إعداد: الصباح
في حزيران من العام 2003، بدأت لجنة المخابرات في الكونغرس الأميركي عملية مراجعة شاملة للمعلومات الاستخباريَّة المتوفرة عن العراق قبل الغزو، وكذلك خارطة أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها العراق، والتهديدات التي يمثلها نظام صدام للمنطقة والمصالح الأميركيَّة، فضلاً عن خروقات حقوق الإنسان وحملات الإبادة الجماعيَّة التي ارتكبها ذلك النظام
وجرت عملية التقييم الشامل هذه في تقريرٍ مطولٍ ضم أكثر من 540 صفحة. وجرى الإفراج عن سريته في آب من العام 2008. ونُشِرَ كاملاً في العام 2013.
ومن ضمن مراجعات ذلك التقرير، فصلٌ تحت عنوان: علاقة النظام العراقي بالنشاط الإرهابي السابق. ويميز نوعين من تلك العلاقة، الأولى هي توفير ملاذٍ آمنٍ في العراق لبعض العناصر المقربة من القاعدة. والثانية هي غض النظر عن نشاط وتواصل بعض الشخصيات العراقيَّة في الداخل مع شخصيات ترتبط بعلاقات معنويَّة ومباشرة بتنظيم القاعدة الإرهابي.
كما يؤشر التقرير رصد موقع في منطقة كردستان المسيطر عليها من قبل الأحزاب الكرديَّة تحتوي على مجموعة بين 100 - 200 عنصر من المجندين لحساب تنظيم عسكري مقرب من القاعدة.
لكنَّ التقرير يقول بوضوح: «ليس هناك ما يثبت وجود علاقة تنظيميَّة بين النظام العراقي وتنظيم القاعدة».
ويبني التقرير معلوماته على التالي:
التقارب بين منهج القاعدة والنظام العراقي في المصلحة السياسيَّة. ثم وجود معلومات لدى العراقيين عن عمل تنظيم القاعدة داخل العراق، وأخيراً ثبوت تواجد (ابو مصعب الزرقاوي) في بغداد خلال شهر آب من العام 2002.
ويكشف التقرير عن رسالة وجهها النظام السابق الى مجموعة أردنيَّة عاملة في تركيا وسوريا، تضم مجموعة من النشطاء الماليين الذين يدعمون القاعدة، بأنَّ هناك إمكانيَّة لتوفير معسكر لتنظيم القاعدة داخل العراق وبمساعدة النظام العراقي. الرسالة جرى تسليمها في 13 نيسان 1999، عبر وسيط هو شخصيَّة أردنية سبق أنْ التقت صدّام علناً عدّة مرات.
تقول الـCIA: إنها رصدت حواراً بين ممثلين عراقيين ودبلوماسي غربي استفهم منهم عن موقع الزرقاوي، وبعد استشارة صدام حصل على الرد بأنَّ العراقيين لا يعرفون موقعه. وتذهب تحليلات المخابرات المركزيَّة خلال التقرير الى أنَّ العراق كان يرغب في اختراق تنظيم القاعدة من خلال توفير ملاذٍ آمنٍ له في المنطقة الوعرة بين الحدود العراقيَّة والإيرانيَّة شمالاً.