كابوس رسم خرائط منطقة كشمير

بانوراما 2021/04/25
...

  رايلي تشامبيان
  ترجمة: شيماء ميران
قبل وقوع الحرب العالمية الأولى لم تكن خطوط الحدود الدولية معروفة بالشكل الرسمي والسيادي الذي هي عليه في هذه الأيام، ومع ذلك دفعت مناطق الحدود أشكالا مختلفة من الآلام والمآسي وتركت الدماء آثارا كبيرة على بعضها قبل أن تأخذ شكلها الحالي. لقد قادت الخرائط الغامضة إلى سفك الدماء على الجبال القاسية والانهار الجليدية.
فحين كانت الهند البريطانية مقسمة إلى الهند وباكستان في العام 1947، ولم تكن سيادة الدولتين على جامو وكشمير، المنطقة التي تضم اليوم 180 مليون نسمة، محسومة بوضوح. ومنذ ذلك الحين، استولى كل من البلدين على التضاريس الجبلية الجليدية. وقد خلق النزاع على الحدود نزاعا جيوسياسيا في ساحة معركة على أعلى ارتفاع في العالم.
فإلى الشمال من خط حدود الهند وباكستان يقع اقليم كشمير وبعد إعلان استقلال البلدين، استولت كل منهما على الجزء القريب من الاقليم، فتمزق الى نصفين. وكانت الهند تدير المنطقة الجنوبية لخط السيطرة، بينما تسيطر باكستان على شمال غرب كشمير. ودخلت الصين على خط النزاع، لتقوم بالسيطرة على أجزاء من شرق كشمير والتي استولت عليها من الهند خلال حرب العام 1962.
 
خط هودجسون
كانت موافقة الهند وباكستان في العام 1949 على خط وقف إطلاق النار في كشمير، الاساس لخط السيطرة الذي اُنشئ سنة 1972، والذي يتوقف عند المنطقة غير المأهولة سابقا من نهر سياشين الجليدي، تاركا أراضي مفتوحة بالقرب من الحدود الصينية.
وفي العام 1968، أعاد روبرت هودجسون، الموظف المسؤول بوزارة الخارجية الأميركية عن متابعة الموضوع، رسم الخريطة لغلق هذه المنطقة. وأظهر الخط الذي وضعه منطقة سياشين وهي تحت سيطرة باكستان. لكن الهند رفضت هذه النسخة وقامت باحتلال النهر الجليدي خلال اشتباكات العام 1984.
 
خط الموقع الأرضي الفعلي
يمثل الخط التقريبي هذا الجبهة العسكرية بين الهند وباكستان الواقع شمال خط السيطرة. وتستخدم خرائط هيئة موقع ناشينوال جيغرافيك هذا الخط الواقعي، لأنه أفضل صورة يمكن أن تعكس الحقيقة على الارض. 
انشأت الهند وباكستان مراكز امامية وقواعد على طول سلسلة جبال سالتورو والأودية التي تقع تحتها، خصوصا قرب الطرق الرئيسة التي تمر بنهر سياشين الجليدي الخاضع لسيطرة الهند. وتستخدم هذه المواضع العسكرية المعارضة إلى جانب منصات طائرات الهليكوبتر والممرات وطرق العربات الثلجية وسلاح المدفعية المرئية في صور الأقمار الصناعية المتاحة للجميع لدعم دفاعاتها.
وتعد الإنهيارات الجليدية، وسرعة الرياح التي تصل إلى 120 ميل في الساعة، ودرجات الحرارة المنخفضة تحت 21 سليليزية تقريبا، فضلا عن «داء المرتفعات»، طبيعة قاسية أكثر فتكا من القتال، ما ادى إلى ارتفاع نسبة الوفيات إلى اكثر من 90 بالمئة، فكان يجب على الجنود مناوبة الخفارات باستمرار. وتراوحت حصيلة القتلى لدى كلا الجانبين من 2500 إلى 5000 قتيل. وأنفقت الهند من أجل الإمساك بالارض المرتفعة اكثر من مليون دولار يوميا.
وتظهر المواقع العسكرية الهندية والباكستانية في صور الأقمار الصناعية المتاحة للجمهور، وعندما قامت هيئة خرائط ناشينال جيغرافيك بتحليل صور ملتقطة لسلسلة سالتورو من العقدين الماضيين وجدت عدة أدلة على وجود أكثر من مئة موقع محتمل.
 
موقع ناشينال جيغرافيك