طقوسٌ وعاداتٌ في رمضان

منصة 2021/04/18
...

   وجدان عبدالعزيز
 
تبدأ أهم مظاهر الاستعداد والاحتفاء بقدوم شهر رمضان  قبل الشهر بفترة طويلة، البعض يعدها مهرجانا رمضانيا، حيث يقوم أهلها بشراء كميات كبيرة من الرطب وتخزينها في الثلاجات تمهيداً لهذا الضيف الكريم، ولكن إذا ما أذن شهر شعبان بالمغيب تحلق الناس حول شاشات التلفزيون منتظرين انقطاع البث المعتاد، ثم ظهور المذيع وعلى محيَّاه بسمة مضيئة ليزف للناس إعلان مجلس القضاء الأعلى بدخول شهر الخير والبركة والغفران والعتق من النيران. وما إن يسمع غلمان المدينة الخبر حتى يخرجوا جماعات وبيدهم الدفوف وهم يغردون:
جاكم رمضان بالفرحة
جاكم رمضان بالبهجة
جاكم رمضان يا مرحى لهذا الشهر اللي جا.
وما يميز هذا الشهر فهو الموائد الرمضانية التي تُبسط قبيل المغرب في الحرم النبوي الشريف، لتقَدِّم للمعتكفين والزائرين الوجبة الخفيفة وهي عبارة عن حبات من الرطب ورشفاتٍ من القهوة العربية، وقليلٍ من اللبن ونوعٍ خاص من الخبز يطلق عليه أهل المدينة اسم ( شُرِيك ) وأجمل ما في هذه الموائد أن يقف صاحبها بنفسه، ليصطاد المارين ويجلسهم على مائدته وعلى ثغره ابتسامة، وعلى لسانه عبارة محببة: «تفضل يا سيدي الله يحييك»  ولعل ما يميز شهر رمضان في السعودية بطابع خاص لا يوجد في أي بقعة من بقاع العالم الإسلامي لوجود الحرمين الشريفين أن يزداد في النصف الثاني من الشهر الكريم أعداد القادمين من أجل العمرة وللاعتكاف في الحرم النبوي أوالمكي‏,‏ وتبدأ صلاة التهجد في مساجد المملكة بعد صلاة التراويح، وتستمر حتى منتصف الليل، والتي دائما ما تنقل على الهواء مباشرة عبر عدد كبير من الفضائيات‏.‏