الطريق الى رمضان الكريم

منصة 2021/04/14
...

  مرتضى صلاح
كثير من الناس يصومون أياما من شهر شعبان لقضاء ما فاتهم من صيام رمضان الماضي، بسبب افطارهم نتيجة سفر أو مرض أصابهم. وهكذا كان النبي (ص) يوصي الناس بقضاء ما فاتهم من رمضان للصيام في شعبان قبل حلول شهر الفريضة المقدسة.
 
ومن المعروف لدى عامة المسلمين أن صيام شهر شعبان المعظم هو من الأعمال المستحبة والنوافل المؤكدة، فهو شهر قريب من شهر رمضان المبارك الذي فرض الله فيه الصيام فريضة واجبة. وكان شهر رجب الحرام الذي يسبقه هو ايضا يمتاز بمستحبات الصيام والاعمال الخيرة الكثيرة، وقد ذكره أمير المؤمنين علي (ع) قائلا:إن رجب شهر المؤمنين، وشعبان شهر الرسول (ص) ورمضان شهر الله المبارك. ويقصده الناس كثيرا في أعمال الصدقات والعبادات الأخرى طلبا رضا الباري عز وجل وحصول الأجر العظيم بتلك الأعمال، خاصة التصدق الذي يفيض بخيره على فقراء المسلمين. 
وفي النتيجة فإن كلا الشهرين المباركين يمثلان دور المقدمة لترويض النفس والجسد على استقبال شهر الفريضة المعظمة شهر رمضان. فمن هنا تبرز غاية التعبد في الشهرين الكريمين رجب وشعبان، فهي إعداد النفس وتهيئتها لاستقبال شهر رمضان المبارك، ففي الأحاديث النبوية الشريفة كان النبي الاعظم (ص) يذكر المسلمين بإكثار العبادات في رجب وشعبان، حتى إذا جاء رمضان كان الإنسان قد تهيأ تماما بأحسن ما يمكن من العبادات بجميع أنواعها وأشكالها، لما في ذلك تطهيرا للنفس من الذنوب والمعاصي، وتنقية للبيوت من المخالفات والمنكرات، فإن النفوس مثل بناء البيت ولا بد للبيت من أن يبنى ويجهز قبل أن يسكنه أهله فنفوسنا تبنى وتجهز في رجب وشعبان لكي تكون مستعدة لاستقبال رمضان، وقد امتدحه الرسول (ص) لما سئل عن صيام شعبان بقوله (ص): (ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)، وهنا يظهر من الحديث الشريف حث نبوي على صيام ما قبل رمضان. ففي الأثر: رجب شهر الغرس، وشعبان شهر السقي، ورمضان شهر الحصاد، فهلموا نستقبل شهر الصيام بالبركات.