عيد الفطر.. بين تخفيف الإجراءات وحظر التجوال
منصة
2021/05/12
+A
-A
بغداد: أ ف ب
يهل عيد الفطر مع استمرار جائحة كورونا للعام الثاني على التوالي، ما دفع بعض الدول العربية إلى اتخاذ إجراءات مشددة لمنع التجمعات، وصل إلى حظر تجول شامل، للحد من انتشار الفيروس خاصة مع تزايد الإصابات في الموجة الثالثة.
بينما حظر العراق التجول أثناء عيد الفطر، شددت مصر القيود، بينما خفف الأردن إجراءاته، ووسعت السعودية إقامة صلاة العيد.
قبل انتهاء رمضان بيوم واحد، يعيش العراقيون تحت قرار الحظر الكلي للتجول لمدة عشرة أيام، بحسب ما أعلن مجلس الوزراء الخميس الماضي.
ونص القرار الذي نشرته وكالة الأنباء العراقية «واع»، على غلق الأسواق التجاريَّة، والمطاعم، والمقاهي، ودور السينما، والمتنزهات، وقاعات المناسبات والأعراس، والمسابح وغيرها».
واستثنى مجلس الوزراء من الحظر «الفئات الواجب تحركها خلال أيام الحظر الشامل (منسوبو وزارة الصحة، والقوات الأمنية، والدوائر الخدمية، الإعلامين والفلاحون)، فضلاً عن الصيدليات ومحال بيع المواد الغذائيَّة ومحال الفواكه والخضراوات والأفران والسماح لهم بممارسة عملهم لغاية الساعة السابعة مساءً».
وشددت السلطات على منع إقامة التجمعات البشرية بمختلف أنواعها، وإيقاف التعليم الحضوري في المدارس والمعاهد والكليات وجعله إلكترونياً عن بعد، مع استمرار سريان قرار اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية المتضمن استثناء المراحل المنتهية حصراً، ولكليات الطب البشري، وطب الأسنان، والتمريض بالدراسة الحضورية (العملي) ليومين في الأسبوع فقط».
لا خروج ولا احتفالات
وعبّر تونسيون عن احتجاجهم ورفضهم تدابير الإغلاق، أول أيام الحجر الصحي الشامل الذي أقرته السلطات لمكافحة تفشي وباء (كوفيد – 19) والذي يأتي في الأيام الأخيرة قبل حلول عيد الفطر.
وأعلنت الحكومة التونسية ، فرض إغلاق تام في البلاد طوال أسبوع عيد الفطر لمكافحة عودة انتشار فيروس كورونا محذرة من أن القطاع الصحي مهدد «بالانهيار».
وفي شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة أغلقت جميع المحال أبوابها كما في المدينة العتيقة حيث تتركز المحلات السياحية.
وقام عشرات من سائقي سيارات الأجرة بالتجمع في أحد شوارع العاصمة احتجاجا على قرار منعهم من العمل وصرخ أحدهم «يا حكومة ليس لنا مال للعيش. لن نقبل الجلوس في المنزل»، بحسب مراسل فرانس برس.
وأغلقت قوات الأمن السوق المركزي بالعاصمة صباح الأحد وسط تذمر بضع عشرات من الأشخاص الذين يودون شراء المواد الغذائية والخضروات.
ويحظر التنقل طوال فترة الحجر ما عدا في الحالات القصوى، وتغلق دور العبادة ويمنع التنقل بين المحافظات.
كما حظرت الاحتفالات والتجمعات بدءاً من الأحد والخروج من البيوت لن يكون مسموحاً به الا للحالات الضرورية.
وتسجل تونس منذ مطلع نيسان ارتفاعا في عدد الإصابات بالفيروس في البلد الذي يعد نحو 12 مليون نسمة، مع عشرات الوفيات وأكثر من ألف إصابة يومياً. وسجلت في تونس إجمالاً 11,350 وفيات بالوباء ونحو 320 ألف إصابة.
وتشهد مستشفيات حكومية في المحافظات الكبرى اكتظاظا، وبلغت أقسام الانعاش والأكسيجين في بعضها الطاقة القصوى.
ويعالج أكثر من 500 شخص داخل أقسام العناية المركزة وهذا رقم غير مسبوق منذ بداية الجائحة في مارس 2020.
مصر.. تشديد القيود
قررت السلطات المصرية فرض قيود احترازية في إطار مكافحة تفشي وباء (كوفيد – 19) تزامناً مع اقتراب عطلة عيد الفطر، تقضي بإغلاق المحال والمراكز التجارية والمنشآت الترفيهية في وقت مبكر من المساء أمام المواطنين.
وحددت الحكومة مواعيد غلق جميع المنشآت التجارية والترفيهية والمطاعم والمقاهي وغيرها من أماكن تجمعات المواطنين في التاسعة مساء.
وسوف يقتصر نشاط المطاعم ومحال المأكولات، بعد الموعد المحدد، على توصيل الطلبات للمنازل.
