكبير، بيت جدي، اذ تأخذني أمي أنا وأخوتي ولا تفض هداياها إلا بعد فض هدايا جدتي، فتصل خالاتي وأبناؤهن تباعا بعدنا وتحمل كل واحدة معها «طبخة» مميزة أعدتها خصيصا للاحتفال، يذيع الراديو أغنيات الأم طوال النهار ونرددها جميعا مع أمهاتنا، ونسمع المذيعين يتلون المعايدات المهداة من الأبناء إلى الأمهات بالأسماء الثلاثية، ونجلس كلنا حول جدتي لتفض هداياها، ثم تفض أمي وخالاتي هداياهن، ثم تقوم أمهاتنا فرحات تملؤهن البهجة لإعداد مأدبة الغداء التي لا تشبهها سوى مأدبة إفطار أول يوم في رمضان، نأكل ونتسامر وتروي أمي «بِكرُ أبيها» ذكرياتها مع جدتي حين كانت تساعدها في تربية أخواتها، فنضحك من قلوبنا حتى التعب ونتمنى أن يطول اليوم ولا تغرب شمسه حتى لا ينفض جمعنا».
عِقد الاسرة
اوضحت أستاذة القانون الدولي في الجامعة اللبنانية د. أحلام بيضون: ان «الأعياد غائبة عن مجتمعاتنا لسوء الحظ، بسبب الحروب والمشكلات السياسية التي تشغل الناس بأمور أكثر أهمية من الأعياد»، مبينةً: «لكن إذا كنت تريدين أن تعرفي كيف نحتفل هنا بعيد الام، فعادة يحمل الابناء والبنات هدايا لأمهاتهم، كالورود، او اغراض كانت ترغب في اقتنائها، او ملابس ينسبونها لها، او قطعة مجوهرات ، ويختلف ذلك باختلاف الأذواق، واختلاف الإمكانيات المادية، واختلاف العادات والتقاليد، وغالبا يحاول الأبناء والبنات توقيت زياراتهم لأمهاتهم، فتكون فرصة لتجمعهم من جديد، خاصة ان الأم هي اساس تجمع الاسرة، فإذا توفاها الله ينفرط عقد الاسرة، وربما تكون مناسبة لتناول الطعام معا في بيت الأهل، او أحد المطاعم، او يتم دعوة الام إلى احتفال تحبه، أو رحلة».
يوم مميّز
مقدمة البرامج في قناة النجباء الفضائية آيات المرسومي قالت: «عانت الأم العراقية من ويلات الحروب وسنوات النزوح وقدمت الكثير من الشهداء ونحاول مشاركة باقي النساء بالاحتفال معاً من خلال الامسيات الثقافية والمبادرات الإنسانية من خلال حملات توزيع الهدايا للأمهات بكل مكان، فعيد الأم يوم مميز ».
أحنُّ إلى خبز أمي
أما الصحفية نسرين أحمد زواوي من صحيفة الجزائر فتستذكر والدتها المتوفاة في هذا اليوم قائلة: «عيد الأم هو عيد منفرد بطقوسه وشعوره وإحساسه، وإن اختلفت تواريخ الاحتفال به، فعندنا في الجزائر مثلا نحتفل به في الأحد الأخير من شهر آيار من كل سنة وهدفه واحد وهو تكريم الأمهات، فلا تكفيها لحظات العمر كله لنقول لها شكرا، ولا يشعر بقيمتها الا من ذاق طعم فراقها وغيابها الذي سيبقى غصة طوال العمر». ورثت امها بالقول: «حزني شديد على رحيل أمي، رحمة الله عليها وعلى امواتنا جميعا، ودعوتي لكل من أكرمه الله ببقاء أمه على قيد الحياة ان يكرم والدته، فالام جنة الدنيا حافظ عليها، والأم مثل نور البصر لا نعرف قيمته إلا حين نفقده، وكما قال الشاعر محمود درويش «أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي، ولمسة أمي»، كل عام وأنتِ طيبة بجوار ربكِ».
باقة ورد
هدى بيتومي مساعدة مخرج تونسية قالت: «ست الحبايب ولو انني بعيدة عنها هذا العام في بلد آخر لكن بالعادة في كل عيد أم أكيد أحتفل وأجلب لها هدية وباقة ورد ونخرج معا لأجل أن تتسلى في يومها وأجعلها تشعر بالسعادة وأحاول قدر الإمكان الا أتركها تعمل شيئا في المنزل رغم انشغالاتي بالعمل وربي يسعد كل أمهاتنا ويطول بأعمارهن ويرحم من مات منهن ويجعل عيدهن بالجنة أحلى».