رمضان أنيس النفوس الصائمة

منصة 2021/04/17
...

  مرتضى صلاح
من الطبيعي أن نهتم، كأسرة، خلال الشهر المبارك، فنعمل على توفير تلك البركات على مائدة الطعام وقد يمتد بنا الأمر الى ما بعدها. وثمن ذلك أننا كثيرا ما نقضي وقتا طويلا من ساعات هذا الشهر الفضيل في إعداد الأطباق الرمضانية للعائلة، ومع ذلك لا بد أن نستغل هذه الأيام في العبادة، كالصلاة وقراءة القرآن، للحصول على الأجر والثواب من الله تعالى.
 
فينبغي أن تشحذ الهمم، لتوزيع الوقت بين العبادة وبين الأعمال الأخرى، ونجتهد بتوفير أجواء خاصة بالشهر المعظم لأنه قريب لقلوب الأبناء، لاسيما الأطفال منهم،  خاصة عند الاجتماع الى سفر الإفطار فتتضاعف فرحتهم بالصيام. فالصائم له فرحتان فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، وفي ذلك الأجر والثواب من الله.
فالاهتمام بهذه الصور المشرقة أمام أعين الأبناء يمثل أمانة ينقلها الكبار الى الصغار، فلننتهز فرصة هذا الشهر الفضيل لتعزيز الإيمان في القلوب وتعزيز روح حب الشعائر الدينية، لما  لهذه الشعائر من تأثير في خلق جو البيئة الصالحة، وبصلاح الأسرة سنتمتع بخير الدنيا والآخرة، من خلال حب طاعة الله، والتوجه القلبي للعبادة والتشجيع على الصيام، وتلاوة القرآن وكثرة الصلاة في هذا الشهر المبارك. ولا بأس بأن نترك صوت تلاوة القرآن يصدح بصوت أحد المقرئين من خلال التسجيلات المنتشرة عبر الأجهزة، لكي تغطي أنفاسه جميع أرجاء البيت، وهكذا تكون لضيافة الشهر المعظم خصوصية بين افراد الأسرة مرتبطة بصوت آيات الله ترن في الأسماع وتنفذ الى القلوب والأذهان، فينشأ لدى الأسرة ارتباط جميل مع صوت القرآن، يترك ذكرى جميلة في قلوبهم لتخفق للشوق لليالي شهر رمضان وساعاته كلما سمعوا صوت القرآن، بعد رحيل أيام الشهر الى العام المقبل. ومع أذان المغرب الذي يعلن الافطار يأتي الدعاء عند الإفطار، كسنة نبوية تذكر بالأدعية المأثورة، تهنئ المؤمنين بصيامهم، وهم يشكرون الله على نعمة اتمام يوم من الصيام والرجاء باتمام بقية ايام الشهر بالروحية والنشاط نفسه، وبعد الانتهاء من الطعام بفترة، تأتي فقرة الصلاة والأدعية وتلاوة القرآن ولا بأس بأن يكون الحضور مشتركا مع المتيسر من العائلة، خاصة في وقت يجتمعون فيه معا لقراءة القرآن، مع الاهتمام بالنواحي الجمالية التي تضفي جو السعادة في المنزل مقترنة بتلك العبادة.
وهناك نقطة مهمة تتعلق بصلة الرحم في رمضان والتواصل مع الجيران، من الجميل الارباط بالأهل خلال هذا الشهر العظيم، فينبغي التأكيد على زيارة الأقارب والجيران والتواصل مع البعيدين منهم، لما فيه قوة لآصرة العلاقة مع ذوي الرحم، وعندما تكون تلك الزيارات مقترنة بهدية رمضانية بسيطة يكون لها أثر الذكرى بأجواء التواصل الأُسري الجميلة، ذلك أن صلة الأرحام عبادة يؤكدها الاسلام دائما. ومن المفيد التنويه الى أهمية تلبية حاجة الفقراء في هذه الأيام لأنهم يذكرون الناس بضرورة فعل الخير وتقديم المساعدات وبذل الصدقات للمحتاجين والمساكين الذين ضاقت بهم السبل وصاروا يلجأون لهذا الطريق لسد رمقهم وحاجتهم، ولنتذكر أننا عندما نعطي ما في ايدينا الى ايدي القراء إنما نضعها في يد الله ليكتب لنا الحسنات، فيد الفقير في الأرض هي يد الله في السماء.