الإمام الحسن «ع» وآراء الكتاب العرب والمعاصرين

منصة 2021/04/28
...

  صباح محسن كاظم
 
السيرة العطرة لأئمة الهدى لها إشراقتها العلميَّة، والروحيَّة، وسحر تأثيرها رغم مرور الأزمنة، للسجايا التي ميزتهم، فالحلم والكرم والبذل والعطاء والجود والسخاء من شمائل الإمام الحسن المجتبى «عليه السلام»، والجواب عن سؤال جوهري لماذا يتأثر العلماء والكتاب من جميع العقائد والأديان بهم: إنَّ مزايا ومناقب وفضائل النبي وآله من سنخ واحد، نسخ متعدده للكرم النبوي المحمدي، تعلموا هممهم بالعطاء، كما مضوا على طريق الحق بالتوحيد، والإخلاص الالهي والبذل في سبيل الله.ترفعوا عن البخل، الشح، اللوم، الخيانة تلك صفات كل أعدائهم.
النبي وآله جبلوا على التصدق للفقراء والمساكين والرأفة بالمجتمع. من سوء الأقدار كان كلما يولد للنبي محمد «ص» كل مولود يتوفى إبراهيم – القاسم – عبد الله، لذلك حينما ولد الحسن فرح فرحاً من روحه وقلبه وعقله ووجدانه.
1 - يذكر علي بن الحسين – ع - قال: لما ولدت فاطمة الحسن قالت لعلي (عليه السلام) سمّه، فقال: ما كنت لأسبق باسمه رسول الله، فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخرج إليه في خرقة صفراء فقال: ألم أنهكم أنْ تلفّوه في خرقة صفراء؟! ثم رمى بها وأخذ خرقة بيضاء فلفّه فيها، ثم قال لعلي (عليه السلام): هل سميته؟
فقال: ما كنت لأسبقك باسمه، فقال (صلى الله عليه وآله): وما كنت لأسبق باسمه ربي عزّ وجل.
فأوحى الله تبارك وتعالى الى جبرئيل انه قد ولد لمحمد ابن، فاهبط فاقرئه السلام وهنّئه وقل له: إنَّ علياً منك بمنزلة هارون من موسى، فسمّه باسم ابن هارون، فهبط جبرئيل (عليه السلام) فهنأه من الله عزّ وجلّ ثم قال: إنَّ الله تبارك وتعالى يأمرك أنْ تسميه باسم ابن هارون، قال: وما كان اسمه؟ قال: شبَّر، قال: لساني عربي، قال: سمه الحسن، فسمّاه الحسن.
وقال رسول الله (ص):
2 - الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة، وأبوهما خير منهما، كل مصادر الصحاح وجميع المؤرخين أكدوا عناية المصطفى بحفيده الأكبر القريب من صدره وأحضانه، وكانت من ألقابه عليه السلام: (التقي، الطيب، الزكي، السيد، السبط، الولي، الوزير، القائم، الحجة، الأمين، البر، الأثير، السبط الأول، والزاهد). ونقش خاتمه: العزة لله. عُرّف بالجواد لكرمه حتى أنه يخاطب كل محتاج يقدم عليه بالقول: «خط حاجتك على الأرض وانصرف، هذا الأسلوب التربويّ المُهذب يريد ألا يرى ذل السؤال بوجه السائل، كان العون لوالده أمير المؤمنين ولأمه سيدة نساء العالمين.
يروى أنه كان يلعب مع شقيقه الحسين على ظهر النبي وهو يصلي فسأل الخليفة أبو بكر الصديق الرسول عن ذلك، قال: نعم الراكبان هما وأبوهما خير منهما، أسهم مع أبيه بالسلم والحرب كان ساعده الأيمن بمقاتلة الناكثين والقاسطين وله دوره الكبير في معركة صفين والجمل، والسؤال الذي أجاب عنه العلماء يكف يصالح معاوية؟ فقد أراد درء الفتنة بالسلام والصلح وحقن دماء المسلمين باشتراط عودة الخلافة للحسين لكنَّ معاوية نكث بالأمر خلف ابنه وجرت الدماء بواقعة الطف الأليمة بعد الصراع الدموي بين فسطاط الحق والباطل.
في كتاب الدكتور «حيدر محسن بندر العبودي» الإمام الحسن وآراء الكتاب العرب المعاصرين/ إصدار العتبة الحسينية/ 328 صفحة تناول المؤلف بأربعة فصول السيرة العطرة للإمام الحسن «ع» اسمه نسبه وولادته الميمونة وكناه ونشأته وأخلاقه وزهده.
أما الفصل الثاني فتطرق لدوره السياسي والعسكري حتى خلافته، بينما أبحر بالفصل الثالث بأشرعة بأمواج متلاطمة عاتية من الأحداث كشهادة أمير المؤمنين الإمام علي «ع» وتناول قضايا مفصليَّة في التاريخ، بينما خصص فصله الرابع والأخير الى صلح الإمام الحسن «ع» والعودة من العراق الى المدينة، تضمن وثيقة الصلح والأسباب التي دفعت الإمام الى قبوله.
يؤكد الدكتور العبودي رأي الباحث المسيحي راجي أنور 3 - إذ قال: (إنَّ للإمام عليِّ عليه السلام مكانةً ساميةً تعجز العقول عن فهم حقيقتها وبلوغ معارفها).
ويؤكد كاتبٌ آخر فؤاد الأحمد
4 - وجهة نظره: (في السنة الثالثة للهجرة في النصف من شهر رمضان جاء الوعد الإلهي بان ولد الإمام الحسن عليه السلام ممّا بعث في نفس رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم تباشير الفرح والسرور بأنْ حقق الله عزَّ وجلّ وعده وبأنْ ردَّ كيد الأعداء من مشركي مكة).
لقد كان المجتبى محط احترام من كل صحابة رسول الله، لذا تناول مناقبه من خلال كتاب السيّر من المؤرخين، أو الكتاب المعاصرين في كناه، وألقابه وصفاته، فقد كتب حسن كامل الملطاوي
5 - : (كان يلقب: التقي والطيب والزكي والولي والسبط والسيد والسبط).
هذا السِفر التاريخي بذل فيه الدكتور حيدر محسن العبودي الجهد العلمي الرصين بحسن المزاوجة بين المصادر الجذور وبين الكتاب المعاصرين، لينفع المكتبة العربيَّة.
1 - المجلسي بحار الانوار، ج 43: ، ب 11، ص238
2 - نفس المصدر: ج43: ص263
3 - الامام علي في الفكر المسيحي المعاصر، ط1، دار العلوم، بيروت، 2007/ ص80 
4 - الإمام الحسن القائد والتاريخ، ط1، دار البيان العربي، بيروت 1991 ص5 5- خامس الخلفاء الراشدين الإمام الحسن بن علي (رض)، حياة الامام الحسن بن علي، وزارة الاوقاف، القاهرة، ج1، ص