شددت المرجعية الدينية العليا، على ضرورة قبول النصيحة والنقد البناء من الآخرين في جميع مجالات الحياة وما يحققه ذلك من ترسيخ للقيم الإيجابية، ودعت المرجعية إلى نشر ثقافة النقد وتقبله في المجتمع.
وقال ممثل المرجعية الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف: «نتعرف اليوم الى دروس تربوية لتصحيح مسار الحياة ومن جملتها التي يحتاجها الفرد والمجتمع وهي مبدأ وثقافة النقد البناء في تقييم الآخرين، وفي المقابل النقد السلبي والهدام»،داعياً إلى أن «يكون النقد الايجابي بالنصيحة الصادقة والتقييم الموضوعي للإنسان فرداً ومجتمعاً»، مؤكداً «حاجتنا الضرورية الى مبدأ وثقافة النقد الذاتي والبناء والايجابي».
وتابع الكربلائي: أن «الفرد أو الشخص المهم أو الكيان المجتمعي يتعرض الى الخطأ ما يجعله بحاجة الى أن ينبه بصورة دائمة، لأن الأخطاء إذا بقيت وتراكمت فقد تؤدي الى هلاك الفرد والمجتمع»، مشيراً الى أن «الفرد والمجتمع بحاجة الى مراجعة مسيرة الحياة والتفتيش عن الخلل والخطأ والزلل والعثرات، ويجب مراجعة المواقف والاخطاء لتدارك الاخفاقات والفشل والظلم الذي يحصل للنفس وللآخرين»، لافتاً إلى أن «النقد حين يخرج عن مساره الصحيح وأخلاقه الصحيحة يتحول الى معول هدم يحط الفرد والمجتمع والعلاقات ويحولها من أواصر الكرم والتواصل إلى الحسد والحقد».
وشدد ممثل المرجعية على «ضرورة تقبل النقد البناء» مشيراً إلى أن «غالبنا لا يتقبل النصيحة والنقد الايجابي من الآخرين وهذه مشكلة فكرية واجتماعية واخلاقية»، داعياً إلى «عدم استخدام الأسلوب الجارح الذي يؤذي الانسان ويجرح مشاعره وربما لسنين طويلة، وعلينا تعلم أخلاقيات النقد والنصيحة ومراعاة التفاوت العلمي والمكانة الاجتماعية وفارق السن».