معــرض بغــــداد الدولــــي للكتاب نافــذة ثقافيَّــة تنعش الامل بغد جديد
ثقافة
2019/02/13
+A
-A
بغداد/ فريق العمل
السرد والمدينة
شهدت قاعة المعرض الثقافيّة ندوة سرديّة بعنوان "سرد المدينة" شارك فيها كل من: د.نجم عبد الله كاظم، و د.لؤي حمزة عباس. وادارها الشاعر صفاء ذياب قائلا: غالباً ما يمثل السرد تطورا حضاريا على العكس من الشعر الذي هو نتاج البداوة والبساطة، ولكن السرد نتاج المدنية بالدرجة الاولى. وكان محور الندوة يتركز على سؤال: من أثر على الآخر، السرد أثر في المدينة، أم المدينة أثرت في السرد؟، اول المتحدثين كان د.كاظم الذي تعرض الى بواكير الرواية العراقية وحضور المدنية وفعاليتها، وعن القصة القصيرة أو شبه الرواية، والتحولات التي تشهدها عادة المدينة وتؤثر على الرواية قائلاً: في بواكير الرواية كان وجود المدينة محدود، ويمكن اعتبار القصة القصيرة سباقة في هذا المجال. ومن الروايات التي أظن أنّها غير معروفة كثيرا، رواية "الزقاق المسدود" لياسين حسين، الذي لا أعرف أين ذهب أو اختفى، لقد عالج ياسين حسين اضطرابات المدينة في العراق، بمعنى الاضطرابات السياسية وما ينتج عنها من اضطرابات اجتماعية وغير ذلك في بداية الستينيات، اذ كان العراق في تلك المرحلة يُعاني من صراعات كثيرة وازمات كبيرة، وكان هذا – بالطبع- لصالح الرواية. مضيفا: أنّ المدينة قد حضرت في الرواية، ولكنّها لم تعالجها بطريقة واسعة، بينما نجد حضور المدينة في القصة الطويلة اكبر واوسع. كما اشار د.كاظم إلى ضرورة التفريق بين حضور المدينة في الرواية وبين ان تعالج الازمات المدنية، وخاصة مع التحولات التي تشهدها المدينة.
أما الدكتور لؤي حمزة عباس، وهو أستاذ السرديات الحديثة في كلية الآداب/ جامعة البصرة، فقد أشر عبر مشاركته الى مرحلة ما قبل ظهور المدينة في السرد العراقي، وهي ما يسميها (الطريق إلى المدينة)، وهي عنوان قصة لفؤاد التكرلي سنة ١٩٥٣. قائلاً: الطريق الى المدينة قصة تناقش موضوعة غسل العار، وهي موضوعة بالتأكيد تحدث في الريف، وفؤاد التكرلي اعتبرها طريقا للوصول إلى المدينة، فإذا ما تنازلنا عن موضوعة غسل العار وسواها من العادات والتقاليد يمكن أن نمضي في طريقنا إلى المدينة. مبيّناً أنّ، موضوعة القصّة تضع الانسان في حالة ارباك وقلق، وهذا القلق لم تكن المدينة تتشكل من دونه، ومن هنا نستنتج أن القصة العراقية عاشت هذه المرحلة وتعاملت معها تعاملاً فنيا. مشيرا إلى أن المدينة لم تشكل حضورا فاعلا داخل السردية في المرحلة المبكرة، بالنظر، لعدم استقرار البنية العراقية، فالمدينة العراقية عابثة، ولم تكن بنية الداخل مستقرة، إذا ما تجاوزنا أثر بغداد الفاعل في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
العلاقة الثقافية بين العراق والسعودية
واستضافت قاعة معرض بغداد الدولي للكتاب أيضا، ندوة تحدث فيها محمد الضيف رضا نصر الله، وهو إعلامي وباحث سعودي عن "العلاقات الثقافية المتبادلة بين العراق والسعودية"، وكان محور الندوة الشاعر "محمد حسن القطيفي" الذي توفي عام ١٩٧٧ بالكاظمية ببغداد، وعاش في المملكة العربية السعودية والعراق، تلقى تعليمه عن والده وعمه، ثم ابتعثه عمه إلى مدينة النجف لاستكمال دروسه الدينيّة، عمل في مجال التدريس، والصحافة، وأصدر صحيفة ساخرة سمّاها، "بهلول" تكرر تعرضها للإيقاف لمناوأتها الاحتلال الإنجليزي.. كما وقد صدر له عدد من الروايات، إحداها بعنوان: "وادي عبقر"، ومقتطفات "تاريخ ٣٩ عاماً في العراق"، ومراسلات إخوانية. والراحل، شاعر متمرّد، يعكس شعره طموحه إلى التغيير، يغلب عليه الاتجاه القومي والوطني، وتمثل روح الثورة قاسما مشتركا في كثير من قصائده التي تكاد تكون رداً على أحداث عصره السياسية، ومن أكثرها إظهارًا لهذا الجانب قصيدة "ساكن الكوخ".
