وقت الاسترخاء.. ووقت الشد

منصة 2021/05/26
...

قيس قاسم العجرش

يتصوّر بعض الرأي العام أنَّ البحث عن التهدئة والاستقرار هو مطلبُ الجميع. وأنَّ القوى السياسيَّة والدول - حالها مثل حال الأفراد - قد تميل طبيعياً نحو تفضيل خفض التوتر. وعلى اعتبار أنَّ كل هذه القوى قد سمعت من قبل بالمثل القائل: ليس هناك من رابح في الحرب.
لكنَّ القوة وحيازتها لا علاقة لها بالأمثال ولا بالأشعار ولا حتى بتاريخ الأدب. إنها تعتمد بالأصل على البراعة في قراءة الأوضاع وبعبارة أخرى؛ على انتهاز الفرص المؤسسة للقوّة، فلا استقرار بلا قوّة.
الشواهد كثيرة على أنَّ التهدئة ليست هي المناخ المفضّل للسياسة، رغم أنها دأبت على الترويج لهذا التفضيل. كما أنَّ التاريخ القريب جداً، الذي لم يتحوّل الى تاريخ بعد، يقول: بأنَّ حاسّة شم الدول والقوى نحو البقاء هي أقوى من كل حاجات شعوبها للاستقرار.
حملات التهدئة التي بدأتها الإدارة الأميركيَّة في الشرق الأوسط بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس ربما لا تعرف أنَّ التوتر هو عنوان استدامة المعاش للمتوترين.
وإنَّ كلمة (وقف) في توصيف الكف عن سماع الانفجارات والصواريخ إنما هي كلمة هشّة للغاية.
أما الحل الدائم، فقد صار ذكره يشبه القسمة على الصفر في الرياضيات. بما يعني أنَّ الحديث الواسع عن حلٍ شاملٍ سيرسخ الإيمان بأنَّ التوتر «أفضل» في عائداته من التهدئة. فماذا سيجني المتضرر من تهدئة تكرّس جموديَّة الأشياء والمواقف كما هي؟.
هذا الكلام يصحُّ لو طبقناه على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في الشرق الأوسط. ويصح لو طبقناه على التوتر بين إيران وجيرانها من دول الخليج العربيَّة. ويصح لو طبقناه على المشكلة السورية وتفتت هذه الدولة التي أصبحت مثالاً للتحطّم الذي لا يمكن استرجاعه.
فهل ينطبق على الوضع العراقي الداخلي؟. أم أنَّه يناسب في التوصيف علاقات العراق مع محيطه الرافض للديمقراطيَّة؟.. نحن بحاجة الى التفكير في هذا.