العراقيون يستقبلون ثاني رمضان في ظل جائحة (كورونا)

منصة 2021/04/14
...

 بغداد: أ ف ب
يستقبل نحو 40 مليون عراقي، شهر رمضان بقلق كبير، بعد تراجع قدرتهم على شراء حاجاتهم الأساسية واستمرار تفشي وباء (كوفيد – 19) وتداعياته الاقتصادية والصحيَّة. وتقول أم حسين المسؤولة عن تربية خمسة أبناء وحدها منذ أن فقدت زوجها: «إذا أردنا أنْ نصوم، علينا أنْ نأكل بما يكفي، بينما سعر كيلوغرام الطماطم ارتفع من 500 إلى ألف دينار». وتجهد المرأة البالغة من العمر 58 عاماً والتي لا تملك مصدر دخل ثابتاً، كل شهر، من أجل جمع 70 ألف دينار لسداد إيجار منزلها المتهاوي. وتعتمد لتأمين الغذاء على البطاقة التموينيَّة».ووعد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مؤخراً بتوزيع حصة تموينية إضافية خاصة بشهر رمضان.
 
في الأثناء، تضاعفت ديون المشترين من متجر «أبو عمار» الذي بات يخشى توقف عمله في حال عدم تمكنه من شراء سلع لبيعها. ويقول: «عائلات كثيرة تتبضع بالدين. ووصلت ديون بعض منها إلى أكثر من مئتي ألف دينار».
فضلاً عن ارتفاع الأسعار، تلاشت المداخيل وفرص العمل بسبب إجراءات الحظر الصحي المفروضة للحد من انتشار وباء (كوفيد – 19). ويعتمد عدد كبير من السكان، على أعمال بأجر يومي.
 
كهرباء وملابس جديدة
وانعكس القلق من الأوضاع المعيشية على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تداول المستخدمون منشوراً يقول «راتب هذا الشهر يلعب ضمن مجموعة صعبة، كورونا- رمضان - العيد، من المستحيل أن يصل للنهائي».
بالنسبة لحيدر، وهو موظف حكومي يبلغ من العمر 32 عاماً ويتقاضى 900 ألف دينار شهرياً، يشكّل شهر رمضان مصدراً للهموم، بسبب «متطلبات البيت وملابس الأطفال» للاحتفال بعيد الفطر الذي يعقب رمضان. ويضيف حيدر، وهو أب لثلاثة أطفال يقطن منزلاً بالإيجار عند أطراف العاصمة، «الراتب في الظروف العادية لا يغطي ما تحتاج إليه العائلة وأحيانا كثيرة أضطر للاقتراض لأكمل الشهر، ولأدفع فواتير مولّد وإيجار البيت ومصاريف الأطفال».
بالنتيجة، أصبح معظم السكان، مثل أبو أحمد، الموظف الحكومي البالغ 33 عاماً، مرغمين على التخلّي عن العادات الرمضانية التي نشأوا عليها.
ويقول أبو أحمد، وهو ربّ أسرة من أربعة أفراد، «بسبب كورونا لن أدعو أحداً للإفطار في رمضان، الأوضاع الصحية صعبة جداً»، متابعاً «حتى اقتصادياً، لن أقدر على توفير متطلبات الدعوة بسبب غلاء الأسعار».
 
رمضان في العالم
وبدأ شهر رمضان الكريم أمس الثلاثاء في الكثير من الدول الإسلامية للسنة الثانية على التوالي في ظل جائحة (كوفيد – 19) التي حصدت أرواح مليون شخص في أوروبا.
وسيمضي المسلمون شهر رمضان، في ظل قيود صحية ومخاوف من إصابات جديدة.
في مصر أكثر دول العالم العربي تعداداً للسكان مع أكثر من مئة مليون نسمة، انطلق شهر رمضان أمس الثلاثاء. وقد انشغل سكان القاهرة الاثنين بالقيام بمشترياتهم تحضيراً لهذا الشهر الكريم مهملين وضع الكمامات أو التباعد الاجتماعي. وعرضت الكثير من المتاجر فوانيس رمضان في الأحياء.
 
