المصممة العراقية العالمية هناء صادق تمكنت من أن تصنع بصمتها الخاصة في عالم الأزياء التراثية من خلال تعاملها مع القماش على أنه لوحة فنية، وتحوله لثوب يحكي قصة شرقية مطرزة بتصميم يمزج بين ما وصل لنا من تراثنا العريق وبين اللمسات العصرية المطورة والجميلة، وأقامت عروض أزياء في عمان ونابولي وبيروت ودبي.
ولدت الفنانة هناء صادق في مدينة بغداد لاسرة عراقية تعشق التراث في بيت بغدادي ينطق بروح التراث، وقامت بتأليف كتاب (الأزياء والحلي العربية من المغرب الى اليمن)، منجز بثلاث لغات، عربية وانكليزية وفرنسية، فتم تكريمها من منظمة اليونسكو في فرنسا على مسيرتها، كونها اول امرأة عربية عملت دراسات عن التراث العربي.
* ماذا يعني لك عالم التصميم، هل هو شغف او تعبير عن الفن؟.
- عالم تصميم الازياء بالنسبة لي هو فن تشكيلي ورسم لوحة لتجميل المرأة، وليس لتجميل الجدار.
* هل هناك مدارس خاصة بالتصميم، وماهي فلسفتك الشخصية في تصميم الازياء؟.
- اكيد توجد مدارس لتعليم تصميم الازياء في جميع انحاء العالم، وفلسفتي هي عمل تصميم يلائم مواصفات وتفاصيل كل انثى على حدة، ليزيدها ثقة بنفسها حتى تكون متفردة، وما اطمح له أن أوصل كلمة لكل الشباب والهواة بأن النجاح ليس شرطا أن يأتي من الدراسة، ولكن هناك أشياء أخرى يمكن أن تحقق لنا نجاحاً أكبر بالحياة.
* هل تستهويك الأزياء التقليدية او انك تواكبين الموضة مع اضافة بعض الرتوش؟.
- يستهويني في الملبوس التراثي فن التفاصيل، في تزويق القطعة وليست القصة فقط، ولا اواكب الموضة بل اصنعها، وفي هذا الإطار اكدت صادق أن جهودها كانت منصبة على حماية هذا التراث الجميل من الاندثار ونشر الثقافة لدى السيدات بضرورة ارتداء هذه القطع التراثية في المناسبات وفي نشاطات الحياة الاعتيادية من خلال إعداد قطع عصرية تناسب جميع الأعمار وجميع المناسبات والأنشطة اليومية.
*كيف توظفين التراث الشعبي في تصاميمك؟.
- التراث العربي في الازياء غني جدا وربما احتاج الى عمر ثانٍ، ليكون عندي وقت كافٍ، لكي اغوص في تفاصيله واتصيد جمالياته في تصاميمي، والمعروف عني في كل اسفاري اني اشتري قطعا تراثية واحتفظ بها خوفا عليها من الانقراض، كما انني معجبة بالحرف العربي وادخلته في عدد من تصاميمي فالحرف العربي بأبسط اشكاله قصة ابداع لا تنتهي، وله طاقة متجددة، استعملته برسوماتي، كالفنانين التشكيليين، ثم اعجبني استعماله بشكل تجريدي، احيانا بالتطريز وبشتى انواعه، الكوفي، والثلث، والقيرواني.
* (الأقمشة النبيلة) طاقة ايجابية، ماذا تقصدين بهذه العبارة؟.
- جملة الاقمشة النبيلة اصر عليها والمقصود القطن والكتان والحرير والصوف، يعني مواد نباتية او حيوانية، وكونها من الطبيعة فهي تعطي طاقة ايجابية لجسم الانسان بعكس البترولية او الاصطناعية التي تضعف طاقاته وتسبب الامراض الجلدية والحساسية على المدى البعيد.
* نصيحتك للشابات والمهتمات بمجال فن التصميم؟.
- عبر مسيرتي في هذا المجال الممتع كنت حريصة للحفاظ على التراث الخاص بالأزياء في المنطقة العربية، مؤكدة حماسي المستمر في ايصال أفكاري لجيل الشابات من خلال التدريب على تصميم وحياكة وتطريز الازياء التراثية إلى جانب التشجيع على ارتدائها من قبل الفتيات الشابات وإدخالها في تفاصيل أنشطتهن اليومية.
* كيف تصفين أزياء المرأة العصرية حالياً؟.
- المرأة العصرية معناها المتطورة في وعيها والمتنورة في فكرها،
وليست متخلفة وسطحية في معاصرتها بعبارة اخرى انها بدأت تفهم عمق تراثها ومدى تأثيره في حياتها وثقافتها، والملاحظ على تصاميمي هي لمسة الانوثة العربية في كل قطعة، وانا أحب ارتداء أزيائي، لأن فيها لمسة خاصة بين الفولكلورية والغربية.
* ماهي مشاركاتك المحلية والعربية والعالمية؟.
- لدي مشاركات مهمة من خلال تصاميمي في عدد من البرامج التراثية والمسلسلات البدوية، إضافة إلى إقامة عروض للأزياء في حوالي 28 دولة حول العالم، اسهمت من خلالها بنشر الثقافة والتراث العربي الخاص بملابس
النساء.
وتلقى تصاميمي الإعجاب والتقدير من العاملين في مجال الأزياء في الدول الأجنبية، اذ استطعت أن احرز إحدى الجوائز المهمة في أوروبا، وأكد الحكام الذين منحوني الجائزة بانني استحق هذا التكريم والفوز نظرا لقدرتي على إظهار أنوثة وجمال المرأة من دون أن تكشف عن مفاتنها، وان عملي بالتصميم والتسويق كان يعتمد دائما على وجود نساء حرفيات مبدعات استطعن أن يعملن ويسهمن في إعالة اسرهن، وانا فخورة بهذا البعد الإنساني لعملي هذا على مدار عشرات السنوات.