سها الشيخلي
للام مكانة كبيرة في الاسرة، فهي المربية والساهرة على راحة الابناء، وتبذل جهدا كبيرا لتراهم نساء ورجالا امام عينيها، وهي التي هزت العالم
بيدها اليسرى والمهد بيدها اليمنى، ومع كل تلك التضحيات والجهود هناك من الابناء من يجعلها تنوح وتبكي جراء عقوقه، وهذا ما شاهدناه مرارا عند زياراتنا المتواصلة لدار المسنين، وتشكل الامهات النسبة الكبيرة في رعاية دور الدولة (دار المسنين) مع
وجود عدد آخر من الاباء، هل هو جحود الابناء او عقوقهم او هناك دوافع اخرى تدفع الابناء الى التخلي عن الامهات وهن اللواتي لا يطلبن شيئا بقدر طلب لقاء اولئك (العاقين) قد لا نلوم الام اذا ما حنت لرؤية ابنها او ابنتها فهي
اولا واخيرا ام، ولكن مع وقف التنفيذ!.
وهناك من يرى أن الام ربما تتحمل جزءا من تصرف ابنائها في عقوقهم حيالها، وذلك لأنها لم تربهم على احترام الام
ولم تبصرهم بضرورة احترام الوالدين، بل العكس من ذلك فقد يكون دلالها لهم والتغاضي عن مساوئهم، هما اللذان اوصلاهم الى نتيجة اهمال العناية بالوالدين وضرورة اعطائهم جزءا يسيرا من واجبهم في حمايتهم ورد جميلهم، وقد وصلوا الى ارذل العمر، صحيح ان من واجبات الدولة رعاية المسنين واحترام شيخوختهم، لكن من واجبات الابناء رد الاعتبار للوالدين والعناية بهم في وقت هم اولى بالعناية اكثر من كل الاوقات، رب من يرى ان اهمال الوالدين مرده انشغال الابناء بامور الحياة بعد أن تزوجوا وانجبوا، ولكن كل هذا قد يبدو مبررا غير مقبول لكل ذلك الاهمال .
ونرى ان اغلب الامهات مع عقوق الابناء يلتمسن العذر لهم (انه قلب الام) الذي يرعى الابناء حتى في عقوقهم، والادهى من ذلك ان بعض الامهات يطلبن أن يزورهن فلذات اكبادهم لا لشيء الا للتواصل معهم، اذ يرين ان الابناء سواء كانوا رجالا ام نساء لم يكونوا بهذه القسوة قبل أن يتزوجوا وان زوجة الابن و زوج الابنة هما السبب في وجودهم في دار المسنين، ربما لانهن لا يردن تحميل الذنب للابناء انها الام مرة اخرى وحنانها الذي لا حدود له .