لا لقاءات عائلية
في تونس حيث جرى شهر رمضان العام الماضي وسط الإغلاق العام، اضطرت الحكومة هذه السنة إلى العودة عن قرار تمديد حظر التجول ليبدأ عند الساعة 19,00، وفرضته اعتباراً من الساعة 22,00 بسبب موجة احتجاجات.
وأوضحت سميرة خليفي (45 عاما) «عادة بعد الصوم نذهب إلى المدينة القديمة في تونس وإلى بلدة سيدي بوسعيد نتنزه ونتبادل الدعوات ويركض الأولاد في الشارع» وأضافت الرسامة «لكن هذه السنة لن يتسنى لنا سوى القيام بجولة قصيرة، سيكون الأمر حزينا».
في المغرب اتخذت إجراءات قبل فترة قصيرة لمناسبة شهر رمضان منها تمديد حظر التجول ومنع الاحتفالات والتجمعات.
وحل شهر رمضان على سوريا بعد شهر من دخول النزاع الدامي فيها عامه العاشر، بينما تشهد البلاد أسوأ أزماتها الاقتصادية منذ اندلاعه، وارتفاع الأسعار بمعدلات قياسية، وأزمة محروقات حادة باتت حتى تحد من القدرة على التنقل في مناطق سيطرة الحكومة.
لم تُعلن الحكومة السورية عن أية إجراءات جديدة وسمحت وزارة الأوقاف بإقامة صلاة التراويح ضمن المساجد مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا، من خلال التعقيم والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات.
وأدّى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، إلى استغناء عائلات كثيرة عن عادات رمضانية، مثل شراء معمول الفستق الحلبي.
ويقول كيان مُحسن، وهو ربّ لعائلة مؤلفة من ستة أفراد: «كنا نستمتع بعادات شهر رمضان وطقوسه الخاصة، لكن اليوم همومنا أكبر منّا، ونحن مضطرون لمضاعفة ساعات عملنا كي نستطيع مواكبة حاجيات رمضان الأساسية».
ويوضّح على سبيل المثال «كنا نشتري الناعم (أكلة حلو شعبية رمضانية) كل يوم، لكن هذه السنة ربما نتمكن من شرائه مرة واحدة في الأسبوع».
في عمان أكدت ريما قبلان «بالتأكيد رمضان لن يكون مثل السنوات السابقة، لا لقاءات عائلية ولا صلوات في المسجد كما في السابق ولا خيام رمضانية ولا موائد رحمن ولا سهر وسحور في الشوارع حتى ساعات الصباح الباكر».
وأعلنت السلطات السعودية مطلع نيسان أنَّ وحدهم الأشخاص الذين تلقوا اللقاح المضاد لفيروس كورونا سيسمح لهم بتأدية مناسك العمرة اعتبارا من بدء شهر رمضان.
 
مئة ألف وفاة في فرنسا
أحصت أوروبا وفاة أكثر من مليون شخص بـ(كوفيد – 19) منذ ظهر فيروس كورونا للمرة الاولى في الصين في كانون الاول 2019، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس بالاستناد الى حصائل للسلطات الصحية.
وبلغ عدد الوفيات في 52 بلدا ومنطقة وصولا الى الشرق حتى أذربيجان وروسيا مليونا و288 وفاة من 46 مليونا و496 الفا و560 اصابة، بينما سجلت أميركا اللاتينية والكاريبي 832 ألفا و577 وفاة (26 مليونا و261 الفا وست اصابات) والولايات المتحدة وكندا 585 الفا و428 وفاة (32 مليونا و269 الفا و104 اصابات) وآسيا 285 الفا و824 وفاة (19 مليونا و656 الفا و223 اصابة) والشرق الاوسط 119 الفا و104 وفيات (سبعة ملايين و11 الفا و552 اصابة) وافريقيا 115 الفا و779 اصابة (اربعة ملايين و354 الفا و663 اصابة) واوقيانيا 1006 وفيات (40 الفا و348 اصابة).
وقالت رئيسة الفريق التقني المعني بمكافحة الوباء في منظمة الصحة العالمية ماريا فان خيركوف: «نشهد حالياً مرحلة حرجة للوباء. إنَّ مسار هذا الوباء في ازدياد مستمر. إنه يتنامى في شكل مطرد. ليس هذا الوضع الذي يجب أنْ نكون فيه بعد ستة عشر شهراً من بدء الجائحة، في حين إننا نملك سبلاً فاعلة للسيطرة عليها».
ومن هذه السبل التلقيح. فقد عاد البريطانيون الاثنين إلى شرفات الحانات وإلى صالونات تصفيف الشعر بفضل تحسن واضح في الوضع الصحي في البلاد جراء حملة تلقيح مكثفة.
أعلنت بريطانيا تحقيق هدف رئيس في برنامجها للتحصين ضد فيروس كورونا بإعطاء جرعة اللقاح الأولى الى جميع من هم فوق الخمسين عاما وفي وضع ضعف على ما أكدت الحكومة.
وحلت الهند التي يبلغ عدد سكانها 1,3 مليار نسمة، محل البرازيل لتصير ثاني أكثر الدول تضرراً من الوباء بعدما سجلت زيادة سريعة في الإصابات الجديدة في الأسابيع الأخيرة. فقد ارتفع العدد الإجمالي للإصابات لديها إلى 13,5 مليون إصابة، في مقابل 13,48 مليونًا مسجلة في البرازيل.
تجاوزت ألمانيا، من جانبها، عتبة 3 ملايين إصابة. وتحدثت المستشارة أنغيلا ميركل لصالح إعادة فرض الإغلاق على المستوى الوطني لفترة قصيرة.
وينتظر تخفيف للقيود الصحية خلال الأسبوع الراهن في إيطاليا وإيرلندا وسلوفينيا واليونان.
أما فرنسا التي تضربها بقوة موجة ثالثة من الوباء فيما اوروبا تشهد وضعا متفاوتا، فقد تجاوزت الاثنين عتبة 99 ألف وفاة ويتوقع ان تتجاوز المئة ألفا خلال الأسبوع الحالي.