الدراما العراقيَّة في رمضان.. عتبة أولى للتقييم

منصة 2021/05/30
...

   د. عواطف نعيم 
 
كما هو معتاد في كل موسم رمضاني ينتهي، يحدث أنْ نفتح صفحاتنا ونبدأ التقييم والتقويم المتأني والموضوعي غير المنحاز أو التأثري لما تم تقديمه من أعمال وبرامجيات درامية، بعد 
أنْ يطوي رمضان المبارك أوراقه ويمضي تاركاً خلفه الذكريات الحلوة والأوقات السعيدة، وتاركاً أيضاً العديد من الأسئلة والتكهنات حول حلوله القادم والذي يأمل البشر أنْ يكون حلولاً حميماً 
مبهجاً وآمناً يتلاقى فيه الأصحاب وتتزاور الأسر وتتجمع حول موائد إفطار واحدة لا خوف فيها ولا حذر بعد أنْ 
عانوا من جائحة كورونا ما عانوا وبعد أنْ عّز عليهم التلاقي والتحاور والأنس ببعضهم خوفاً وتحسباً من كورونا وضراوتها التي ملأت حياتهم حذراً ويباساً فلزموا البيوت وأدوات 
التعقيم والتعفير والوقاية واكتفوا بالتواصل والاطمئنان على بعضهم البعض عبر وسائل التواصل والمسجات الصوتية.
مضى رمضان بعد أنْ أضاءَ البيوت والقلوب ولم يتوقف الحديث عما قدم وأنتج من عروضٍ تلفازيَّة غزيرة ومتنوعة على غير عادة القنوات الفضائيَّة في التعامل مع الدراما في هذا الموسم الرمضاني من العام 2021 كان للدراما العراقية حضور وبأعداد وتنويعات ملفتة للنظر، واتفقت كل الفضائيات على أنْ يكون هناك برامج ومسابقات فيها الربح والخسارة وفيها المعلومات التي تبدو أحياناً بسيطة تغري بالاتصال والمشاركة وهنا يكمن ربحها، مع ذلك لم تنس تلك الفضائيات أنْ تشتري أعمالاً دراميَّة عربيَّة لتقدمها كعرضٍ ثانٍ أو ثالثٍ من على شاشاتها.
ميزة الأعمال الدرامية في هذا الموسم الرمضاني الذي أغلق صفحاته وغادر أنَّ أغلب المسلسلات التي تم إنتاجها كانت محددة بسبع حلقات أو تسع حلقات أو عشرين حلقة نستثني منها مسلسل (أم بديلة وطيبة)، قد تكون هناك غزارة في الإنتاج وقد تكون هناك فرص لطاقات شبابية للمشاركة بتلك الأعمال وقد 
تكون هناك عودة لبعض الأسماء التي كانت بعيدة عن المشاركات في أعمال درامية خلال المواسم السابقة وهي أسماء مهمة ولا شك، لكن كان هناك في 
المقابل عجالة واستسهال وتسطيح وتسذيج تجلى واضحاً في عددٍ من هذه الأعمال.
وجود المقاربة أمر حتمي بين ما تقدمه القنوات العراقية وبين ما تقدمه القنوات العربية والمقاربة ضرورة أيضا بين ما تقدمه القنوات العراقية المتواجدة على الاقمار الصناعية والتي مدّت جسوراً بينها وبين المتلقين العراقيين الذين يتلهفون لمشاهدة أعمال تحمل صوراً عن واقعهم وتعكس بعضاً من أحلامهم وتطلعاتهم بعيداً عن الميلودراما واستجداء العواطف والمتاجرة بالمحن، ولكن الذي حدث أنَّ هناك خيبة كبيرة وتساؤلات عديدة عن الأسباب التي جعلت العديد من هذه الأعمال تسقط في الرتابة والتكرار والمتوقع والاستنساخ عن تجارب تركية وأخرى أوروبيَّة معروفة ومعلومة، وهذا تجلى عبر تغريدات وكتابات على مواقع التواصل وفي ندوات ولقاءات تلفازيَّة، ولكي نكون موضوعيين سنبدأ في استعراض تلك الاعمال وتحليلها وتقييمها على المستوى الفني والفكري والجمالي لذا للحديث تتمة..