لمياء نعمان
لم أكن أعلم أن لتلك المشتريات والأطعمة والأغراض والحاجيات هي للمحتاجين وللذين لا يمتلكون القدرة لشرائها, وعادة ما يتم وضعها في سلال بآخر رواق المحال والسوبر ماركت حتى لا يتم إحراج المحتاج من أخذ حاجته منها، هذا ما شاهدته في بعض محال مدينة لانسنغ/ ميشغان, والناس اعتادت بأن تضع بعض ما يزيد عن حاجتها في تلك السلال البسيطة والتي كتب فوقها " خذ.. هي لك".
في المانيا يبادر بعض المواطنين بوضع اكياس من الطعام والمعلبات والماء والرغيف والفواكه على طول بعض الطرقات في المدن، ليتسنى للمحتاجين والذي لا يمكنهم شراء طعامهم من أخذ ما يحتاجونه من تلك الحاجيات، خاصة أن الأوضاع في أوروبا صعبة على المواطنين بسبب الحظر والبطالة والجائحة.
أيضا هناك الكثير من المتبرعين للكنائس ودور الرعاية للمسنين والاطفال، يتبرعون بالمال والطعام والملابس عن طريق هذه المنافذ. ودور هذه المنافذ توزيع ما تراه مناسبا للأسر والأفراد بشكل سلة غذائية وملابس وحتى نقود، وهي مهمة في مساعدة الناس الذين لا حول لهم في مواجهة صعوبة الحياة.
ولم أنس ما رأيت في لانسنغ، باصات كبيرة تقف يوميا امام المدارس التي خلت من طلبتها، توزع إكياس الطعام بعد دعوة الطلبة وأهاليهم للحصول على وجبات طعام بسبب الحظر والجائحة وقلة الموارد المالية للأسر، وللأسف الشديد نرى المطاعم الكبيرة والصغيرة هنا في بغداد وحتى المحافظات ترمي الطعام المتبقي من زبائنها في القمامة، وبدلا من ذلك يمكنها تصنيف الزائد وترتيبه ووضعه في إكياس، ليأخذها المحتاج وهي وجبات كافية للأسر المتعففة، علما ان تلك الأسر والأرامل واليتامى هم بأمس الحاجة حتى لرغيف الخبز، فكيف بأطعمة لذيذة تزيد عن حاجة رواد المطاعم.
ويمكن لأصحاب المحال والخضراوات والسوبر ماركت من تخصيص حيز من اماكنهم، لوضع ما لا يحتاجه المتبضع من أغراض مهما كانت بسيطة في سلة يأخذ منها المحتاج للتخفيف عن كاهله وإيجاد حلول ولو مؤقتة لوضعه المعاشي، لنجعل هذه المبادرات الانسانية صفة لأخلاقنا كمسلمين وأن نكترث لأهلنا وناسنا الفقراء، ويجب ألا تكون مساعدتنا لهم في الشهر الفضيل فقط بل في كل الاوقات من حياتنا, وأن لم نتمكن من دفع المال للفقراء ومساعدتهم في مواجهة ظروفهم, علينا بمثل هذه المبادرات الانسانية ومساعدتهم وبأي طريقة حتى يفرحوا بما يأتي لهم من خير.. هكذا يعلمنا ديننا الحنيف.