عالم اجتماع وفيلسوف ألماني (91 عاماً). أهم ما تمكن منه في كتاباته هو عصرنة الربط بين النظريات الأخلاقيَّة التقليديَّة والأطاريح السياسية الراهنة والمعاصرة في مرحلة الحداثة وما بعدها.

كتاباه (نظرية الفعل التواصلي)، و(التحولات البنيويَّة)، يعدّان بازغة أطروحته المستقلة عن انتهاج أسلوب النقد التقليدي لكتابات هيغل وماركس.

افترض هابرماس في طروحاته فرضية مفادها أنَّ العمل ووقائعه الملموسة هو الفئة الأساسية لإدراك الإمكانات البشرية، وأن حرية الإنسان يمكن تصورها بشكل ذي مغزى بوصفها تحرُّرا لقوى الإنتاج وتحولا لعلاقات الإنتاج. اهتم هابرماس بدراسة نموذج البراغماتية الأميركية وخاصة في التعامل مع وسائل الإنتاج. وتتسم طروحاته بأنه يؤمن بدور الإصلاح في مقابل الدور التاريخي القوي والذي يبدو حتمياً في الأفكار.

في النظرية الاجتماعية، طرح هابرماس إشكالية أسماها (فهم المغزى). وهي تضاد واضح مع محاولات الاجتماعيين صوغ العلاقات بين الأنساق الاجتماعية في قوانين محددة. بل إنه طرح سؤالاً عميقاً يتعلق بإمكانية وجود نظام اجتماعي من الأصل. 

أعمال هابرماس لا تحمل مداليل معتمدة أكاديمياً بشكلٍ كبير، لكنه تعرض بشجاعة لنقد عقود طويلة من التي دأب الباحثون والفلاسفة المعاصرون على تسميتها بـ»عقود الحداثة».