كما تم حظر الفعاليات أو المؤتمرات أو الأحداث الفنية المقرر لها الانعقاد خلال فترة الأسبوعين. وقال رئيس الحكومة إن «عدم الاكتراث» من جانب البعض هو ما دفع السلطات لاتخاذ هذه التدابير.
وأضاف: «اليوم نحن موجودون بينما يطلق عليه الموجة الثالثة من جائحة كورونا والتي تتسم بتزايد الأعداد بصورة كبيرة جدا».
وكشف أنه تم فرض غرامة تعادل 50 جنيها (3,19$) على 1,7 مليون شخص حتى الآن بسبب مخالفات عدم ارتداء الكمامات، فضلا عن مصادرة السلطات لمئات الآلاف من «الشيشة» (الأرجيلة).
وأعلن مدبولي عن عطلة عيد الفطر في مصر لتكون بين 12 و16 أيار، على أن تغلق الحدائق والمتنزهات والشواطئ العامة خلال هذه الأيام.
وبدأ تنفيذ هذه الإجراءات من الخميس الماضي وتستمر حتى 21 مايو الجاري.
لبنان.. حظر تجول تام
كما كان الحال في عيد الفصح، قرّرت الحكومة اللبنانية، إغلاق البلاد وفرض حظر تجول تام خلال عيد الفطر، في محاولة للحدّ من ارتفاع اصابات فيروس كورونا.
ويخشى المسؤولون من تكرار سيناريو أعياد نهاية العام، حيث أدّت التجمعات الأسرية وفتح المطاعم والمقاهي بارتفاع قياسي في الإصابات والوفيات. وتخطت مستشفيات رئيسة طاقتها الاستيعابية واضطر مصابون للانتظار في أقسام الطوارئ أو تلقي العلاج داخل سياراتهم.
ومنذ بدء تفشي الوباء، سجّل لبنان 532 ألف إصابة بينها 7486حالة وفاة على الأقل.
وكان المجلس الأعلى للدفاع، قد قرر تمديد حالة التعبئة العامة حتى نهاية سبتمبر.
الأردن.. تخفيف الحظر
من جهتها، قررت السلطات الأردنية، تخفيف ساعات حظر التجول الليلي اعتبارا من أول أيام عيد الفطر بعد انخفاض أعداد الإصابات بفيروس كورونا.
وقال بيان حكومي إن «رئيس الوزراء بشر الخصاونة أصدر، الأحد، بلاغًا تمّ بموجبه تقليص ساعات الحظر الليلي اعتبارًا من أول أيام عيد الفطر السعيد». وبحسب البيان ستصبح ساعات حظر التجول من الحادية عشرة مساء حتى السادسة صباحًا لجميع أيام الأسبوع بدلاً من السابعة مساء حتى الساعة السادسة صباحا المعمول به حاليا.
وأوضح البيان أن «تقليص ساعات الحظر الليلي يأتي في إطار الإجراءات التخفيفية والتدريجية الآمنة التي تتخذها الحكومة وفقًا لتطورات الوضع الوبائي».
وتراجعت أعداد الإصابات بفيروس كورونا في الأردن خلال الأسابيع القليلة الماضية وسُجلت الأحد 743 إصابة و16 وفاة بعد أن كانت بلغت أرقاما قياسية في آذار الماضي ووصلت إلى أكثر من تسعة آلاف إصابة وأكثر من 100 وفاة في 22 آذار.
وفي الإجمال سجل الأردن نحو 720 الف إصابة بفيروس كورونا و9092 وفاة.
وقررت الحكومة في 28 نيسان إلغاء حظر التجول أيام الجمعة.
وتجاوز عدد الأشخاص الذين تلقوا اللقاح حتى الآن مليونا.
واتخذ الأردن، منذ آذار من العام الماضي، جملة من الإجراءات للحد من تفشي الوباء في البلاد حيث أغلقت الجامعات والمدارس وتم اعتماد التعليم عن بعد لمعظم المراحل التعليمية، بينما حظرت حفلات الزفاف ومجالس العزاء.
السعودية.. توسع في صلاة العيد
قررت السلطات السعودية إقامة صلاة العيد في جميع مناطق المملكة، لكنها وجهت بالتوسع في أماكن إقامتها في جميع مصليات الأعياد لتشمل الجوامع والمساجد الإضافية التي تقام فيها صلاة الجمعة.
وشددت وزارة التجارة، على أهمية الرقابة بشكل صارم على الأسواق التجارية والمراكز والمنشآت التجارية بمختلف مناطق المملكة لتطبيق الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا.
ودعت الوزارة عموم المستهلكين إلى أخذ الحيطة والحرص على عدم التوجه لأي منشآت تجارية تشهد ازدحاماً، وتطبيق جميع الإجراءات الصحية وبالأخص لبس الكمامة والتباعد والتعقيم ونظافة اليدين. ونصحت باختيار الأوقات المناسبة لتسوق مستلزمات عيد الفطر المبارك «خارج أوقات الذروة والتي تمتد من التاسعة ليلاً حتى الثانية صباحًا»، أو من خلال مواقع التجارة الإلكترونية الموثوقة.