أوقاف نينوى: استعدادات للشروع بإعمار الجوامع المهدَّمة

ريبورتاج 2021/04/27
...

  شروق ماهر 
 
مدير أوقاف نينوى ابو بكر كنعان قال لـ "الصباح" ان "الملاكات الهندسية في مديرية أوقاف نينوى شرعت باعادة اعمار الجوامع المهدمة من قبل عصابات داعش الارهابية بعموم أيمن الموصل والمدينة القديمة، فضلا عن اعمار الجوامع المهدمة والمساجد في الاقضية والنواحي في عموم المحافظة".
 
إعلان الأحياء
واضاف ابو بكر كنعان ان "حملة الاعمار ستكون ضمن مراحل مقسمة، اذ ستشمل المرحلة الاولى اعمار الجوامع الموزعة في مناطق الموصل القديمة، ومنها الزنجيلي، ومنطقة الشيخ فتحي، والميدان، والشهوان، والسرجخانة، والموصل الجديدة وجامع الاحياء وسط مركز الموصل، فضلا عن عدد من الجوامع المدمرة الاخرى في ايسر الموصل، اذ باشرت الملاكات باعمار الجوامع بالتعاون مع فرق هندسية من بلدية الموصل بعد انتهاء رفع الانقاض من هذه الجوامع منذ اكثر من عام".
 
375 جامعاً مدمراً
وسرد لنا كنعان عن هذا الدمار الذي طال بيوت الله والمساجد والاضرحة وغيرها، مبينا أن "مديرية اوقاف نينوى سجلت الان نحو 375 جامعا، مازالت مدمرة في عموم محافظة نينوى، بعد اعمار اكثر من 130 جامعا، في عموم الاقضية والنواحي منذ اعلان تحرير مدينة الموصل من قبضة داعش".
لافتا الى "ان نحو 127جامعا مهدما، مازالت قيد تنفيذ الاعمار في مدينة الموصل، وهي الحصة الاكبر من مجموع الجوامع المدمرة في محافظة نينوى".
هذا واقدمت عصابات داعش الارهابية خلال احتلالها لمدينة الموصل مركز محافظة نينوى في العاشر من حزيران عام 2014 على فعل اعمال اجرامية بحق المراقد الدينية من جوامع و كنائس  ومقامات أنبياء، فضلا عن قتل رجال دين مسلمين، والاعتداء على مراكز ورموز دين للطوائف الدينية الأخرى في محافظة نينوى، مع تفجير ابرز المعالم والمراقد واضرحة الانبياء مثل مرقد النبي يونس (ع)، والنبي جرجيس (ع) والنبي شيت (ع) ومقام الخضر وغيره من المقامات والرموز الدينية والمعالم، وكان اخرها جامع النوري الكبير ومئذنته منارة الحدباء وسط المدينة القديمة، اذ اقدمت عصابات داعش على تفجير الجامع قبيل تقدم القوات الامنية العراقية التي كانت تبعد نحو 50 مترا فقط عن الجامع الذي أعلنت منه عصابات داعش ما يسمى "الخلافة".
 
تبرعات
واوضح كنعان ان "هناك نحو 50 جامعا مدمرا تم اعمارها على يد الخيرين والمحسنين من الاسر الميسورة التي شاركت باعمار هذه الجوامع، من خلال تبرعات وتخصيصات مالية قدمتها، لاحياء المراقد والجوامع الدينية في عموم ايمن الموصل والموصل القديمة".
وقال عبد العزيز النعيمي (61عاما) صاحب فكرة  حملة اعمار الجوامع بالموصل القديمة، انه "اقدم على جمع تبرعات مالية من الميسورين لاعمار اكثر من 50 جامعا مدمرا في ايمن الموصل والقديمة، وذلك للاسراع في اعمار بيوت الله المدمرة، وبدأت هذه الحملة منذ عام 2017 اي بعد انتهاء العمليات العسكرية لتحرير الموصل".
وبين النعيمي بان "هناك حملات اخرى للتطوع والتبرع لاعمار جوامع مشابهة ايضا، من قبل الخيرين والميسورين في ايسر الموصل وبعض الاقضية والنواحي الاخرى".
 
قيد التنفيذ
من جانبها اعلنت مجددا مديرية اوقاف نينوى عن استعدادها الكامل لاعمار جامع وضريح النبي يونس(ع)، والواقع على تل التوبة بايسر الموصل، بعد أن طالته الايادي الجبانة وفجرته مع المرقد والضريح  في منتصف عام 2015 خلال سيطرتها على مدينة الموصل، لكنها قالت ان تعاقد هيئة الآثار مع شركة أجنبية للتنقيب يحول دون تنفيذ المشروع.
وكشف ابو بكر كنعان مدير اوقاف نينوى عن وجود معرقلات امام الشروع والبدء باعمار جامع وضريح النبي يونس عليه السلام.
مشيرا الى أن "مديرية اوقاف نينوى كانت قد شرعت بوضع الحجر الاساس للبدء باعماره مع ديوان الوقف السني في السنوات الاولى من تحرير مدينة الموصل، لكن هناك تدخلا كبيرا للاسف من قبل هيئة الآثار بعد تعاقدها مع احدى الشركات الاجنبية من اجل التنقيب عن الآثار، وهو سبب رئيس جعلنا نعمل على ايقاف العمل والاعمار في الجامع والضريح في حينها".
واضاف كنعان ان "هناك تعاقدا من قبل هيئة الآثار مع الشركة الاجنبية لمدة لا تقل عن خمس سنوات، من اجل التنقيب تحت الارض في تل التوبة، حيث يقع الضريح والجامع شمال شرق الموصل".
واكد ان "اوقاف نينوى وديوان الوقف السني مستعدان للبدء باعمار الجامع والضريح، لكن هناك اسبابا تبعدنا عن الشروع باعمار الجامع والمرقد من قبل آثار نينوى".
مبيناً بانه "في حال انتهاء عقد الآثار ومنحنا الضوء الاخضر، سنبدأ باعمار الضريح والجامع سريعا، وذلك لاعادة المعالم الدينية والتاريخية في المحافظة".