واستعرض نصر الله محطات ومراحل من حياة القطيفي في العراق، وعلاقته بالجواهري وكذلك بغيره من الشعراء، فضلا عن مواقفه ضد السياسيين.
شعر
نظمت قاعة المعرض الثقافة الكبرى أمسية شعرية، أدارها الشاعر علي وجيه، وشارك فيها كل من الشاعر طالب عبد العزيز والشاعر عبد الزهرة زكي، بحضور كبير من المثقفين والأدباء ومحبي الشعر. قرأ الشاعر عبد الزهرة زكي عدة نصوص من قصائدة نختار منها: "كثيرا ما مرت ريح عاتية بهذا الباب/ امطار مرت به/ ومرت عليه سيول وعواصف وطوفانات/ لكن، لا الريح عصفت بالباب/ ولا المطر ولا السيول/ كانت الريح تمضي/ وكان المطر يكف عن الهطول/ وكانت السيول تنحدر إلى واد/ وكان الباب يظل حيث هو مغلقاً..".
تلاه الشاعر طالب عبد العزيز، ببعض أشعاره ومنها: " رفيقتك في النهار/ وخليلتك في الليل/ وسادتك التي تغفو عليها/ وجرحك القديم/ تفيأت لك وأنا خضراء. ثم دُعي الشاعر السعودي صالح زمانان ليقرأ بعضا من قصائده، وزمانان من الأسماء البارزة في قصيدة النثر السعودية المعاصرة، كما يُعد من أهم كتّاب المسرح في السعودية ومنطقة الخليج العربي، قائلاً: زيارة العراق كانت حلما جميلا، واليوم أنا سعيد لأنّي بين ناسي في هذه اللحظة التاريخية وكذلك بين رمزين من رموز هذه الأمسية وهما الشاعران طالب عبد العزيز وعبد الزهرة زكي. ثم قرأ من قصيدة "وصيةُ الجدّ الميت"، جاء فيها: " أُكْتُب وصيتك لمن تُحب/ لا تتركه حائرا في ملذّات غيابكَ النهائيّ/ فالموتُ يترصّد المارّة/ وشارع الحياة ليس بآمن/ ولا تنسَ/ كُنْ طيباً مع الفقراء والمتسوّلين/ كُنْ مفاجئاً لهم حين تكون حبيبتُكَ سعيدة/ أَعْطهمْ أجر عاملِ منْجَمٍ في اليوم/ فهم يدُقّون صخرة الوقت - دونما أزميل – بأصابعهم.. ووحدهُم/ سيُصلّون لله أنْ يُسْعِدَ حبيبتَك/ حين يَرَوْنَها تمرُّ الزُّقاق وحيدة".
حضور رصين
واستطلعت "الصباح" رأي الامين العام للاتحاد العام للكتاب في العراق الشاعر ابراهيم الخياط، بالمعرض فقال:" لايشبه معرضا اخر، لا في البلدان العربية، ولا حتى في السنوات السابقة، فمعرض بغداد الدولي للكتاب لهذا العام اصبح يحاكي ويناغم شارع المتنبي، من كثرة الرواد وكثرة الاجنحة وبنفاذ الكتب وبحفلات التوقيع والاهم اطلاق اسم الروائي الشهير الشهيد" علاء مشذوب" رسميا على هذه الدورة، هذا ما يؤكد بأن معرض الكتاب في بغداد تحول الى ظاهرة مجتمعية، مؤكدا ان اتحاد الادباء والكتاب العراقيين تواجد بثقل ورصانة من خلال ما قدمه من مجموعة كبيرة من المؤلفات، لافتا الى اننا خلال هذا العام طبعنا اكثر من 100 كتاب لكتاب عراقيين وبنصف الكلفة مع تبني بأن يكون التصميم على حساب الاتحاد، فضلا عن حملة توزيع الكتب على فروع المحافظات وكذلك تأمين حفل مناسب لحفلات التوقيع.
