الذي يأتي أولاً دائماً

منصة 2021/04/25
...

قيس قاسم العجرش
 
محظوظة تلك الشعوب التي تحولت فيها الحكومات الى قضية ثانوية في حياتها، وتقدمت (حكومة الخدمات) لتكون هي صاحبة المقعد المقدم، وهي الأولويَّة في الاهتمام الشعبي ومعيار الرأي العام.
يتساءل صديق بشكل صادق، لماذا لا نسمع في الأخبار أسماء رؤساء الوزارات والرؤساء لدول كثيرة حول العالم.؟. بل إنَّ هناك من تلك الدول ما نجهل تماماً إنْ كانت ملكيَّة أم جمهوريَّة أم شيئاً آخر.
بالفعل انتقلت تلك الشعوب الى صيغة من صيغ العمل في الحياة بما يأخذها بعيداً عن الصراع السياسي، وربما يدخلها في صراعٍ آخر عنوانه لقمة العيش والبحث عن الفرص الشخصيَّة والجماعيَّة.
هذا التحول الأمنية، ليس سهلاً. وفي كثيرٍ من الأحيان يحتاج الى إجماعٍ على التخلي عن سببٍ من أسباب التأزيم التاريخي. تحوّل اجتماعي يأتي بالتعاضد والاقتناع، والاقتناع ليس مجانياً، وستبقى فئة مهمة من الناس ترى في الجانب الاعتباري والعقائدي في اختيار الحكومات أهمية تفوق أهمية الأداء المرتجى.
حكومة الخدمات ليست بدعة، إنها محرّكٌ حقيقيٌّ لطاقات المجتمع، شرط أنْ يرى أكثريَّة أفراد هذا المجتمع صدق التحرك وصميميَّة النوايا منذ البداية. الخدمات هي ليست ما يحصل المواطن عليه مجاناً فوزاً من المال العام، على نظرية (عصفور باليد..) الخدمات هي الخدمة المستدامة التي تؤمن استمراريتها بنفسها وبنظام نتيجة إسهام أكثريَّة المواطنين في احترام انسيابيتها.
ستستمر الكهرباء عندما ندفع الفواتير كاملة، وعندما نرى أنَّ فرض الفواتير هو عملية عادلة، وعندما نرى أنَّ أموال الفواتير تموّل فعلياً إنتاج الكهرباء، مثالاً لمعنى الخدمات المستدامة.
والحكومة التي تتمكن من صناعة هذا النظام العام، هي التي ستمتلك صولجان النجاح، أقول النجاح لأنَّ من المفترض أنْ تخلو كراسي الحكم من الصولجانات
 أصلاً.