الحوار الأسري يزرع الثقة وينمي الشخصيَّة

اسرة ومجتمع 2021/05/22
...

 صالح لفتة
 
تفعيل الحوار داخل الأسرة ضروري لبناء اسرة مترابطة وبداية صحيحة، للتأسيس لثقافة الحوار وقبول الرأي الآخر لدى الناس في الشارع وفي المدرسة وفي الاعلام وترك اللجوء للعنف والتهديد لأتفه
 الأسباب.
وهذا لا يتم بين ليلة وضحاها، بل يحتاج لسنوات عديدة نبدأ من الصغر مع الطفل داخل المنزل بترسيخ أساليب طرح الآراء والمناقشة البناءة. فطرق التربية القديمة بالجبر والعنف والضرب وإسكات الآخر والتي عفا عليها الزمن لا يمكن تطبيقها على جيل اليوم، ولا تصلح لأن تخلق أسرة متماسكة وتربي أبناء قادرين على مواجهة مصاعب الحياة
 ومخاطرها. 
لقد مضى الزمن الذي يمكن أن يكون رأي واحد هو السائد رغم أنف الجميع داخل الأسرة، لأن العالم تغير واصبح أفراد الاسرة يتفاعلون ويشاهدون مختلف الثقافات وانواع الآراء وطرق التربية حتى من دون الخروج من البيت، والأمراض الاجتماعية منتشرة واذا لم تحصن الاسرة من هذه الآفات فلا يلوم رب الأسرة الا نفسه ولا ينفع الندم حينها و عض الاصابع اذا انجرف احد الأبناء بعيداً عن الطريق السَّوِيُّ، 
 
رأيٌ ديكتاتوريٌ
 إن الغاية من الحوار الأسري هي معرفة الأفكار والتقارب بين أفراد الأسرة الواحدة، والأخذ بالرأي الأصح وليس مجرد لقلقلة تتطور لتنابز وتقاذف بالكلام امام الاسرة صغيرها وكبيرها، وتنتهي بفرض رأي دكتاتوري على أشخاص لا حول لهم ولا قوة، وهذا الامر سينعكس سلباً بشخصية الطفل
والأسرة. 
عندما تقمع الطفل وتحاول اسكاته ولا تعطيه اي فرصة للكلام، معناها انك تشجع الطفل على انتهاج مبدأ العنف لفرض رأيه على
 أقرانه. 
عندما تستهزئ برأي زوجتك وتشعرها بضعف تفكيرها وكأنك أنت العالم الوحيد وباقي الناس على خطأ، معناها انك هدمت اساس المنزل، عندما تنهر البنت بسبب الجنس، فأنت تعطيها المبرر للبحث على من يصغي لكلامها، وليس لبقية أفراد الاسرة من سبيل لتطبيق ارائهم وافكارهم سوى الكذب والابتعاد عنك
بالتدريج. 
عليك أن تعطي فرصة من وقتك لأسرتك استمع لآرائهم لتشاركهم في عقولهم، حاول التقرب منهم، صحح لهم الأخطاء من دون ان تشعرهم بخطأ آرائهم ومن دون إِهانَة،  تبين ما يحبون وما يكرهون وما يريدون تعرف على الأشياء التي تؤثر فيهم، ربما رأي طفلك الصغير هو أفضل من رأيك، فلا تخجل من الاعتراف بخطأك
 أمامهم. 
 
حماية وتقارب
الحوار له فوائد آنية ومستقبلية لتنشئة جيل واعٍ متقدم الافكار لا يعيش في الماضي، بل يأخذ من التطور افضله من دون التخلي عن الأخلاق والقيم الثابتة في المجتمع، ويمكنك من خلالة حماية الاسرة وزيادة التقارب في ما بينها وتنمية مهارات التحدث لدى الأبناء، وترسيخ مبدأ التفاهم وزرع الثقة وقوة الشخصية، خصوصاً عندما يشعر الصبي أو البنت انك مهتم بالاستماع لما يقول وما يصدر منه والأخذ بقوله في حال كان
 الأفضل.