عن لا شيء يحكي
احتضن جناح الاتحاد العام للأدباء والكتاب في معرض بغداد الدولي للكتاب، حفل توقيع رواية (عن لا شيء يحكي) للروائي د.طه حامد الشبيب في الرابعة مساء الثلاثاء، بحضور نخبة من الادباء والمثقفين من زوار المعرض. وعن روايته السادسة عشرة، قال الشبيب: هذه الرواية تجربة فنية جديدة في مشغل الرواية، وربما في المشغل العربي، فهي تتحدث عن لا شيء، وهي محاولة لتحقيق حلم "فلوبير" الروائي الفرنسي الكبير الذي حلم يوما في القرن التاسع عشر أن يكتب رواية عن لا شيء، كل ما فيها مصنع تصنيعا داخلياً، وليس من الخارج.. هذه الرواية تشتغل هذا الاشتغال وتحاول ان تحقق لفلوبير حلمه. ومن روايات الشبيب: إنّه الجراد، الابجدية الاولى، مأتم، الضفيرة، خاصرة الرغيف، الحكاية السادسة، مُواء، طين حُرّي، حبال الغسيل، مقامة الكيروسين، وأد، وديعة إبرام، المُعظم، سأسأة، في اللا أين، وآخرها عن لا شيء يحكي.. كما وقد فاز بالجائزة الثالثة في مسابقة نجيب محفوظ للرواية العربية عام ٢٠٠٠ عن روايته "الضفيرة".
روايات علي بدر
أقام جناح دار الرافدين في معرض بغداد الدولي للكتاب حفل توقيع جميع روايات الروائي علي بدر بحضور كبير. وحصل بدر على شهرة واسعة النطاق بسبب رواياته وأعماله الأدبية التي ترجمت إلى لغات عديدة.. ولد بدر في بغداد، وعاش فيها حتى انتقاله إلى بلجيكا. وقد صدرت روايته الأولى "بابا سارتر" في بيروت عام ٢٠٠١، وقد طبعت أكثر من اثني عشرة طبعة، عالج فيها الروائي الوعي الثقافي الزائف وأثر التيار الوجودي على المثقفين العراقيين في الستينيات، وقد حازت هذه الرواية على جائزة الدولة للآداب في بغداد، وجائزة أبو القاسم الشابي في العام ذاته. ومن رواياته الاخرى : شتاء العائلة، الطريق إلى تل المطران، الوليمة العارمة، صخب ونساء وكاتب مغمور، مصابيح اورشليم، حارس التبغ، الجريمة فن وقاموس بغداد، الركض وراء الذئاب، ملوك الرمال، أساتذة الوهم.
كما شهد جناح دار الشؤون الثقافية بمعرض بغداد الدولي للكتاب في السادسة مساء حفل توقيع كتاب "أصوات خارج الزمن" للكاتب حسين السلمان. ضمّ الكتاب ثلاث مسرحيات وهي "جذور الماء" و "شظايا الروح" و "لعبة متوحشة" ، وفي الاخيرة يجسّد الكاتب حقيقة الأوضاع التي يعيشها المواطن العراقي، والواقع السياسي المرير الذي تعانيه الحركة السياسية بفعل النقص الهائل في التجربة الوطنية.
وقد احتضن جناح دار قناديل الرابعة مساء بمعرض بغداد الدولي للكتاب حفل توقيع رواية "العودة الى لكش- أرض الاساطير وحكايات العشق الساخنة" لرسمية محيبس، بحضور العديد من المثقفين وزوار المعرض.
كما أقام جناح دار الرافدين بمعرض بغداد الدولي للكتاب حفل توقيع رواية "لحياة غير مكتوبة" للروائي العراقي نعيم آل مسافر. جاءت الرواية في ١٢٨ صفحة من القطع المتوسط.