لكن هذا لا يمنع ان يكون الفيلم الروائي الأخير ليحيى فائق، يمتلك دلالة الريادة والجرأة، اذ تضمن الفيلم اول قبلة في تاريخ السينما العراقية في مشهد جمع بين هيفاء حسين وخالد البارودي، وقد عانى المخرج كثيرا في تنفيذ هذا المشهد، فقد استغرق تنفيذه ساعات طويلة بسبب تردد هيفاء حسين وعدم تفاعلها مع خالد البارودي، على الرغم من عدم تطابق شفاههما، والطريف ان هذه القبلة كانت سببا في شهرة هيفاء حسين والفيلم معا، تعرض الفيلم لهجوم نقدي عنيف، لاسيما ما كتبه سامي عبد الحميد ويوسف العاني، اذ اعتبرا الفيلم الذي تضمن مشهد رقص غجري" كاولية"، متهافتا ومثيرا للغرائز، ومن المفارقات الأخرى ان الممثل الأول خالد البارودي وأسمه الحقيقي طه فائق شقيق المخرج، وكان طه ناشطا في التنظيمات النقابية ومعارضا للنظام الملكي وخلال تصوير الفيلم كان هنالك أمر بإلقاء القبض عليه، ولهذا استخدم اسم خالد البارودي، وبعد انتهاء تصوير الفيلم خرج طه من العراق هارباً من ملاحقة النظام واستقر في ألمانيا الشرقية.
وشارك في تمثيل "وردة" نجوم المسرح آنذاك، منهم: فوزي محسن الأمين وعبد المنعم الدوري وقدري الرومي...فضلا عن عدد من الوجوه الجديدة مثل هيفاء حسين وخالد البارودي ومهند الأنصاري، والطفل علاء فائق (المخرج المسرحي المقيم في اميركا حاليا) الذي شارك في ثلاثة مشاهد، ويتميز الفيلم بالموسيقى التصويرية، التي وضعها منير بشير للفيلم، وكذلك أغاني حضيري أبو عزيز وداخل حسن وزهور حسين ووحيدة خليل، أما هيفاء حسين فلم تغني، اذ لم تحترف الغناء بعد.
و"وردة " من انتاج اسماعيل شريف، وقد تم طبع بوستر الفيلم في مطبعة الرغائب في القاهرة، بحجم 120 سم طول وعرض 90 سم، وبحسب ما قاله المخرج المسرحي د. علاء فائق لـ "سينما" عبر شبكة التواصل الاجتماعي، فإنه كسب ود الجمهور عند ظهوره في مشهدين بصحبة كلب صغير، وكان عمره لا يتجاوز الخمس سنوات، وحصل على أجر قدره عشرة دنانير.