عادات وتقاليد مدينة النجف في رمضان

منصة 2021/04/23
...

  عبدالكريم الوائلي
 
شهر رمضان شهر مبارك ومقدس عند المسلمين كافة، ولهذا الشهر في نفوس الناس حب وتقدير. وقبل ان ينور هلاله الافق ببضعة ايام يستعد المسلمون لاستقباله، ويبتاعون ما يحتاجون من حاجات التي يرونها ضرورية. ويبدأ المؤذنون بترديد عبارات الترحيب بالشهر الكريم مثل قولهم: مرحبا مرحبا يا شهر رمضان.. وفي امسية الاستهلال يخرج الناس الى الاماكن المكشوفة او يصعدون فوق المباني العالية لرؤية الهلال، وتتكدس الجموع على أبواب بيوت المراجع الدينية، انتظارا لفتوى المجتهد بصحة الرؤية، ويحضر الذين رزقوا بقوة البصر وتمكنوا من رؤية الهلال للشهادة عند المراجع، على ان تتوفر فيهم العدالة. وتأتي برقيات واتصالات من داخل البلد وخارجه يؤيد أصحابها ثبوت الرؤية، وتعم الفرحة حين يعلن صحة رؤية الهلال على المنابر ومكبرات الصوت. يقول الاستاذ طالب علي الشرقي في كتابه (النجف الاشرف عاداتها وتقاليدها)، لليالي شهر رمضان في مدينة النجف الاشرف ادعية خاصة وأعمال تعبدية وصلوات. فمن تلك الادعية دعاء الافتتاح الذي يبدأ بعبارة (اللهم اني افتتح الثناء بحمدك)، ودعاء السحر الذي يبدأ بعبارة (اللهم اني اسألك من بهائك بابهاء)، وليالي القدر، ادعية كثيرة واعمال خاصة، منها قراءة سورة القدر الف مرة ورفع المصاحف على الرؤوس ودعاء (بك يا الله). ويكثر الناس من الصلاة والدعاء والاستغفار، وفي هذا الاثناء تكون الروضة الحيدرية مكتظة بالزائرين صغارا وكبارا من الصلاة والاستغفار. ثمة ملاحظة تظهر في هذا الشهر هي حب السهر وانتشار المجالس وتكثر مجالس التعزية الحسينية والندوات الادبية والمقاهي لا تغلق ابوابها ابدا، ويكثر فيها لعب المحيبس الذي ينتهي بتناول الزلابية والبقلاوة كرهان لهذه اللعبة. وقبل ساعات السحر من كل ليلة ينتشر المطبلون، فتراهم يجوبون ازقة البلدة وشوارعها لأجل ايقاظ النيام لتناول وجبة السحور، ويرددون بعض العبارات الخاصة منها (اكعدوا اتسحروا الساعة صارت الا ربع.. اكعدو تسحروا). وفي اواخر الليل قبل الفجر تملأ الجو اصوات التمجيد من على المآذن. وتمر في هذا الشهر مناسبات منها استشهاد الامام علي (ع) وليلة القدر، ففي ليلة النصف من رمضان تصادف ذكرى ولادة الامام السبط الامام الحسن بن علي المجتبى (ع) فيحتفل بها الناس. واعتاد الصبيان والاطفال للعشرة الثانية من هذا الشهر التجمع في الازقة والشوارع، حاملين الطبول ويجوبون اطراف البلدة ويقفون على ابواب البيوت وهم يرددون الاهازيج الخاصة بالمناسبة منها:
ماجينة يا ماجينه.. حل الجيس وانطينه
 يم فلان لاتبخلين.. وانطيج سبع بنين
 والبنين امعممين امتممين
وبعد صمت قصير يقول الاطفال (حس خالتي تكركعت مدري شعدها طلعت) وتقدم حلويات الزلابية والبقلاوة والكليجة، او بعض النقود. وبعد ان يتسلموا تلك الاشياء يقولون: (الله يخلي راعي الحوش امين.. بجاه الله واسماعيل امين)، وان لم يقدم لهم شيئا يقولون: (ياهل السطوح تنطونا لو نروح)، فاذا لم يسمعوا جوابا قالوا: (ذبوا علينا الماي يا بيت الفكر). وفي ليلة القدر 23 رمضان يهتم الناس باعداد انواع الاطعمة لوجبة طعام العشاء لذلك اليوم، ويسمى ذلك قدر الاموات، وابرز ما في ذلك الطعام لحم الدجاج ويوزعونه بين الجيران بغض النظر عن مستواهم المعاشي. ومنهم من يوزعه بين  الفقراء.