الدواجن في الديوانية هل تبلغ مستوى التصدير

ريبورتاج 2021/04/12
...

 عباس رضا الموسوي
 
حتى وقت قريب، كانت محافظة الديوانية تعتمد بنسبة عالية على المحافظات الأخرى، وخاصة محافظات كردستان، لسد حاجة اسواقها المحلية من الدجاج والبيض، غير ان الفترة القريبة الماضية ونتيجة الاهتمام الملحوظ بحقول الدواجن عبر اتخاذ اجراءات مدروسة تمثلت بتشجيع أصحابها وتقديم الإرشادات لهم، وزيارة حقولهم بلغت زيادة الإنتاج حد الاكتفاء الذاتي على أمل أن يصل الإنتاج الى حد التصدير. 
مؤهلات طبيعية
في حديثه لنا، قال مدير الزراعة في محافظة الديوانية، المهندس حسن الوائلي "ان الاهتمام بالقطاع الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي في محافظة الديوانية بات ضرورة ملحة، خصوصا أنها من المحافظات العراقية المعروفة بطابعها الزراعي منذ القدم لوجود المساحات الصالحة للزراعة ووفرة المياه وخصوبة ارضها، وامتهان اغلب سكانها للزراعة وغيرها من المؤهلات". مشيرا الى أن "الديوانية شهدت خلال الفترة القريبة الماضية اهتماما بالغا لتكون سلة العراق الغذائية، ومن بين هذه الاجراءات تشجيع الفلاحين والمزارعين لتنفيذ عدد من المشاريع الزراعية والتواصل معهم لمساعدتهم على تحقيق زيادة وجودة الإنتاج وتوفير ما يحتاجونه من مستلزمات ضرورية". 
 
مشاريع للدواجن والبيض
وعن ابرز المشاريع الخاصة بالدواجن وبيض المائدة الموجودة في المحافظة، قال الوائلي: "ان الديوانية تحتوي على عدد جيد من مشاريع انتاج بيض المائدة وبطاقات متعددة، من بينها منة الله ومذاق الديوانية والسدير والخزعلي وبيض المائدة في قضاء الحمزة، وبيض المائدة في قضاء السدير".
لافتا الى "وجود مفاقس بطاقات إنتاجية متفاوتة ساعدت على زيادة الإنتاج، منها مفقس العطاء والصادق وغماس وريحانة المصطفى والقادسية والكوثر والحجامي وبركات الزهراء والنور، بالإضافة الى وجود 9 قاعات لأمهات بيض التفقيس و 4 معامل لإنتاج العلف، بينما بلغ عدد حقول فروج اللحم في السنية 76 حقلا، وفي الحمزة 23 حقلا، وفي السدير 22 حقلا وفي البدير 54 حقلا، وفي الدغارة 44 حقلا وفي المركز 22 حقلا، وفي المهناوية 20 حقلا وفي غماس 11 حقلا، وغيرها من الحقول لإنتاج فروج اللحم في مناطق مختلفة".
 
25 مليون بيضة شهرياً
وعن الزيادة الملحوظة التي طرأت على انتاج البيض وغيره من المحاصيل الزراعية، قال الوائلي: "ان إنتاجنا لبيض المائدة بلغ 25 مليون بيضة شهريا، وهذه الزيادة تكاد تكون قفزة في انتاج بيض المائدة، خصوصا اننا ما زلنا نعمل وفق خطط مضاعفة الإنتاج"، مضيفا "ان زيادة الإنتاج لم تقتصر على الدجاج والبيض بل شملت محاصيل أخرى مثل الأسماك والعسل والتمر والتين والخيار والباذنجان والبطاطس، وغيرها من محاصيل زراعية مهمة".
 
استمرار الدعم ضرورة
أما بخصوص الدعم الحكومي وآثاره الإيجابية في تطوير الواقع الزراعي برمته في محافظة الديوانية، وخصوصا انتاج الدجاج وبيض المائدة، فقال محمود الكرعاوي (صاحب حقل دواجن) "ان الدعم الحكومي بكل اشكاله ضرورة ملحة لزيادة وجودة الإنتاج، خصوصا أنك تتعامل مع كميات كبيرة من الدجاج في زمن الأوبئة والأمراض، لذا تبقى الحاجة الماسة للعلاجات والإرشادات قائمة".
مشيرا الى أن "زيارة ذوي الاختصاص الى حقول الدواجن وإقامة الندوات الإرشادية والتدخل العاجل عند الحالات الطارئة أساس لديمومة الحقل وتحسين إنتاجه، كما ونوعا"، داعيا اصحاب الحقول الى التواصل المستمر مع الجهات الحكومية المعنية بقطاع الزراعة، والاستفادة من كل دعم، سواء كان معنويا او ماديا، لان هذا حقهم ومن خلاله يتمكنون من تطوير حقولهم بالشكل الذي يتيح لهم تحقيق زيادة في الإنتاج".
 
الوصول إلى التصدير
وعن كيفية تحقيق إنتاج ذي جودة عالية وكميات كبيرة لغرض الوصول لمرحلة التصدير الى المحافظات الأخرى، بين الخبير الزراعي ماجد ثجيل: "ان الوصول الى مرحلة التصدير من دون اتخاذ خطوات مدروسة بعناية فائقة خطأ سيعلن عن نفسه منذ الموسم الاول للتصدير، لان الموضوع يحتاج الى خطة مرحلية تتم من خلالها زيادة تدريجية في الإنتاج الذي يفترض ان يتمتع بجودة عالية ترافقها أسعار تتلاءم مع الاسواق المحلية واختيار المحافظات المحتاجة للبيض والدجاج، وافتتاح فروع في هذه المحافظات لأغراض الترويج والتوزيع ".
موضحا "ان محافظة الديوانية، وفي حال مضاعفة الجهود، قادرة على التسويق الى المحافظات الأخرى، بل وستتمكن من التصدير الى خارج العراق، خصوصا ان الفارق خلال العامين الماضيين وباقي الأعوام السابقة في انتاج البيض والدجاج بلغ نسبة ملحوظة، وهذا يدل على وجود الرغبة لدى الفلاحين والمزارعين من جهة، ولدى مديرية الزراعة من جهة أخرى".