جقماقجي.. ذاكرة العراق الموسيقية المفقودة

الصفحة الاخيرة 2019/02/09
...

بغداد/ كاظم لازم
لم يدر في ذهن نجم عبد الله الجقماقجي انه يوما ما سيدير متجرا صغيرا للانتيكات والتحفيات في منطقة الميدان بعد ان كان صاحب اكبر شركة لتسجيل الاسطوانات الموسيقية في العراق.
تحدث الجقماقجي عن رحلة الشركة والتي اسسها جده ووالده في مدينة الموصل والتي ضمت في ارشيفها اكثر من 15 الف اسطوانة لـ" الصباح" قائلا: 
تأسست الشركة بشكل رسمي في العام 1918 باسم(شركة الحاج فتحي جقماقجي واولاده) وفي بدايتها كان الاهتمام منصبا على الاستيراد للمواد والاجهزة الكهربائية ومن ضمنها "الحاكي الكرامافون" و الاسطوانات حتى تطور الامر الى تسجيل اغان للمطربين العراقيين والعرب".
انتقل مكان الشركة الى منطقة الحيدر خانه العام 1938 بعدها الى مكانها المعروف في مدخل شارع الرشيد من جهة الباب الشرقي.
تذكر عبد الله الجقماقجي مرافقته العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ و المطربات نجاة الصغيرة وفائزة احمد  عندما زاروا بغداد العام 1965 وغنوا في صالة سينما النصر وتناولوا العشاء سوية بعد انتهاء الحفلة في دارهم في منطقة الوزيرية.
يقول الجاقمقجي "تعرفت على سيدة الغناء العربي ام كلثوم وموسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب عندما ذهبت الى القاهرة برفقة والدي واصبحت تربطني بهم علاقة وثيقة فيما بعد". 
تعني كلمة جقماقجي بالتركية مصلح السلاح وهي المهنة التي مارسها الجقماقجي المؤسس العام 1910 قبل ان يفتتح اول محل لتسجيل الاسطوانات .
ويضيف" كانت  طريقة التسجيل تتم من خلال الاسطوانة الحجرية بسرعة 78 دورة تطورت  الى استخدام "كرامات ابو الهندر" حتى اصبحت الاسطوانة الكهربائية بسرعة 45 دورة والتي كانت تطبع في السويد،حتى وصلت الى "الكاسيت".
زار الشركة وسجل اسطوانات فيها عدد كبير من مطربي العراق الرواد منهم سليمة مراد ، محمد القبانجي ، داخل حسن ، ناظم الغزالي ، حضيري ابو عزيز ، يوسف عمر وناصر حكيم  وغيرهم العشرات اضافة الى مطربين عرب استمعوا الى اسطواناتها النادرة ونهلوا منها الالحان التي جعلت منهم مشاهير واسماء كبيرة.
ويختم الجقماقجي حديثه  ان "الشركة تعد كنزا وذاكرة للموسيقى العراقية من خلال شهرتها التي اكتسبتها طوال 75 عاما فهي تضم ارشيفا تفتقده حتى المكتبة الموسيقية المصرية".
يذكر ان الشركة وايقوناتها الموسيقية تعرضت بعد  العام 2003  الى السرقة والنهب من قبل لصوص مجهولين.