د. صفد الشمري *
هل تعلم أنَّ أغلب مشاهير المجتمع العراقي الجدد من فئة الشباب، أخذوا بالتمكن من ترويج أنفسهم، عبر توظيف مجالات التسويق الإلكتروني بشكلٍ صحيح، عبر صفحات ممولة في فيسبوك وحسابات وقنوات في يوتيوب وانستغرام وباقي فضاءات التواصل الرقمي، من دون الحاجة إلى مؤسسات صناعة المشاهير التقليديَّة التي كانت تحتكر صنعة ترويج أصحاب القدرات المميزة؟
نعم، صار التسويق الإلكتروني الأداة الأكثر فاعلية في صناعة مشاهير اليوم، وانطلقوا بوساطتها إلى عوالم النجوم والشهرة، حين مثل هذا التسويق (سيرة ذاتيَّة) مقنعة تدعم ترشيحه للعمل في المجال الذي يتوافق مع تخصصاته، شرط الالتزام بقواعد هذا التسويق ومراعاة احتياجات سوق العمل المستهدفة.
التسويق الشخصي
ضع في الاعتبار، وقبل كل شيء بأنَّ عليك أنْ ترتب أولوياتك، بالإجابة عن هذه الأسئلة: ما الذي يميزك عن الآخرين، وما الشيء الذي تتفرد به عن غيرك، وكيف توصّل للجميع مميزاتك بشكلٍ يجعلك مميزاً عنهم بتلك الميزة، بشكلٍ يجعلك تختلف عن الآخرين
بمجالك؟
هذا بالضبط ما يهتم به التسويق الشخصي الإلكتروني اليوم، فهو يتمثل بقدرتك على التميز بمهارةٍ ما داخل سوق العمل وعدم الاكتفاء بذلك فقط، بل السعي لتنمية تلك المهارة وعرضها بشكل يميزك عن غيرك وبناء سمعة قوية لك، ما يربط اسمك بتلك المهارة ويُعرف أنَّ هذا الشخص متفوقٌ في مجاله لمجرد ذكر تلك
المهارة.
ويتطلب ذلك بالتأكيد مجموعة من القواعد، لعلَّأبرزها أنْ تكون نفسك، فبالتأكيد لدى كلٍ منا ما يميّزه عن غيره في مجاله، لدى كل أحد علامة قوية في سوق العمل، وإنْ لم تكن تعرفها حتى الآن فأنت بذلك تترك تشكيل “صورتك” في أيدي من حولك، هم من يحددون شهرتك في مجال العمل وبماذا تتميز، بصرف النظر عن هل هذا فعلاً ما يميزك أو تمتلك مهارة أخرى متفوقاً فيها وهي ما تريد فعلاً أنْ تتميز بها في سوق العمل.. فالتسويق الشخصي سيساعدك على تعريف نفسك للناس بالمهارة التي تميزك وتتحكم فيما يقال عليك في سوق العمل.
التميز المطلوب
كن مميزاً، فلكل شخص منا ما يميزه عن غيره، ولكن يبدو أنَّ القليل من يعلم ما يميزه بالتحديد، وربما يمكن أنْ يسهم في تعزيز فرص تسويقه إلكترونياً، وإذا كان عارفاً بذلك ترى المستجد منهم نادراً ما يستثمره بالشكل الذي يجعله مميزاً في
مجاله.
إنَّ التسويق الشخصي سيساعدك منذ البداية على معرفة ما يميزك وما تستطيع فعله بشكلٍأفضل من غيرك، والقيمة التي سوف تضيفها في سوق العمل في حال دخولك إليها، مع التأكيد على أهمية العلاقات الشخصية التي تعدُّ من بين أكثر الوسائل التي تساعدك على إيجاد فرص عمل أو تدريب أو تعليم أو تقديم مهاراتك وصولاً إلى الشهرة والنجاح.
فلو كان من حولك يعرفون المجال الذي تهتم به وتتميز فيه، فإنَّأية فرصة للعمل وعرض المهارات سيرسلونها إليك بالتأكيد حين تكون أول من يأتي في بالهم، لذا لا تتردد في عرض مهاراتك عبر الانترنت ابداً، وهذا ما يقوم به التسويق الإلكتروني عن طريق تعريف الآخرين بك وعنك وما هو مجالك وما هي اهتماماتك والفرص التي تسعى إليها.
اصنع علامتك
كي تكون لديك القدرة على صنع (علامتك المميزة) في سوق العمل عليك أولاً أنْ تعرف وتحدد بالضبط ما يميّزك فعلاً باتباع مجموعة من الخطوات منها أنْ تستخدم ورقة وقلماً لتكتب أهم نقاط قوتك أو أكثر ما يميزك في مجالك.. إنْ كنت لا تعرف ما تريد وما هو المجال المفضل لديك فعليك بالتجربة ثم التجربة ثم التجربة، لأنَّ التجربة تجعلك تتعرف أكثر على سوق العمل وعلى متطلباته وعلى مميزاتك أنت ومهاراتك وأي التخصصات الأقرب إليك وأيهما تكون به شغوفًا
أكثر.
بعدها رتب تلك النقاط على حسب الأولويَّة وحدد ما هي أكثر ميزة تريد أنْ تُعرف بها في مجال عملك، وقيّم نفسك في تلك الميزة أو المهارة وحدد ما إنْ كنت أفضل شخص يقوم بها أم تحتاج إلى تدريب وتعليم وتنمية تلك الميزة، لكي تصبح أفضل من يقوم بها، وضع في اعتبارك أنه لكي تقنع من حولك بمهاراتك ومميزاتك وترسم ما يميزك (علامتك المميزة) داخل ذهنهم، يجب أنْ تجيب على الأسئلة القادمة وتُعرّف الناس بإجابتهم: من أنت.. وماذا تفعل.. وما الذي يجعلك مختلفاً.. وكيف ستضيف قيمة؟
هناك الكثير من الأمور التي توحي بجديتك للآخرين، والتي يمكنك الاعتماد عليها في صناعة علامتك التجارية الشخصية عبر الإنترنت، تلك الصناعة التي سنتناولها بالتفصيل في العدد المقبل، ومنها عنوان بريدك الإلكتروني، إذ ينبغي عليك اعتماد بريد إلكتروني لنفسك يكن باسمك وليس باسمٍ مستعار؛ أي يكون عبارة عن اسمك واسم الأسرة مثلاً:
(
[email protected])، للتنويه بجديتك ومهاراتك، ولا تتوان في عرض مهاراتك في حساباتك الإلكترونية بشرط التركيز على مهارة بذاتها، يعرفك الناس بها، ولا تحاول أنْ تشتتهم بعدد من
المهارات.