نهضة علي
يقع المرقد في محلة الامام قاسم شمال مركز مدينة كركوك، وهو للامام قاسم بن الامام موسى الكاظم سلام الله عليهما، ويعد من المزارات المهمة داخل المدينة، وتتردد الاسر لزيارته والتبرك به، وبحسب الباحث نجات كوثر في كتابه (صفحات من تاريخ كركوك منذ فجر التاريخ الى 1958)، انه مشيد من الجص والحجر ويقوم على اعمدة واقواس شاع استعمالها في العصور الاسلامية، ولا يعرف تاريخ بنائه.
مظالم العباسيين
وذكر بأن الامام قاسم مدفون في المكان المذكور، ومنذ مئات السنين يزوره الناس، وحكيت عنه الكثير من الحكايات والروايات، وروى المرحوم المؤرخ شاكر صابر نقلاً عن المرحوم الملا عبد القادر افندي مدير الاوقاف السابق في كركوك {ان جده كان تاجرا بين بغداد وبخارى، وفي احدى سفراته مر بكركوك في منطقة زيوة شمال المدينة، ورأى رجلا ابيض الوجه ووقورا، الا انه يتألم، وعند سؤاله عن حاله قال انه الامام قاسم وهرب من مظالم العباسيين واختبأ، ليتركوه وشأنه، ولازمه التاجر واعتنى به وبعد فترة توفي في المكان المذكور متأثراً بجراحه، فقام التاجر ببناء قبة على مرقده وتولى هو واسرته ادارة المرقد، الذي يزوره الناس، وسميت المحلة نسبة اليه}، وتم ضمن الكتاب عرض الفترات التي تم فيها تجديد وترميم المرقد، وفي عهد متصرف كركوك (ذو الفقار باشا) سنة (1614م - 1023هـ) جرت ترميمات للقبة، وللمرقد على مدى سنوات ماضية من قبل شيوخ معروفين آنذاك.
330 عاماً
وقال امام وخطيب الجامع محمد صالح لـ{الصباح}: {ان الجامع يلاصقه بناء مشيد فوق المرقد يعود الى 330 عاماً، وهو من الاماكن التراثية، وقسم عند بنائه الى مصلى ومدرسة دينية، يدرس فيها تفسير القرآن الكريم وعلوم اسلامية من قبل علماء دين للعديد من طلبة العلم الاسلامي}.
واضاف ان {اهالي المنطقة من المتبرعين ينون اجراء تطوير عمراني وترميم للمرقد بعد استحصال موافقات الوقف حول ذلك، والبناء الموجود ليس مظهر البناء الاولي، فقد بنيت له منارة قبل نحو اكثر من عشر سنوات مضت، وحاليا تحتاج الى الترميم}.
موروث وتقليد
المواطن وليد حميد من اهالي محلة الامام قاسم قال لـ}الصباح}: {ان آباءه واجداده من سكنة المحلة منذ العام 1878، وان جامع الامام قاسم يعد من المساجد القديمة التي شيدت في كركوك قرب مرقد الامام بعد أن استوطنت الكثير من الاسر في المحلة، وتعد من المناطق ذات الغالبية الكردية، وان وجود الامام في المنطقة اضاف اليها شيئا من التقاليد الموروثة من الاجداد بزيارته عند الحاجة والطلب، فضلا عن التقرب من زوار المحافظات الاخرى باقامة مجالس دينية اثناء المناسبات الدينية}.
واكد احد المتقاعدين الذي رفض ذكر اسمه ويكنى بـ(ابي عبدالله) {بانه من سكنة محلة الامام قاسم وان محلتهم او منطقتهم من المناطق التي تتميز بالتعايش والهدوء، وكان الناس قديما يأتون للزيارة والتبرك من محافظات اخرى ومن اهالي كركوك للشفاء من الامراض وطلب الحاجات وهي من العقائد التي رسخت في افكارهم وتوارثوها، ولبساطة الحياة سابقاً فان اهالي المحلة يفتحون بيوتهم لاستقبال الزوار عندما يكون العدد كبيراً}.
مضيفا {ان المكان المشيد فيه المسجد يلاصقه مكان المرقد وخلفه مقبرة كان الناس يدفنون موتاهم فيها}.
بين زقاقين
يقع المرقد مقابل منعطف بين زقاقين ضيقين في محلة مازال الكثير من بيوتها تحتفظ بطابعها التراثي، والمسجد يحوي منارة وفق الطراز الحديث وقاعة صلاة، ويلاصقه مكان المرقد ببنائه ذات الاقواس، والتي تذهب منها نحو باب الدخول الى القاعة التي يوجد فيها مرقد او مقام الامام، وتعلو الباب لوحة فيها كتابات بالخط العربي الكوفي، وقبة باللون الاخضر، وتقع خلفه مقبرة، وقد عزل باب الدخول عن باب مدخل المسجد، وتجاور البناء التراثي محال وبيوت، اذ مازال الحي يحتفظ بعبق التراث.