لا شكَّ من أننا نشعر في بعض الأحيان بالخوف، والقلق غير المعتاد اتجاه حدث أو حالة معينة، ونحاول قدر الإمكان أن نبعد تلك المشاعر، لندرك في ما بعد بأننا تحت ضغط فوبيا الرهاب، وهو من الاضطرابات النفسية المعرقلة لسير حياتنا اليومية، وتسبب لنا تحديا في أداء بعض الأنشطة الاجتماعية أو الوظيفية بسبب التوتر المفرط، فيعاني بعض الأفراد من فوبيا الأماكن المرتفعة، كالبنايات الشاهقة، وناطحات السحاب، أو المفتوحة والمغلقة والمعتمة، والخوف من الغرباء، أو الحيوانات كالقطط والكلاب، غير أن رهاب الخوف من المرض شاع كثيرا، وأصبح يلازمنا في السنوات الأخيرة، لا سيما بعد تسلل أفعى جائحة كورونا، وتقيدها مفاصل حياتنا فبات معظمنا يخشى العدوى، وانتقال الفيروس من الآخرين الذين نلتقي بهم في مواقع العمل أو الأماكن العامة، كمراكز التسوق فنلجأ إلى التعقيم، والمبالغة بغسل اليدين والنظافة، الا أن الخوف قد يكون أخطر من الوباء نفسه، ويعد بمثابة الحرب النفسية التي تقتلنا بصمت،
وزاد الوضع سوءا هو سماع الأخبار الخاصة بعدد الإصابات المرتفعة، والوفيات فسببت لنا الاحباط الشديد، والاحساس بالوحدة بعد ما كنا نمارس الروتين اليومي من دون قيود، كما أن تدهور الحالة النفسية تؤدي إلى تدمير المناعة لدى الفرد، واختلال توازن الهرمونات في الجسم.
هناك الكثير من الإجراءات التي من الأجدر اتباعها لإبعاد شبح القلق من الفيروس، كالتواصل مع الأشخاص المقربين لنا، والتحدث معهم بشأن ما نشعر به للتخفيف، ومساندة بعضنا البعض، وتناول الطعام الصحي والفيتامينات، والنوم الجيد، وتعلم هوايات مختلفة، لتقليل ساعات الملل الطويلة، وممارسة التمارين الرياضية في المنزل، إذ توجب الوضع الصحي عدم الخروج، وتطبيق الحظر، أما إذ شعر أحدنا بالخوف المبالغ به، والاحساس وتوهم المرض، فيمكنه التحدث مع المختصين في المجال الصحي، أو النفسي والإرشادي، ومعرفة الحقائق والمعلومات، ومصدر الأخبار والتأكد منها، لكبح خوفنا والحد من الشائعات.
كذلك نشر رسائل التوعية، والالتزام بالإرشادات الوقائية، وتطبيق التباعد الاجتماعي، وبث الاطمئنان، والطاقة الايجابية لتجاوز الأزمة، فضلا عن اعطاء الاهتمام بالصحة النفسية، والتعايش مع الوضع السائد، وتقبل مختلف الظروف.