اعداد: اسرة ومجتمع
الطفل بطيء التعلم أو «المتعلم البطيء» هو مصطلح يُستخدم لوصف الطالب الذي يعاني من صعوبة فهم المعلومة التي يتلقاها، وبطئه في اكتساب المهارات الأكاديمية اللازمة نسبة لأقرانه من العمر نفسه، إذ إنه يحتاج إلى المزيد من الوقت والمزيد من التكرار والكثير من الطرق الفعالة من قبل المعلمين، ليتمكن من تلقي المعلومة وفهمها، وبالطبع لا يستوفي المتعلم البطيء معايير الإعاقة الذهنية، بالتالي لا يمكننا أن ندعوه بالمتخلف عقلياً، إذ إنه يتمتع بحياة طبيعية خارج نطاق مدرسته، مع ذلك فإن موضوع الدراسة يشكل تحدياً بالنسبة له.
ويمكن ملاحظة الكثير من الاعراض من خلال والديه وكذلك معلم المدرسة، كتأخر النطق مع وجود مشكلات لغوية وأساليب نطق غير مفهومة، ما يؤدي إلى التأخر في التطور اللغوي لديه، كما أنه قد يعاني من ضعفٍ في الذاكرة، إذ إنه سيحتاج إلى عددٍ من الجلسات المتكررة لتعلم شيء ما. اعراض اجتماعية لبطء التعلم تتمثل بميل الطفل لمرافقة الأطفال الأصغر سناً منه، وتجنبه للتعامل مع أقرانه في العمر، وغالباً ما يتم تصنيف هؤلاء الأطفال على أنهم انطوائيون نظراً لعدم قدرتهم على التواصل مع أقرانهم، كما أنه من المحتمل أن يكونوا هادئين ومتحفظين في طباعهم. وقد تظهر على الطفل أعراض عدوانية وأعراض عاطفية أخرى، إذ إنه لن يكون حازماً في ضبط مشاعره كمشاعر القلق، التي ستنتابه على أبسط المشكلات وأصغرها والاكتئاب، بسبب أي نكسة أو موقف صعب، ومن المحتمل أن يواجه طفلك مشكلات في احترام ذاته وثقته بنفسه، كما أنه سيكون عرضة لعدم الاستقرار العاطفي في المستقبل وعندما يصبح شخصاً بالغاً. وصعوبات في عملية التعلم، حيث ستظهر صعوبات التعلم عند دخول الطفل إلى المدرسة، وسيكون من الصعب عليه تلقي المعلومات كأقرانه، وسيستغرق وقتا أطول لفهم المعلومات المقدمة له، وعلى الرغم من وجود مشكلة بطء التعلم عند طفلك، إلا أنه قد يُظهر كفاءة في جوانب أخرى، مثل الرسم. وهناك أطفال يعانون من بطء في التعلم لأسباب نفسية واجتماعية، كأن يكون الطفل خجولا أو يشعر بالقلق والانطواء. كذلك من الممكن أن يكون شعور الطفل بالكراهية أو الدونية أو التمييز بينه وبين إخوته سببا في بطء التعلم، ومشكلات نفسية عديدة تسهم في أن يكون الطفل بطيء التعلم. ومشكلات اجتماعية تؤثر في الطفل، كالتفكك الأسري أو تدني المستوى المعيشي للأسرة. وأحيانا يكون ضعف الرقابة على الطفل وعدم وجود دور فاعل لأسرته سببا في بطء التعلم، وقد تؤدي إلى ارتكاب الطفل للعديد من السلوكيات الخاطئة. وإن بعض الأمهات يجدنَّ صعوبة في التعامل مع الطفل بطيء التعلم، وقد تتبع بعض الأساليب مثل الضرب والسباب وغيرها من الوسائل التي تؤدي في النهاية إلى انعدام رغبة الطفل في التعليم، ولتجنب ذلك، يجب إتباع بعض النصائح، ينصح بتوفير مكان هادئ للمذاكرة، حيث لا توجد ألعاب أو أجهزة إلكترونية، أو أطفال صغار في العمر، حتى يستطيع الطفل التركيز والانتباه، في المذاكرة. يجب تخصيص وقت قصير لمذاكرة المواد أو لعمل الواجب المنزلي، حتى لا يشعر الطفل بالملل ويستطيع التركيز. ينصح أيضاً بأن تقرأ الأم الدروس للطفل، وأن تتسم بالصبر ولا تمل من المذاكرة له. يفضل متابعة حالة الطفل مع المعلم، والاستعانة بخبراء تربية في طريقة التعامل معه. وأخيراً، لا تضغط على طفلك أثناء المذاكرة، حتى لا يمل مع تحفيزه بمكافأة. كما يجب تنويع وسائل الشرح كاستخدام الرسم أو التلوين، فيقوم الطفل برسم الكلمة ويلونها بتشجيع الوالدين، ويمكن أيضاً أن يقوم الوالدان بتمثيل مواقف من المنهج الدراسي والاستعانة بالعرائس والقصص المصورة. ويمكن الاستعانة بالوسائل التعليمية في المنزل كاللوح الملون أو العداد الملون لتعليمه الأرقام أو الجمع، كما يمكن للأم أن تحضر لطفلها المكعبات أو البازل وتستخدمها معه لإيضاح المعلومة. فكلما ركَّز الوالدان على استخدام الطفل لأكثر من حاسة في الوقت نفسه سواء السمعية أو البصرية أو حتى اللمس والشم زاد استيعابه. ومن الضروري على الوالدين الاستعانة بالوسائط التكنولوجية الحديثة الأقراص كالأناشيد والفيديوهات التعليمية، وكلما كانت مرئية ومسموعة كانت أكثر جذباً لانتباه الطفل. وكما ينبغي تحلي الوالدين بالصبر والثقة بأن أي مجهود سيبذل مع الطفل سيؤتي ثماره بإذن الله لأن الإعاقات بصفة عامة تتحسن مع بذل المجهود، وبطء التعلم يعد من أبسط الإعاقات وأسهلها ومن ثمَّ أي مجهود سيكون ملاحظاً ولكن النتائج بالطبع تختلف حسب حالته ودرجة البطء وحسب المجهود المبذول معه. وختاماً من الضروري التركيز على أهمية عدم وصف الطفل على أنه بطيء في التعلم واعتبار هذه المشكلة كأي مشكلة قد تعترض حياتكم، والإسراع للتعرف على الحلول المناسبة للطفل، فكلما تمكنت من متابعة طفلك في سن مبكرة، كلما كان حل مشكلة بطء التعلم لديه سهلاً، ليتمكن من اللحاق بأقرانه والمتابعة معهم.