مواهب الطفولة

اسرة ومجتمع 2021/04/11
...

آمال محسن
 
غالباً ما تبرز المواهب لدى الاطفال بشكل لافت وصادم للوعي والتعليم التقليدي، ويتميزون عن غيرهم من اقرانهم الصغار منذ نعومة اجسادهم الندية وتظهر مواهب مهمة، يفتقد اليها الكبار وتنافس مستوياتهم العلمية والادبية على حد سواء، وتتسع الفوارق الذهنية والمعرفية بينهم وبين اقرانهم، اذ يصبحون احيانا محل غيرة او حسد، الا ان هؤلاء يخلقون لانفسهم عوالم اخرى تتسع آفاقها دائماً الى جوانب صناعة التنمية العقلية الذاتية وتطويرها على نحو يثير الاعجاب دائما، هذه المواهب تشكل الركيزة الاساس في بناء مجتمع علمي جاد يشق طريقه نحو الابداع، وتتقد المواهب وتتضح معالمها في عمر مبكر، ويفكر الطفل بطريقة مثيرة للاعجاب، والموهوبون لا تغريهم الالعاب التقليدية التي يسعى الكثير من الاطفال الى ممارستها والشغف بها  لانهم يميلون دائما الى تنميتهم العقلية، مع انهم محبون للاطلاع في عمق واتساع، فالتعلم في سن مبكرة هو الأساس الذي يبني عليه الاطفال باقي حياتهم، إذ يكون هؤلاء الأطفال فائقي الذكاء في اي مكان وخاصة رياض الأطفال والمدرسة التي تنطلق منها طاقتهم الإبداعية واكتسابهم الخبرة والأنشطة، سواء كانت داخلها او خارجها، اذ يستطيع الطفل الموهوب من خلالها اشباع حاجاته وتنمية مهاراته بصورة ابتكارية تفوق مرحلته العمرية، ومنها اجابة الطفل عن كل شيء او يرد بنفسه على كل سؤال قبل الآخرين، والاسرة الراعية الاولى لتنمية مواهب أبنائها، اذ سيكون أساس الطفل متينا يخلو من الشوائب لانه من الضروري أن يحصل على تعاون بين الأهل والمدرسة لكي يستطيع التكيف من خلال وضع برامج تناسب ذكاءه، فالطفل الواعي يحتاج الى التذكير بموهبته والثناء عليها، لان ذلك يمنحه ارادة اقوى وان يكون تحت أنظار الوالدين، وأن يعمل كل منهما على تحفيز قدراته الذهنية بالوسائل ومساعدته على التغيير من دون خجل او شعور بالذنب، فيجب أن تكون البيئة ايجابية وتزرع الثقة والاستعداد في نفس الطفل الموهوب وهذا يتجلى واضحا من خلال رعاية خاصة للطفل الموهوب من قبل اسرته ومن ثم الجهات الداعمة للاهتمام بتطوير المهارات والانشطة الفكرية والعلمية، فالموهوب لا يبرز ان لم يجد العوامل المحفزة لابراز قدراته، فهو نتاج محيطه الاجتماعي الواثق من موهبته على كل الاصعدة، والموهبة طفرة جينية يمكن أن تتكرر في اجيال مقبلة، اذا ما قوبلت 
بالرعاية المطلوبة.