التكافل الاجتماعي يوحّد قلوب المسلمين

منصة 2021/04/21
...

  سها الشيخلي
 
تعززت في شهر رمضان المبارك القيم الانسانية التي تعد من اولى مظاهر الدين الاسلامي 
عامة. 
ولعل التكافل الاجتماعي احد هذه  القيم الانسانية التي تعني  مراعاة الفقراء بتقديم ما يحتاجونه من مأكل وملبس، لكي يشعروا بأنهم جزء من هذا المجتمع الذي لم ينساهم في هذا الشهر 
الفضيل. 
ويتجلى في شهر رمضان المبارك توحد وتكاتف ويقظة ضمائر ابناء البلد الواحد في مراعاة أخوتهم الفقراء والمساكين. 
ففي اداء فريضة الصيام لا فرق بين غني وفقير كما هي في الصلاة يؤديها الجميع في وقت واحد، وللتكافل مظاهر كثيرة منها كفالة الايتام والفقراء والمساكين وكبار السن، وهي تؤكد تقديم المساعدة بكل انواعها والتي دعا لها الاسلام، وفي رمضان عندما يجوع ويعطش الغني سوف يتذكر ما يعانيه جاره الفقير في كل الاشهر، وليس في شهر رمضان المبارك لذلك فهذا الشهر هو شهر الخير والبركة وتوحد  قلوب المسلمين جميعا، كما اعتاد ابناء الحي الواحد تبادل مفردات موائد الافطار بين الجيران والاقارب وهذه الظاهرة متوارثة من زمن الاباء والاجداد، وهي تأكيد على حب الجار وصلة الارحام مع الاقارب.
وتقوم بعض الأسر مجتمعة بتجميع المساعدات المالية، لكي توزعها بين الفقراء والمحتاجين والايتام، وكذلك المواد الخاصة بمائدة الافطار وكسوة العيد للاسر المحتاجة والنازحة، ويعدُّ التكافل الاجتماعي من ابرز سمات المجتمع المتماسك. 
وشهر رمضان هو الفرصة الالهية لتعزيز الروابط الاجتماعية وتقويتها، فالشهر الكريم هو التحدي الكبير للارادة البشرية في الصيام وعمل الخير هو بذل المال لمن لا مال له. 
فهل ادرك الذين يكتنزون المال ان  لهم اخوة في الدين يعيشون الفقر والمجاعة، وان لهم حق في تلك الاموال كما قال الله عز وجل: "وفي اموالهم حق معلوم للسائل والمحروم".
ومن تعاليم ونظم الدين الاسلامي وهي ان الذي لا يستطيع الصيام فبإمكانه ان يطعم عددا محددا من الفقراء، كما إن من تعاليمه ايضا دفع مبلغ من المال أطلق عليها اسم (زكاة الفطرة) في اول يوم من أيام عيد الفطر للفقراء والمساكين لكي يفرح هؤلاء بالعيد، وهي جزء من مبدأ التكافل الاجتماعي الذي نادى به الاسلام، وتظهر جلية في شهر رمضان الذي سمي بشهر الخير والبركة اضافة الى التآزر والتكاتف بين ابناء الامة الاسلامية.